النصر
الدمام- محمد الشيخ
شكلت رئاسة الامير فيصل بن تركي لنادي النصر ديناميكية على غير صعيد، فالرئيس المكلف لمدة عام والذي يقضي الشهر العاشر منذ جلوسه على (الكرسي الأصفر) حيث تم تكليفه رسميا برئاسة النادي في مايو الماضي أحدث خلال تلك المدة القصيرة انقلابا واضحا داخل البيت النصراوي، وهو ما بدا لافتاً للمتابعين لمسيرته الناجحة.
نجاح الرئيس النصراوي الشباب بدا من خلال المشهد الإداري الذي طغى عليه التنظيم وتفعيل الهيكلة الإدارية، إذ بات لكل عضو في مجلس الإدارة دوره، على عكس ما كان يعاني منه النصر في أوقات مضت، حيث كانت التخصصات متداخلة، والصلاحيات متشعبة، وهو ما رمى بظلاله على كافة الأمور فيه، سواء من جهة النواحي الإدارية، أو الفنية، وكذلك الإعلامية، وقد أسهم ذلك في إعادة كثير من ملامح الصورة النصراوية التي ظلت تعاني من الضبابية في السنوات الأخيرة.
ولأن قدر الأمير فيصل بن تركي أنه جاء لرئاسة النادي مكلفاً لمدة عام، وهي المدة التي لا تتيح الفرصة له لتنفيذ كامل البرنامج الذي وضعه، خصوصاً وأنه قد أخذ على عاتقه إعادة صياغة العديد من الجوانب التي تتعلق بحاضر ومستقبل النصر، وهو ما يحسب له، إذ لم يتركز عمله على دورته القصيرة، فإنه سيكون على موعد مع استحقاق جديد يتمثل في فتح باب الجمعية العمومية لاختيار رئيس وأعضاء لدورة جديدة.
وحيث بدأت الأخبار تتسرب حيال رغبة غير نصراوي في منافسة الأمير فيصل بن تركي، إذ طُرِح اسم الرئيس السابق ممدوح بن عبدالرحمن، وعضو الشرف سعود بن حسام، والذي نفى ذلك في وقت سابق، بالإضافة وأعلن دعمه للأمير فيصل بن تركي، فإن ذلك سيمثل اختباراً مهماً للرئيس النصراوي المكلف من جهة، ومصدر ثراء للنصر من جهة أخرى، من حيث كونه سيدفع باتجاه السباق على كرسي الرئاسة ما يعني رمي كل مرشح بثقله للفوز بثقة النصراويين، وهو ما سيضاعف من مسؤولية الفائز من بينهم على توفير كل متطلبات نجاح مرحلته، خصوصاً إذ جاء للرئاسة من بوابة الانتخابات،لا عبر التزكية أو التكليف.
وفي حال ترشح آخرون رسمياً في قبالة الأمير فيصل بن تركي فإن ذلك يعني أن النصراويين سيكونون أمام برامج انتخابية سيقدمها كل مرشح من اجل إقناع ناخبيه، وباعتبار أن البرنامج الانتخابي يعد بمثابة تعهد يقدم بالتزامات ووعود معينة للناخبين في حال الفوز، فإن ذلك سيدعم الواقع النصراوي بتباشير مثالية للمرحلة المقبلة، شريطة أن يكون البرنامج الانتخابي صادقاً لا مجرد حبر على ورق.
ويبقى القرار في نهاية المطاف بين الناخب النصراوي، الذي ينبغي عليه أن يستثمر الحالة الديمقراطية التي ينتظرها النادي، وهي التي ستؤسس لمرحلة جديدة من الحيوية والتجديد في البيت والفكر النصراويين على السواء، بعد سنوات من الجمود دفع ضريبتها النصر من تاريخه الحافل، شريطة أن ينجح في قيادة الأفضل من حيث القدرة والكفاءة لرئاسة النادي، بعيداً عن الخضوع لأي مؤثرات دعائية قد يدفع فاتورتها النادي في السنوات المقبلة.
المصدرhttp://www.alriyadh.com/2010/02/03/article495281.html