رحل ولم تمت ذكراه.. سمير سعيد في ذمة الله
بكثير من الحزن والأسى استقبلت الكويت أمس خبر وفاة حارس مرمى منتخبنا السابق سمير سعيد متأثرا بالإصابات التي تعرض لها نتيجة تعرضه لحادث دهس مساء الخميس الماضي، حيث نقل الى مستشفى العدان وحاول أطباء كويتيون وأجانب معالجته دون أن ينجحوا في ذلك بسبب خطورة الإصابات.
وكانت حشود كبيرة من المواطنين والمسؤولين توافدت الى مستشفى العدان منذ اللحظات الأولى لشيوع الخبر في مشهد جسد المكانة الكبيرة التي يحتلها الفقيد في قلوب ونفوس أهل الكويت.
والفقيد الراحل من نجوم الكرة الكويتية التاريخيين، وساهم في الكثير من الإنجازات للكويت ولناديه النادي العربي.
وبهذه المناسبة الأليمة تتقدم «الأنباء» من عائلة الفقيد وعموم أهل الكويت بأحرّ التعازي بهذا المصاب الجلل، داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان. (إنا لله وإنا إليه راجعون)
الحساوي: رحيله خسارة للكرة الكويتية كلها
وبهذه المناسبة الأليمة عبرت بعض الشخصيات الرياضية عن بالغ حزنها لرحيله وفقدانه، حيث قال رئيس نادي القادسية فواز الحساوي ان وفاة أسطورة الحراسة سمير سعيد نزلت عليه كالصاعقة فقد كان زميلا له في الدراسة منذ الصغر ورفيق دربه وفوق ذلك فهو أفرحنا في الكثير من المناسبات القارية، ورحيله خسارة للكرة الكويتية كلها.
الراشد: من القلائل الذين اجمع الكويتيون على الالتفاف حولهم
وقال امين سر نادي الكويت وليد الراشد اننا نعزي انفسنا والاسرة الرياضية برحيل الفقيد العزيز الذي تميز بعطاءاته واخلاقه العالية وهذه مشيئة المولى جلت قدرته ولا اعتراض عليها،مضيفا ان الفقيد تميز بعلاقاته الحسنة مع الجميع وكان دمث الخلق ولم تبدر منه الاساءة لأحد كما كان احد المميزين ضمن الجيل الذهبي للكرة الكويتية فساهم في العديد من الانجازات للكويت على الصعيدين الاقليمي والقاري. وقال ان سمير من القلائل الذين اجمع الكويتيون على الالتفاف حولهم .
الجارالله: عزاؤنا في تضحياته
وقال رئيس مجلس ادارة نادي الجهراء خالد الجارالله لقد آلمنا الخبر الحزين ووصل الى مسامعنا كالصاعقة لكنها مشيئة الله وقدره وما شاء فعل، فلقد رحل عنا كرمز رياضي كبير وانسان خلوق التف حوله الجميع في محنته كما التف حوله الجميع ابان تألقه ودفاعه عن ألوان ناديه والمنتخب الوطني، ونحن نعزي انفسنا والاسرة الرياضية في الحدث الجلل سائلين الله تعالى ان يجعل الجنة مثواه.
الهاجري: وحد الكويتيين
وقال المدرب الوطني عبدالعزيز الهاجري ان سمير كان مثالا للتضحية والفداء فطوال حياته الرياضية استعان بالابر ليتقوى على ممارسة اللعب وحراسة مرماه سواء مع النادي او المنتخب فكان هو والابر صديقين وقد وحد الكويتيين لاعبا مرموقا ووحدهم وهو على فراش الموت فنتمنى من الله ان يجعل الجنة مثواه.
عناد: رمز رياضي واجتماعي كبير
ووصف مدرب نادي الصليبخات ثامر عناد الفقيد بالرمز الرياضي الكبير وقال انه كان لاعبا فذا قدم الكثير لناديه وللازرق وكان طيب المعشر شديد الحب للكويت ولاهلها كما كان حريصا على وحدة صف الرياضيين والاسرة العرباوية كرمز رياضي كبير التف حوله الكثيرون لعقلانيته في الطرح وبعده عن التشنج، ويكفيه انه وعلى فراش الموت اعاد لحمة الكويتيين ووحد صفوفهم في مشهد غير مسبوق ونسأل الله عز وجل ان يجعل الجنة مثواه ويلهم ذويه واهله الصبر والسلوان.
العدساني: إصابته فاجعة
واشاد مدير عام الهيئة العامة للشباب والرياضة السابق سليمان العدساني بمناقب الفقيد وقال ان ما تعرض له من حادث كان فاجعة وموته كان افجع لكنها مشيئة الله، واضاف العدساني ان الفقيد رسم البسمة على شفاه الجماهير الرياضية سواء ناديه او عشاق المنتخب كما تميز بأدائه العالي المميز بصولاته وجولاته كما تميز بحسن ادارته فنادرا ما يتحقق ان يجمع الرياضي بين صفة اللاعب والاداري الناجح ، ومن الامور المميزة في حياته مقابلته البشوشة للكل فالابتسامة لا تفارق محياه فهو مميز بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ومصابنا فيه كبير .
حمادة: وفاته أثرت في الجميع
وأكد مساعد مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم عبدالعزيز حمادة أن رحيل سمير سعيد اثر في الصغير والكبير لأن الجميع يعلم مآثره الإنسانية والرياضية فهو كان يهتم بالأخلاق قبل الرياضة وحتى خلال مسيرته الكروية كانت جميع الجماهير تعشقه لأنه كان يحرص على احترام الجميع.
مبارك: مثال في الأخلاق
وقال نجم الكرة السابق جمال مبارك ان سمير سعيد كان يحب فعل الخير حتى أن الجميع كان يستشهد بدماثة خلقه لذلك كانت ردة فعل الشارع الكويتي كله واحده بعد وفاته بالحزن الكبير لكن في النهاية يجب ان نطلب له الرحمة.
الحقان: الجميع كان يحبه
وأكد مشرف الفريق الأول في القادسية عبدالله الحقان أن خبر وفاة سمير سعيد يعتبر صدمة لكل الكويت بسبب عشق الجماهير لهذا النجم الكبير مشيرا إلى أنه من الصعب أن تجد لاعبا تجمعت على حبه كل الجماهير وبجميع فئاتها .
سمير سعيد.. تاريخ من العطاء
عبدالله العنزي
رحم الله سمير سعيد، وأسكنه فسيح جناته، وسمير من مواليد 1963، انضم لفريق الناشئين بالنادي العربي عام 1979 وذلك عن طريق الصدفة بعد أن لعب الحظ دوره معه للعب في العربي حيث كان يعشق منذ نعومة أظافره الوقوف بين الخشبات الثلاث، ولم ينتظر طويلا لكي يبزغ نجمه فلفت اليه الأنظار كأحد افضل حراس المرمى على مستوى الكويت وهو في سن مبكرة منذ أن كان يلعب في المراحل السنية، واستبشرت الجماهير الكويتية خيرا في انها لن تنتظر طويلا لكي ترى خليفة الحارس احمد الطرابلسي.
وخاض سمير سعيد المباراة الأولى له مع الفريق الأول بالنادي العربي امام الكويت عام 1984 وفي نفس العام تم اختياره لتمثيل صفوف المنتخب الوطني في بطولة خليجي «7» في سلطنة عمان، واستمر باللعب مع المنتخب الوطني الى سنة 1992 وتحديدا في خليجي «11» حيث كانت آخر مباراة له على الصعيد الدولي امام المنتخب القطري، ليتفرغ سمير بعد ذلك للعب مع العربي ويستمر في تقديم العروض المميزة الى حين موعد تركه لكرة القدم في مباراته الاخيرة أمام خيطان عام 1997.
وتعتبر بطولة كأس سمو الأمير عام 1992 هي الأقرب لقلوب كل العرباوية جميعا خصوصا بعد ان تأهل الأخضر بصعوبة الى المباراة النهائية بعد ان تغلب على الجهراء في قبل النهائي بالركلات الترجيحية تصدى منها سمير لثلاث ركلات ليتأهل العربي بعدها الى المباراة النهائية ويلاقي غريمه التقليدي القادسية، وبعد ان انتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لكل منهما، عاد سمير سعيد لممارسة هوايته مرة اخرى وتصدى لثلاث ركلات من لاعبي القادسية ليحقق العربي اللقب الغالي بفضل سواعد سمير سعيد.
وانجـــازات سـمير سعيد كبــيرة حيث حقق 9 بطــولات مع العــربي 4 مــرات دوري وكأس الأمــير مرتين وكأس ولي العــهد مرتين ايضا وكأس الاتحاد مرة واحدة، وحقق مع الازرق بطولة خليجي «10» والمركز الثالث في نهائيات كأس آسيا عام 1984.
ودخل سمير سعيد تاريخ الرياضة العالمية من أوسع أبوابه بعد ان تم اختياره كأفضل حارس مرمى على مر العصور في القارة الآسيوية من قبل الاتحاد الدولي للتأريخ والإحصاء، وحل في المركز التاسع كأفضل حارس مرمى حافظ على نظافة شباكه بـ 1283 دقيقة.
ويحسب له، رحمه الله، انه كان قائدا للمنتخب الوطني خلال فترة الاحتلال الصدامي الغاشم، وحمل اسم وعلم الكويت عاليا اثناء الاحتلال من خلال مشاركته في بطولة الألعاب الآسيوية سنة 1990 في الصين.
أما على الصعيد الإداري فسمير الذي تدرج من عضو في مجلس ادارة العربي وصولا الى نائب الرئيس حقق العديد من الألقاب لفريق الكرة الطائرة عندما اصبح مديرا للعبة بالاضافة الى انجازات كرة اليد والقدم التي كان يدعمها بقوة.
سمير طرح اسمه بقوة خلال الفترة الماضية لكي يصبح رئيسا توافقيا للنادي العربي، ولم تجتمع الأسرة العرباوية على شخصية مثل اجتماعها على سمير سعيد، لكن الأخير لم يحسم قراراه بعد وفضل ان يتريث قبل الإقدام على خطوة رئاسة العربي، وذلك رغبة منه في ان يكون ترشيحه من كل العرباوية وبرضاهم جميعا.
رحم الله سمير سعيد، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه وأصدقاءه ومحبيه الصبر والسلوان، فالرياضة الكويتية برحيله خسرت الكثير.