هلا اختي تفضلي التفاصيل كاملة وبالتوفيق انشالله
فصل ( في وصايا نافعة ، وحكم رائعة ، من الأخبار والآثار والأشعار ) .
عن أبي هريرة مرفوعا { لا تكثروا الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب } . وعن سعد { ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا } رواهما ابن ماجه وروى الترمذي خبر أبي هريرة وقالت عائشة { ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا حتى أرى منه لهواته إنما كان يبتسم } وعنها أيضا مرفوعا { لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا } متفق عليهما .
نظم الشيخ شمس الدين بن عبد القوي من أصحابنا المتأخرين رحمه الله بعض ما تقدم ذكره نثرا وذكر أيضا أشياء حسنة ينبغي الاعتناء بها فقال :
فكابد إلى أن تبلغ النفس عذرها وكن في اقتباس العلم طلاع أنجد ولا يذهبن العمر منك سبهللا
ولا تغبنن في النعمتين بل اجهد
قال عمر رضي الله عنه إني أكره الرجل أن أراه يمشي سبهللا أي : لا في أمر الدنيا ، ولا في أمر آخرة . وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ } ورأيت أنا الإمام أحمد رحمه الله روى في الزهد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : إني لأبغض الرجل فارغا لا في عمل دنيا ولا في عمل الآخرة قال ابن عبد القوي : رحمه الله [ ص: 589 ]
فمن هجر اللذات نال المنى ومن أكب على اللذات عض على اليد
وفي قمع أهواء النفوس اعتزازها وفي نيلها ما تشتهي ذل سرمد
ولا تشتغل إلا بما يكسب العلا ولا ترض النفس النفيسة بالردي
وفي خلوة الإنسان بالعلم أنسه ويسلم دين المرء عند التوحد
ويسلم من قيل وقال ومن أذى جليس ومن واش بغيض وحسد
فكن حلس بيت فهو ستر لعورة وحرز الفتى عن كل غاو ومفسد
وخير جليس المرء كتب تفيده علوما وآدابا وعقلا مؤيد
وخالط إذا خالطت كل موفق من العلماء أهل التقى والتسدد
يفيدك من علم وينهاك عن هوى فصاحبه تهد من هداه وترشد
وإياك والهماز إن قمت عنه وال بذي فإن المرء بالمرء يقتدي [ ص: 590 ]
ولا تصحب الحمقى فذو الجهل إن يرم صلاحا لشيء يا أخا الحزم يفسد
وخير مقام قمت فيه وخصلة تحليتها ذكر الإله بمسجد
وكف عن العورا لسانك وليكن دواما بذكر الله يا صاحبي ندي
وحصن عن الفحشا الجوارح كلها تكن لك في يوم الجزا خير شاهد
وواظب على درس القران فإنه يلين قلبا قاسيا مثل جلمد
وحافظ على فعل الفروض لوقتها وخذ بنصيب في الدجى من تهجد
وناد إذا ما قمت في الليل سامعا قريبا مجيبا بالفواصل يبتدي
ومد إليه كف فقرك ضارعا بقلب منيب وادع تعط وتسعد
ولا تسأمن العلم واسهر لنيله بلا ضجر تحمد سرى السير في غد
وكن صابرا للفقر وادرع الرضى بما قدر الرحمن واشكره واحمد [ ص: 591 ]
فما العز إلا في القناعة والرضى بأدنى كفاف حاصل والتزهد
فمن لم يقنعه الكفاف فما إلى رضاه سبيل فاقتنع وتقصد