الحمد لله وصلاةً وسلاماً على رسوله الأمين، وأصحابه وآل بيته الطيبين الطاهرين. أما بعد:
إن الدعوة إلى الله -عزوجل- بحاجة إلى تضافر الجهود من الجميع، فالمرأة لا بد أن تشارك في الدعوة إلى الله، وكذلك الولد والبنت، والكبير والصغير لا بد أن يشاركوا في الدعوة إلى الله، فمن قال لا إله إلا الله محمد رسول الله فهو مسئول عن تبليغ دين الله كل بحسبه، وإذا كان الأمر كذلك فإن فكرة صندوق دعوي في البيت هي الوسيلة التي من خلالها يشارك كل أفراد الأسرة في نشر الإسلام ودعمه.
إن الفكرة هي أن يضع رب الأسرة صندوقاً في البيت ويسميه ( صندوق دعوي، أو صندوق دعم المسلمين، أو صندوق دعم المجاهدين)، ثم يجمع أهل بيته ويُعْلِمَهم أن هذا الصندوق هو لدعم الإسلام ونشر الدعوة، وإن على كل واحد من أفراد الأسرة المشاركة في هذا كل على حسب طاقته وقدرته، ويترك المجال للتنافس، ثم يعطي كل واحد منهم مصروفه الشهري ويترك باب التبرع أمامهم مفتوح، ليقتطع كل واحد من مصروفه مبلغاً معيناً لدعم الإسلام ونشر الدعوة.
ورب الأسرة لا يقتصر عمله على وضع هذا الصندوق، وتحديد الدعم في هذا الشهر لصالح أي مشروع خيري معين، لا. وإنما هو يتبرع بما يستطيع ليكون قدوة لأهله وأسرته. فمثلاً في هذا الشهر سنتبرع لصالح أهلنا في غزة ونسعى بما نستطيع في فك الحاصر عنهم بالمشاركة بأموالنا فيكون أول من يتبرع هو، وفي نهاية الشهر يجمع المبلغ من الصندوق ثم يدفعه إلى الجهة المسئولة على جمع التبرعات لصالح أهلنا في غزة، وهكذا في الشهر الثاني نجمع التبرعات لدعم حلقات القرآن في المسجد الموجود في الحي، والشهر الآخر لدعم الفقراء في الحي وهكذا كل شهر نجمع لصالح مشروع معين.
فهذا عمل يسير ولكنه بإذن الله سيكون له الأثر الكبير إذا عمله المسلمون في بيوتهم، فإذا تكرر هذا الصندوق في أكثر من بيت فإنه سيجمع مبلغاً محترماً تستطيع أن تقوم بعمل خيري من وراء هذه التبرعات ، ثم إن هذا الصندوق يعود الأولاد والبنات والأسرة بشكل عام على البذل في سبيل الله ودعم الإسلام والمسلمين، ويجعل هذه الأسر تعيش مع إخوانها في كل مكان، فصرة المسلمين ونشر الدين هو همها الوحيد الذي تعيش من أجله.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضاه
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين،،،
م ن ق و ل
صيد الفوائد