صلاة الاستسقاء في الحرم
القصيدة :
شربـــت مــــرارةً وبــكــيت جـــمراً عــلى فقـــدٍ لأيـــامٍ خـــوالـي
لأيــام بهـــا الخـــيـرات طـــراً بهــا آبـــاؤنا حـــازوا المـــعـــالي
ونالوا من ذرا الـعليـاء شــأوا ً فصــاروا فــي الــتديــن خــير آلِ
وكانوا كلما استســقوا لجـــدبٍ ســقــاهم ربــهم إثـــر ابتــهـــالِ
فأضحوا شامةً من بعد تــيه وعــمــوا بالــصــفــا كــل الــفعــالِ
كبير القــوم لا يؤذي صــغــيــراً وجــــل النـــاس لـلــقرآن تــالِ
وأفقـــرهم تعــفــفه شعـــار وأغــنـى الـقــوم لا يشـــقى بـــمــالِ
وكانوا عن حمى ديني حمـاةً وقــد ضـربــوا لــنــا خــير مــثــالِ
فصرنا بعدهم قومًا وحـــوشاً تنــاوش بعضنا بعـــضًـــا لـــقـــالِ
فأرقـــنــا بمرقــــدنا ذنـــوبٌ ونـــخشـــى أن نُـــردَّ إلى ســـفــالِ
ونلقى قحطنا في كـل عـــامٍ فـــمـــا بـــال المـــلا فيــنــا وبــــالِ
فـــإن الله ذو أخــذٍ وبــــــيلٍ شــــديــد ربــنـــا عنـــد المـــحـــالِ
فآآآآهٍ ثـــم آآآهٍ ثــــم آآآهٍ لأزمــــانٍ مــضـــت مثــــل الخـــيـــالِ
ألا قوموا فندعوا اليوم ربًّــــا رحـــيمًا مــــحسنًا بـــــرًّا بفــــالِ
ونبدأ في الدعــــا بالحــمد إنا لنــحمــــد بالـــغـــدو والآصــــالِ
إلهي إن فـــي الأمـــطـار شحًّا ونـــــذرًا لا يدانــــيـه مقــــالــي
وإن الأرض تشكو اليوم جدبًا وتشكــو غورة المــــاء الـــزلالِ
فأمست في رباع القوم قــفرًا وعظـــمًا بيـــن أنيـــاب الســعالِ
وماتت من بهائمنا ألوفٌ لأن الســعـــر في الأعــلاف غــــالــي
وأقبلت الديار على بــــلاءٍ لعــــامٍ من صدى الأمــــطـار خـــالي
إلهــــي ليس للأنعــام عشــبٌ لترعـــى في حواشــيه الـجـــزال
ولا نبــتٌ يبــاس في ثــراها ولا كـــــلاءٌ يــرام عــلــى الجبـالِ
فأمســـت بـعــــد طـــاوية بــطـــونًا وبــاركةً بلا شـــد العـــقـالِ
وصار الطـير لا يــنــوي نــزولًا فـلا مـــــاء يــرام إلــى بـــلادي
أغثنا، أغثـــنا يـــا إله الـــكون إنا عبــــيد نبــتغي حسن النوال
وإن بــنا مــن اللأواء جــهـداَ وإنـك عـــالم عـــــن كــل حـــــال
فلا تمنع بذنب القـــوم قـــطرًا ولا تمــنـــع عبـــادك من ســجـالِ
ألا ربــاه أرســلـــهــا ريـــاحًـا تقـــل بهــا من الســــحب الثــقالِ
وســـقـــها رحـــمةً فـي أرض قفرٍ تبــاكــت طـــول أيـامٍ عضــــالِ
ألا غــــيثًا مغيـــــثًـا يا إلـــــهي وســــحًّا نــافـــعًا يـــا ذا الجــلالِ
هنيـــئًــا في ثنـايـــاه مريئـًا مغـــــيثـا أو مــريعـا في الـــكــــمـالِ
وأغدقـــه وأطــــبقه وجــــلل مـــواقـــع قــــطـــــــره بيــــن التلال
لتحيي بلدةً ميتًا تعالت بهــــــا أصـــوات من في القــــحط بـــــالِ
وتــسقــيه أناســـيـــا كثــــيرا وأنــعــــام غدت دون احـــتـــمـــال
فصـــب المــاء في الآكـــام صبــا وأنبــت زرعنــا فــوق الــرمال
وأحــي الأرض بالخـــيرات دومـــا لتـــلـــزم قطرنا مثل الظــــلال
وتبـــلغ فرحــــة الإمــــطـــار دورًا مزمـــلـــةً بأنَّــــات الـــــعيـالِ
فيــشـــحـذ كل ملهــوفٍ غيــاثًاـ بزخــــاتٍ كــحــــبــات الـــلآلــي
ألا إنا دعـــونـــــاك اضــــطرارًا وأنــت بدعـوة المــضــطر والــي
وإن قــد رفعــــــــناها أكفًّــــا فــلا تـــرْدُدْ أكــــــفًّـا لــــلســـــــؤالِ