[align=center]يروي المهندس / راشد الليم في أحد إصداراته الاجتماعية بتاريخ 3/2/2000 :
في الاسبوع الماضي قمت برحلة عمل إلى بلد الجود والكرم سلطنة عمان الشقيقة
مع الأخ المهندس ناصر أكرم وفي طريق عودتنا بالطائرة إلى مطار دبي الدولي
أشار صاحبي إلى مقال نشر في جريدة الوطن الموقرة تحت عنوان (عندما توسلت
الصغيرة هند) وطلب مني قراءة المقال وبالفعل بدأت بقراءته خاصة وأن العنوان
قد شدني لمعرفة من هذه الطفلة هند وما قصة توسلها.
وما إن فرغت من قراءة المقال حتى تساءلت : ماذا أقول؟000 وماذا أكتب؟000
وكيف أبدأ؟000 وما الحل؟000 وإلى متى؟
عشرات الأسئلة التي لم أجد لها جوابا شافيا 000 ولكنها حاصرتني ولا تزال
تحاصرني00 ولا أعلم إلى متى ستظل تحاصرني000
عموما لن أستطرد أكثر وسأترككم مع قصة هند000 كما كتبها الأخ صرغام أبو
زيد000 بتصرف بسيط0
* * *
*
الحاجة إلى مربية000
الأب يتعين عليه أن ينطلق صباح كل يوم جديد إلى العمل ليعود منهكا خائر
القوى في الثالثة بعد الظهر بعد يوم حافل بالبذل والعرق من أجل توفير لقمة
العيش لأسرته الصغيرة000 الأم وكانت تعمل هي الأخرى وتنطلق إلى مقر عملها
بعد سويعات من انطلاق زوجها ، ووفق هذه المعادلة الحياتية كان لابد لهما من
مربية أجنبية لطفلتهما الصغيرة والتي لم تكمل عامها الخامس بعد ، كانت طفلة
جميلة المحيا ، يشع من عينيها الزرقاوين بريق ذكاء متقد مختلط على نحو فريد
ببراءة الطفولة العذبة المنهل ، وبالفعل فقد أحضرا مربية لرعاية طفلتهما
الصغيرة خلال ساعات النهار إلى حين عودة والديها لتنطلق إلى أحضان القادم
منهما إلى المنزل أولا ، فكلا الزوجين كان يتسابق في العودة إلى المنزل
أولا إذ أنه سيحظى بشرف عناق الصغيرة وبتعلقها بعنقه والذوبان في صدره0
* * * *
الانتقام000
المربية كانت تقوم في الفترة المسائية بالواجبات المنزلية الأحرى ، وفي ذات
يوم ارتكبت خطأ فادحا استحقت عليه توبيخا من أم هند ، وقد نسيت أم هبد
الواقعة بكل تفاصيلها ، لكن المربية لم تنس الأمر ، وأسرت في نفسها شيئا
وأقسمت أن تعيد الصفعة صفعتين وبطريقتها الشيطانية الخاصة ، وبدأت بتنفيذ
الخطة في صباح اليوم التالي ، حيث قامت بإحضار قطعة لحم من الثلاجة ، ثم
دستها في أحد أركان المطبخ لأيام حتى تعفنت تماما ، ثم غدا الدود يتحرك
فيها ، وعند مغادرة الوالدين للمنزل صباحا أخذت الطفلة بين أحضانها ، ثم
أخذت دودة ودستها في إحدى فتحات أنف الصغيرة ، وهكذا فعلت بفتحة الأنف
الأخرى ، وهكذا في كل صباح كانت الصغيرة هند تُناولُ هاتين الجرعتين من
الديدان0
* * * *
شعور الأمومة000
شعرت الأم بأن صغيرتها لم تعد كما كانت ، حيث أنها أمست أكثر خمولا ، وليست
لها أية رغبة في اللعب أو الضحك كما كانت ، بل كانت تؤثر النوم ، وما إن
تصحو حتى تعود للنوم مجددا ، حسبت الأم أنها ربما كانت مرهقة من اللعب مع
المربية نهارا ، على أن الخمول والكسل أمسى صفة ملازمة لها ، وذات يوم سمعت
صغيرتها تقول في توسل لمربيتها : (( واحدة تكفي ، لا تضعي لي في أنفي
الأخرى )) لم تدر الأم ماذا عنت هند وما هو الشيء الذي يوضع في أنفها ،
سألت أم هند المربية عما تعنيه هند ، فردت بأنها ربما تهذي ! !
* * * *
المفاجأة000
وضعت الأم خطة لاكتشاف ما يدور أثناء غيابها ، خرجت للعمل صباحا كعادتها ثم
ما لبثت أن عادت بعد قليل ، وبخفوت تام أخذت تمشي على أطراف أصابعها ،
عندها سمعت هندا تتأوه في المطبخ ، متوسلة للمربية بأن لا تضع لها اليوم ،
قالت لها في ضراعة إنه يؤلمني ، على أنها لم تأبه بتوسلاتها البريئة ،
وعندما همت بدس الدودة في منخارها كما كان يحدث في كل يوم اندفعت الأم وهي
تولول وتصرخ ، وانكبت على رأس المربية وقد غطاها الوجوم بنداء صاعق : ماذا
تفعلين ! 00 وما هذه الدودة في يدك !00 ومنذ متى وأنت تفعلين ذلك ! 00
ولماذا ؟ 00 حرام عليك هذه الطفلة لا تعلم الفرق بين الحلال والحرام 000
بكل تأكيد لم تحن ساعة الحساب بعد ، لأن هندا كانت خائرة القوى شاحبة الوجه
، تتمتم في خفوت : (( لا تضعي لي اليوم )) كالمجنونة كالمصعوقة أخذت الأم
فلذة كبدها واندفعت تقود سيارتها في تهور له ما يبرره متوجهة للمستشفى وقد
ملىء رأسها جنونا وغضبا وحسرة وندما ، أخبرت الطبيب بما رأت والنحيب المر
يتدفق من كل مسامات جلدها ، على الفور تم إجراء صورة أشعة لدماغ الصغيرة ،
وعندما رفع الطبيب الصورة في اتجاه الضوء هاله ما رأى ، فقد كان الدود يسري
ويمور في دماغ الطفلة هند ، قال الطبيب لأمها وقد بللت الدموع وجنتيه 00((
أنه لا فائدة، فهند الآن تحتضر )) ، وبعد ذلك بيوم واحد 000000000000 ماتت
هند 0
منقووووول [/align]