إن مصطلح جراحة التجميل ظل حتى يومنا هذا، مع الأسف، لا يعطي باللغة العربية المعنى الحقيقي والمحدد لهذا التخصص، فكلمة تجميل تعني، لغويا، تحسين مستوى الجمال لدى الشخص، ونسبة هذا النوع من العمليات ضئيلة إذا ما قورنت بغيرها من العمليات التي يقوم بها جراح التجميل بشكل عام، ويطلق على هذا التخصص باللغة الانجليزية Plastic and Reconstructive Surgery.
كلمة Plastic تعني باللاتينية تغيير الشكل، وكلمة Reconstructive تترجم إلى اللغة العربية بـ (ترميمية)، بينما يُعْنى هذا التخصص بأكثر من ذلك كإصلاح وتصحيح جزء من الجسم تعرض لإحدى الإصابات المختلفة أو التشوهات التي تنتج عن الحروق والحوادث مثلاً، وكذلك إصلاح أو إخفاء أو تقليل آثار العيوب الخلقية التي يولد الإنسان بها، إضافة إلى العمليات الخاصة بالجمال. الدكتور بدر عبد الرؤوف استشاري ورئيس قسم وحدة الجراحة التجميلية والترميمية وجراحة اليد، زميل الكلية الملكية للجراحين بكندا، في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة يقول: إنه من المفضل استخدام مسمى (جراحة تغيير الشكل والترميم) عن المسمى المستخدم حالياً، رغم أن هذا قد يكون صعبا على المواطن العادي الذي اعتاد على مسمى (جراحة التجميل).
* ترميم وتجميل
* ومن أقسام هذا التخصص الجراحي الدقيق:
1 ـ الجراحة الترميمية: وهي عملية تحسين الشكل أو الوظيفة، وكلتاهما من الآثار الناتجة عن تشوهات خلقية أو مرضية أو حوادث. وتنقسم هذه الجراحة إلى جراحة عظام الوجه والفكين، الجراحة المجهرية، جراحة اليد، جراحة الحروق، والجراحة الترميمية للأطفال من العاهات الخلقية.
2 ـ الجراحة التجميلية البحتة: وتشمل عمليات شد الوجه والرقبة، تجميل الجفون، تعديل وتجميل الأنف، شد وتكبير الثدي، شد البطن والفخذ، وشفط الدهون.
وقد فصلت جميع هذه الأنواع لتعريف الناس بمضمون معنى الجراحة التجميلية وعدم اختصار المعنى للمفهوم العام بأنه فقط لتحسين المظهر الخارجي للجسم، ومن الصعب جدا ألا يبقى أي آثار جراء التجميل أو الترميم، لأن العملية يلزمها إجراء جرح، وبالطبع فإن التئامه يحتاج إلى وقت، ولا بد من ترك اثر مكان العملية، خصوصا إذا كانت ترميمية. أما جراحة التجميل فيمكن للجراح تفادي ظهور الآثار، فيحاول إحداث الجرح في مكان غير ظاهر للعيان مع مراعاة شكل واتجاه الجرح فلا يلفت النظر، إلا إذا كان الجرح في أماكن حساسة لا يمكن تفاديها، أو إذا كان الجرح أو العملية ككل ترميميةً بحتة نتيجة تشوه خلقي أو حادث أليم، يفقد المرء من جرائه قطعة من جسده وهذه تكون آثارها أكثر وضوحا. وعلى الجراح أيضا أن يستخدم الخيوط العالية الجودة بحيث تؤدي إلى أثر قليل السماكة وأن يعمل بعناية فائقة عند معالجة الجرح كي لا يضعف الدورة الدموية فيه بالإضافة إلى استعمال جهاز مكبر للرؤية. ويضيف الدكتور بدر عبد الرؤوف أن هناك مفهوماً خاطئاً شاع بين الناس في مجتمعنا عن عملية شفط الدهون، وهو أن يأتي المريض إلى جراح التجميل طالبا منه شفط 5 كلغم مثلا وكأنها عملية ميكانيكية. وهذا هو الخطأ، فعمليات شفط الدهون وضعت أصلا لتعتمد الأشخاص ذوي أوزان قريبة من أوزانهم المثالية وكل حسب طوله، ولكنهم يعانون من تراكم بعض الشحوم في مناطق معينة صعب عليهم التخلص منها عن طريق الرياضة أو التحكم بالغذاء، وعندها يتقرر شفط بعض الدهون المستعصية وليس الوزن. وللأسف فان هذه العمليات تجرى (بالكيلو) في بعض المراكز التجارية، وإننا في قسم وحدة الجراحة التجميلية والترميمية وجراحة اليد بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بجدة، نحذر منها لما تسببه من مضاعفات قد تؤدي إلى نزيف واضطرابات في الدورة الدموية والاحتياج إلى نقل دم وما شابه.
كما يشير الدكتور بدر عبد الرؤوف إلى أن الكثير من المراجعين في عيادات جراحة التجميل يتوقعون الحصول على النتائج النهائية للعملية فور انتهائها، وهذا أيضا من المفاهيم الخاطئة، فعملية التئام الجرح والأنسجة العميقة قد تستغرق عامين، وهو ما يسمى (بنضج الجرح)، إضافة إلى ذلك وجود حالات كثيرة تحتاج إلى أكثر من مرحلة جراحية واحدة مع التذكير بأنه ليس من عملية جراحية يمكن ضمان نتائجها مائة بالمائة.