من القلب لأصحاب هذا الفكر!!!
تتعرض المملكة العربية السعودية لحملة تشويه ضخمة - بسبب تحكيمها شرع الله - من قبل أعداء الإسلام و الحساد الذين لا يسرهم وجود تجربة إسلامية معتدلة ناجحة, و قد وقع ضحية هذا التشويه المغرض بعض الشباب السعودي .
و بوقفة تحليل منطقية و بتجرد و موضوعية نجد أن المملكة العربية السعودية حكومةً و شعباً هي الدولة الأكثر التزاماً بتعاليم الإسلام الحنيف و القيم العربية الأصيلة في شتى مجالات الحياة و هي الأكثر دعماً لقضايا العرب و المسلمين العادلة ، و كذلك المنظمات و الهيئات و المراكز الإسلامية ، والدعاة المعتدلين ، و السعودية من أفضل الساحات المفتوحة للدعوة إلى الله و هو الهدف الأسمى للجهاد ، و هي ملجأ العلماء العاملين المضطهدين و المهمشين في بلدانهم
فعجباً لمن يبرر العنف المسلح ضد هذا البلد المبارك و حكومته الذي هذه صفاته و ذلك باسم الإسلام و الجهاد في سبيل الله !!!
فالحق و الإنصاف أن يبذل المسلم كل ما يملك دفاعاً عن هذه المملكة المباركة التي ترعى مقدسات المسلمين
و حكومتها التي ترفع راية التوحيد بكل فخر و اعتزاز.
و الحق يا من أخطأتم الطريق أن تعيدوا حساباتكم فأمتكم بحاجة إليكم و إلى جهودكم و لكن في التوقيت و المكان الصحيح و حسب سير العلماء العاملين المخلصين المعتدلين .
و أنتم بتصرفاتكم تبررون للأعداء التدخل بشؤون بلادكم التي تضم مقدساتكم .
و أنتم بتصرفاتكم تقدمون دعماً مجانياً للتيار الليبرالي .
و أظن أن غيرتكم الزائدة على أوضاع أمتنا وما تمر به من ظلم و تحكم الأعداء بها هي سبب انحراف تفكيركم لأن الغيرة الزائدة عن اللزوم في الأوقات الصعبة تحجب الحقيقة و تؤدي إلى اليأس و القنوط و إلى تصرفات غير محسوبة و غير منضبطة بالمصالح الشرعية المؤصلة ، فعلى المسلم في هذه المواقف أن يضبط انفعالاته و يعلم أن هناك إله رحيم و حكيم يتصرف في هذا الكون.
و قد أخطأتم الطريق و لم تستفيدوا من تجارب الجماعات الإسلامية التي حملت السلاح في وجه حكوماتها .
فهل أرواح الناس و أقواتهم و مقدساتهم ساحة للتجارب فكفانا تجارب و أعيدوا النظر فيما أنتم فاعلون .
و قد فاتكم أن تفهموا واقعنا المعاصر جيدا و ما فيه من تناقضات معقدة يعجز عن فهمها مركز دراسات متخصص و هو ما يسمى بفقه الواقع الذي لا يعرفه إلا الحاذقين في العلم ذوي البصائر المنورة و ذلك بأن تدرسوا أوضاع مجتمعاتنا الإسلامية و ما فيها من ضعف و تمزق و ظلم و جهل و انقلاب في المفاهيم و انحراف في التفكير و فساد و انحلال و بعد عن الدين و القيم و الأخلاق و لذلك سلط الله علينا أعداءنا ، و أن تدرسوا الوضع العالمي جيدا و ما فيه من اختلال في موازين القوى و أطماع الأعداء التي تبحث عن مبررات لتحقيق أطماعهم الشريرة و قد كفاكم الله عناء هذا التفكير بأن سخر لكم في هذه المملكة المباركة قيادة حكيمة موفقة و علماء أفاضل شهد لهم القاصي و الداني بالفضل و الصلاح.
و بفرض أنكم نجحتم في مهمتكم فستصطدمون بواقع مرير لا تعرفون خلاصاً منه و ستنشغلون و تضيع جهودكم في أمور و مشاكل جمة لم تكونوا حسبتم حسابها اقتصادية و اجتماعية و عرقية و مذهبية و .......الخ
وستنقلب عليكم الشعوب الإسلامية لأنهم كانوا يتوقعون منكم رخاءً اقتصاديا و عدالةً و تقدماً و ازدهاراً و حريةً و عزاً و كرامةً و لكنكم لن تستطيعوا تحقيق ذلك لكثرة المشاكل التي ستواجهكم لأننا نعيش ظروف عالمية بالغة التعقيد و ستراق دماء غزيرة ستبوؤون بوزرها و سيصبح حلم الناس الشعور بالأمن و الأمان و بعد ذلك ستكتشفون أنكم ضللتم الطريق و لكن بعد فوات الأوان .
و أود أن ألفت انتباهكم إلى ميزان دقيق فرضه الله علينا كل يوم خمس مرات و يمكننا أن نقيم به أنفسنا و عملنا ألا و هي الصلوات الخمس فهل تجدون خشوعاً في صلاتكم و خضوعاً في ركوعكم وذلاً و انكساراً في سجودكم والتي لأجلها خلقنا أم ......... ؟؟؟؟
و حقيقة الخشوع لا يذوقها إلا من حسنت عقيدته و حسن سلوكه و تهذبت نفسه من الأهواء و الشهوات و صدقت نيته
فوالله لو ذقتم حقيقة الخشوع لتغيرت الكثير من أعمالكم و أفكاركم .
و أحسب لو أنكم بذلتم جزءاً من جهودكم التي تبذلونها الآن و أخلصتم النية فيها و ذلك في طريق الدعوة إلى الله و الإصلاح بين الناس و مساعدتهم و الذب عن حياض رسول الله صلى الله عليه و سلم و قبل ذلك استقامت أعمالكم و سلمت عقيدتكم لوجدتم حلاوة الإيمان و برودة اليقين ولاستنارت قلوبكم و عقولكم فتميزون بها بين الحق و الباطل و تلهمون بها رشدكم و ترزقون الفطنة و حسن التصرف و التدبير ، و مع الصبر و الثبات وصدق النوايا و عدم تعجل قطف الثمرة ، سينتصر الحق و أهله.
و العجب الأكبر كيف لا تتراجعون عن أعمالكم الخاطئة بحمل السلاح في وجه حكومة خادم الحرمين الشريفين الذي تعامل معكم بحكمة و رقي فاقت الدول المتقدمة
و في وجه رجال أمن السعودية الذين قل نظيرهم من حيث المهنية و الأخلاق ، فأنتم لا تعرفون كيف تعاملت حكومات بعض الدول العربية مع من حمل السلاح في وجهها ، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان !!!!!
و يكفي هذا الشعور الذي ينتابك عندما ترى رجل الأمن السعودي حيث تشعر بالأمن و الأمان بخلاف ما ينتابك عندما ترى رجل الأمن – والحق أن يسمى رجل الرعب – في بعض البلدان العربية الأخرى.
فوالله لو اطلعتم على حقيقة ما يجري في بعض البلدان العربية الأخرى لشكرتم الله صباح مساء حتى يديم عليكم هذه النعم .
و خلاصة القول إن أمتنا بحاجة ماسة للدعوة و الإصلاح بالفعل و القول و النصر آت - إن شاء الله - عندما يلتقي حماس الشباب و حكمة الشيوخ و تعود الثقة بالعلماء العاملين المعتدلين و الحمد لله رب العالمين .