أحياناً تُكتب الحقائق على شاهد قبر فتهرول نحو الواقع المر بخطى حثيثة .
...
على مسافةٍ قريبة حيث تقودك قدمك لتقديم واجب العزاء ، تتراءى لك روضة المفتري ألطيب .
تتذكر وأنت تحث الخُطى نحو هدفك أن الحقائق أحياناً تـُزيف و تـُحور لكي تبعدك عن واقع الأمر ، تكتشف أنك كنت إمعة تـُقاد أنقياد الكبش إلى حتفك ، قد يخالجك الشك أحياناً فيما يروى لك كحقيقة ، لكن الأيام تثبت لك عكس ما سمعت ، إنه مبدأ (خذوهم بالصوت لا يغلبوك ) ، أو قد يـَرّمي عليك عيباً تقمصة ليكون لسان حالك (ضربني وبكى وسبقني و أشتكى ) .
قد يشتت أموراً ويـُحدِثُ جلبة ويورد عليك بخيله وعدته وعديده أو يلبسك ثوباً موشى بعبارات الثناء في ظاهره ، فتسرف في التيه والخيلاء وتنسى ان باطن هذا الثوب حقائق زيفت ، ووقائع بـُدلت ، ووشائج قـُطِـعت ، تعود الى ذات نفسك فـَتجدُك طائراً قد عـَلِـق بجناحيه في فخٍ نـُصب بعناية حاذق وتمرس ماهر أورد للموارد عـُدتها وتقمصك تقمص الفحل الهائج لصبيةٍ حسناء يافعة ، تندمل جراحك أحياناً فينكأها الواحد تلو الأخر ، تتلمس طريق الحق فيخرجك عن جادته ، تتسربل بالفطنة فينـزع عنك لباس العقل ويكسبك من جـِعـَال السذاجة خـِرقاً بالية ، تتطاول هامتك بحثاً عن بارقة حقيقة ، فيحفر حولك خندقاً ليدفن حقائق ذاته ، تستشرف مـَن حولَك من الأصحاب ، فيبني أسواراً تطمس طيبتهم ، تبحث عن منقذ ، فيرتسمُ لك ملاكاً يأخذ بيدك الى اغلالاٍ وابوابٍ موصودة .
تنجـذب ...
تتبلد ....
تتقوقع ...
يحتويك ، يـُغريك ، يدنيك منه .
تحملك أرجل السذاجة الى وكره .
تعلق بشباكه ..
هنا وفي هذه اللحظة تحديداً تلمح أخر فغرة قبل أن يلتهمك .
على قبرك يوجد شاهد ،كـُـتب عليه :
تـُقبل التعازي في روضة المفتري ألطيب .
اعتذر منك ابوعبدالله
احيانا الموضوع يجبرك علي الابحار فيه