قال ابن القيــــم :
ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب، والبعد عن الله
أبعدالقلوب عن اللهالقلبالقاسي، وإذا قسا القلب قحطت العين
كما أن البدن إذا مرضلم ينفع فيه الطعام والشراب
فكذلك القلب إذا مرض بالشهوات لم تنجع فيه المواعظ. .
. الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة؛
فإنها إما أن توجب ألماً وعقوبةً،
وإما أن تقطع لذة أكمل منها،
وإما تضيع وقتاً إضاعته حسرة وندامة،
وإما أن تثلم عرضاً توفيره أنفع للعبد من ثلمه،
وإما أن تذهب مالاً بقاؤه خير له من ذهابه،
وإما أن تضع قدراً وجاهاً قيامُه خير من وضعه،
وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ و أطيب من قضاء الشهوة،
وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك،
وإما أن تجلب هماً، وغماً، وحزناً، وخوفاً لا يقارب لذة الشهوة،
وإما أن تنسي علماً ذكره ألذ من نيل الشهوة،
وإما أن تشمت عدواً، أو تحزن ولياً،
وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة،
وإما أن تحدث عيباً يبقى صفة لا تزول؛
فإن الأعمال تورث الصفات، والأخلاق.
الفوائد، لابن القيم (176).
للعبد بين يدي الله موقفان:
موقف بين يديه في الصلاة،
وموقف بينيديه يوم لقائه؛
فمن قام بحق الموقف الأول هون عليه الموقف الآخر،
ومن استهان بهذاالموقف،
ولم يوفِّه حقَّه شدد عليه ذلك الموقف، قال - تعالى - :
( وَمِنْ اللَّيْلِفَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً(26)
إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَالْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً).
الفوائد، لابن القيم (242).
فرق بين"ترك المعصية" و "التوبة من المعصية"
قال ابن تيمية:
من يعزم على ترك المعاصي في رمضان
دون غيره فليس بتائب..
ويثاب إذا كان ذلك الترك لله وتعظيم شعائر الله
واجتناب محارمه في ذلك الوقت
ولكنه ليس من التائبين
الذين يغفر لهم بالتوبةمغفرة مطلقة
[الفتاوى10/743]
إذا كان القلب نقيا ضج لحدوث المعصية،
فإذا تكررت مرت عليه ولم ينكر ،
كانت الخطيئة عنده غريبة فاستوحش،
فلما صار بليد الطبع لم ينفر..
[اللطائف-ابن الجوزي ، ص 29]
{ولكن لاتحبون الناصحين}[الأعراف:79]
من أسباب هلاك الأمم والمجتمعات والأفراد عموما
عدم محبةالناصحين والمكابرة ورد النصيحة.
قال الشافعي:
"ما كابرني أحد على الحق ودافع، إلا سقط من عيني،
ولا قبله إلا هبته، واعتقدت مودته"
ويقال:
" أخوك من احتمل ثقل نصيحتك"
[السير10/33].