السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
موضوع اليووووووم عن النشاط والطموح والثقافه:-
النشاط.. عمارة الدنيا
في اللغة: مصدر قولهم «نشط ينشط» وهو مأخوذ من مادة (ن ش ط) التي تدل على اهتزاز وحركة وسميت الحالة التي ينشط فيها الإنسان ويخف للعمل ويسرع إليه نشاطًا لما يصاحبها من الحركة والاهتزاز والتفتح.
النشاط ضد الكسل. وفي الاصطلاح: هو أن يخف الإنسان إلى الأمر ويؤثر فعله.
عن عبادة بن الصامت قال: «بايعنا رسول الله على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثرة علينا وعلى أن لا ننازع الأمر أهله وعلى أن نقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم» رواه البخاري.
وقال الإمام ابن حجر في شرحه: بايعنا على السمع والطاعة في المنشط والمكره أي في حالة نشاطنا وفي الحالة التي نكون فيها عاجزين عن العمل بما نؤمر به، والظاهر أنه أراد في وقت الكسل والمشقة في الخروج ليطابق قوله (منشطنا).
وقيل: الكسل هو التغافل عما لا ينبغي التغافل عنه.
الكسل هو التثاقل عما لا ينبغي التثاقل عنه.
وبالتالي: النشاط هو عدم التغافل عما لا ينبغي التغافل عنه أو هو عدم التثاقل عما لا ينبغي التثاقل عنه.
أي أن من تعطل وتبطل انسلخ من الإنسانية بل من الحيوانية وصار من جنس الموتى، وحق الإنسان أن يتأمل قوته ويسعى بحسب ذلك إلى ما يفيد من سعادة، وبالنشاط يصل الإنسان من الذل إلى الرفعة ومن الفقر إلى الغنى ومن الضعة إلى الرفعة ومن الخمول إلى النباهة.
فإذا أردت ألا تتعب فاتعب لئلا تتعب.
وإن كسلت لم تؤد حقًّا وإن ضجرت لم تصبر على الحق.
وهذا النبي كما روى في صحيح البخاري نموذج للنشاط يوم الأحزاب ينقل التراب - وقد واري بياض بطنه - وهو يقول:
لو لا أنت ما اهتدينا.. ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزل السكينة علينا.. وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا.. إذا أرادوا فتنة أبينا
فالنشط الطموح:
•لديه يقين وإيمان.
•يجتهد في الوصول إلى أعلى المقامات.
•يرفع قدر الضعيف والضعفاء من حوله.
•يعمر الدنيا.
النظام.. القدرة على تحمل الأعباء
النظام في اللغة: مصدر قولهم: نظمت الشيء وهو مأخوذ من مادة (ن ظ م) التي تدل على تأليف الشيء وتألفه، قيل: نظمت اللؤلؤ أي جمعته في السلك.
وفي حديث أم معبد جاء في صفته صلى الله عليه وسلم: «كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن» المستدرك على الصحيحين للحاكم.
أي أنَّ كلامه كان ينساب مرتبًا منسقًا كأنه خرزات عقد تنساب في سلاسة وترتيب فلا يتأخر ما حقه التقديم ولا يتقدم اللاحق على السابق، وإنما وضع كل في مكانه اللائق به.
وفي الاصطلاح: هو أن يرتب الفرد الأمور ترتيبًا يجعلها متناسقة مؤتلفة لا تناقض فيها ولا تنافر (بحيث يتقدم ما حقه التقديم ويتأخر ما ينبغي فيه التأخير).
•هو وضع الأشياء أو الأفكار على صورة مرتبة.
•هو وضع قواعد ضبط السلوك أو العمل ورقابتهما.
•هو قواعد ضبط أو العمل به.
في المجال الإداري: هو المبدأ الذي يقضي بضرورة ترتيب العناصر المادية والبشرية في المشروع بطريقة منطقية ومنسقة.
والأدلة في القرآن على النظام كثيرة فهو ينظم الصلاة وفي كل مواضعها في الحضر والسفر وفي الحرب، كما ينظم العلاقة بين الآباء والأبناء من قبل البلوغ وبعده في الاستئذان للدخول وخلافه وعندما كان سليمان عليه السلام يتفقد جنوده ووجد جنديًّا غير موجود وهو الهدهد.
وهذا النبي صلى الله عليه وسلم ينظم الصفوف في الصلاة في الحرب وحتى في إمامة الصلاة، فعن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في
القراءة سواءً فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سِلمًا ولا يؤمنّ الرجل في سلطانه ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه» رواه البخاري.
الرجل الطموح يجب أن يكون منظمًا لأن هذا:
•دليل التزام بأحكام الشرع.
•يمكنه من القيام بالأعمال الكثيرة في الأوقات القليلة.
•يعطيه القيام بالأعباء على قدر التحمل والإمكانات.
•يجلب له البركة.
•يوطد علاقاته العملية الأسرية الاجتماعية
أن تكون مثقفًا
يقال: ثقف الشيء ثقفًا وثقافـًّا إذا حذقه.
ويقال: رجل ثقف لقن قائمًا به أي ذو فطنة وذكاء وحذق. أي ثابت المعرفة بما يحتاج إليه، محكم لما يتناوله من الأمور.
ويقول تعالي: "فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ" [النساء: 91].
حيث وجدتموهم وأحكمتم غلبهم ولقيتموهم قادرين عليهم.
ولفظة ثقافة تنسب إلى فعل (ثقف) ويعني: اكتساب الحق والفهم.
والثقافة ليست مجرد معارف ومعلومات تلقن بل هي ثمرة ذلك التراث، والمخزون الذي تلقاه الفرد بحيث تظهر آثاره على حياته وأسرته ومجتمعه.
لذا ثقافة الفرد لا تقدر بما قرأه من كتب وما تعلمه من فنون وآداب، ولكن بمقدار ما أفاده العلم وبمقدار ما أوحت إليه الفنون من سمو في النفس ودقة في الشعور وتذوق الجمال.
ولن يجد الرجل الطموح أفضل من الثقافة الإسلامية للحفاظ على شخصيته وبناء مستقبله حيث انبثاقها من عقيدة ربانية شاملة لا ترتكز إلا على الحقائق الجلية الثابتة ولا تقوم إلا على اليقين الجازم وهي متسمة بالوضوح والصدق والعمق، كما أنها تعطي طاقة محركة وقوة دافعة تصبغ الشخص بالضمير والشعور والسلوك المطلوب لصالحه وصالح من حوله من المجتمع، لماذا؟ لأنها تجمع بين الروح والمادة وتجعل بهذا الشخصية متزنة لا يطغى على موقفها الانفعال ولا يسيطر عليها التفكير المادي ولا الانحراف الفكري.
يجب أن تكون مثقفًا:
•اقرأ لمدة عشر دقائق يوميًّا على الأقل في البداية زدها إلى ثلاثين دقيقة.
•استمع لوسائل منوعة في موضوعات مختلفة وشاهد برامج حوارية نافعة.
•احضر مؤتمرات وندوات متخصصة وغير متخصصة.
•تعلَّم لغة جديدة.
•احتفظ بمفكرة صغيرة قريبة من السرير ودوِّن بها أفكارك الطارئة قبل النوم فهي هدية فلا ترفضها.
•اعشق التميز والتطوير عن الغير واستفد من العلوم التي تعلمها واعشق هذا الأمر ولن تصل إليه إلا بسعة الأفق والانفتاح على علوم أخرى لست بمتخصص فيها.
وإن تقرأ علوم الأرض ألفًا.. بلا عشق فما حصلت حصر
نحتاج النشاط والنظام والثقافة في طريقنا إلى الطموح فهل من رجل نشط ومنظم ومثقف طموح مشمر لهما
تحياتي المنتهي زمانه