"( الجلسة الثالثة )"
منى " أخت فارس ": مرحباً.
الدكتورة: أهلاً بك.
فارس: هذه هي منى أختي الكبرى التي أشرفت على تربيتي.
الدكتورة و هي تمد يدها لمنى مصافحة: تشرفت بمعرفتك.
منى: و أنا كذلك.
الدكتورة: فارس هل من الممكن أن تتركنا لوحدنا قليلاً؟
فارس: لماذا؟
الدكتورة: تطمن لن أخبرها بالذي أخبرتني إياه ......فالطبيب النفسي لا يخبر بأسرار زواره.
فارس: لا يا دكتورة بإمكانك اخبار أختي بكل ما قلته لكِ فأنا لا أخبئ عنها شيئاً.....بل هي التي دفعتني لزيارتك.
الدكتورة: أصحيح هذا يا منى؟
منى: نعم صحيح ففارس بحاجة لكِ يا دكتورة.
الدكتورة: حسناً يا فارس أريد التحدث مع أختك قليلاً.....فهل بإمكانك تركنا لوحدنا؟
فارس: حسناً.
الدكتورة: أظن أنكِ تعلمين بحالة فارس مع زوجته و ابنته.
منى: نعم أعلم بها تلك المسكينة لقد عانت كثيراً هي و ابنتها مع فارس.
الدكتورة: حسناً هل بإمكانك الإجابة على أسألتي؟
منى: سأحاول.
الدكتورة: على معرفتي أن والدة فارس " رحمها الله " توفيت و هي تلده .....فكيف كانت ردة فعل أباه و أخوته؟
أغمضت منى عيناها و أخذت تعيد شريط الذكريات
و قالت: عندما ولدت أمي فارس كانت ردة فعل الجميع على فارس الكره الشديد له فقد كان الجميع يعتقدون و خصوصاً والدي أن فارس هو من تسبب في وفاة والدتي فكان الجميع يعاملونه معاملة سيئة و ينفرون منه.
الدكتورة : أسمعك.....أكملي.
منى: و كنت أنا الوحيدة التي أعامله معامله حسنة فأشرفت على العناية به فكنت له الصدر الحنون الذي افتقده في صغره فكان يخبرني بكل أسراره إلى أن أتى يوم زواجي فشعر فارس بالحزن لانتقالي من منزل والدي لمنزل زوجي و بعد مضي عام من زواجي أنجبت طفلة
( و من ثم أخذت منى تبكي بشدة )
الدكتورة : هل بإمكانك الإكمال؟ أم أنك غير قادرة؟
منى: سأكمل .......وبعد أن أنجبت الطفلة في البداية فرح بها فارس و لكن لم يدم هذا الفرح! ....فبعد أيام قليلة كرهها فارس لأنه أصبح يشعر بالغيرة اتجاهها كثيراً و خصوصاً ان اهتمامي أصبح حولها أكثر فكبرت و هو يضايقها باستمرار و يؤذيها إلى أن أتى ذلك اليوم الذي ذهبنا فيه لمنزل والدي فصعدت ابنتي للطابق العلوي لتري فارس لعبتها الجديدة .....فارس شعر بالغيرة الشديدة منها لأن ابنتي كانت دائماً تكرر على مسمعه هذه العبارة ( أنا لدي أم بينما أنت ليس لديك!) فكنت أوبخها كثيراً على هذه العبارة القاسية و لكن دون فائده فقد أصبحت تصر على عناده و جرح مشاعره!......و عند نزولها من على السلالم كان فارس ينزل بجوارها فركضت لتسبقة بالوصول لي فوقعت بقوة وتدحرجت على السلالم مما أدى إلى وفاتها
و من ثم أخذت منى تجهش بالبكاء
و أكملت قائلة: فظن فارس أنه هو من كان سبب وفاتها كما ظن أنه هو سبب وفاة والدته فظل فترة طويلة ينفر مني فهو يعتقد انه عمل خطأ و كان يظن أنني أصبحت أكرهه! إلى أتى يوم و ذهبت له في غرفته و قلت له بأن هذا قدر و مكتوب و أنه لم يقتل ابنتي و لكن نظرة الناس له و نظرة أبي و اخوتي له جعلت منه يظن أنه هو سبب وفاة ابنتي فهم لازالوا يكرهونه إلى الآن!
الدكتورة : عند وفاة ابنتك كم كان عمرها ؟ و كم كان عمر فارس؟
منى: كانت تبلغ الرابعة أما فارس فقد كان في السابعة من عمره.
الدكتورة: قلتِ لي أن فارس كان يشعر بالغيرة اتجاه ابنتك لاهتمامك بها و انه كان يؤذيها مما أدى إلى مضايقة ابنتك لفارس أيضاً.
منى: نعم.
الدكتورة: و هل كان ينفر من جميع الأطفال؟
منى: نعم إنه يكره الأطفال كثيراً.
الدكتورة: هل كان يختلط بالأطفال في طفولته أم لا؟
منى: نعم كان يختلط بهم و يلعب معهم و لكن بعد وفاة ابنتي أصبح يكرههم كثيراً.
الدكتورة: إذن عندما وصل إلى سن السابعة أصبح يكرههم!
منى: نعم.
الدكتورة : ماذا عن ألعاب الأطفال هل كان ينفر منهم أيضاً؟
منى: نعم كان ينفر من الألعاب بشكل كبير.
الدكتورة: حسناً أخبريني ما هي هوايات فارس في صغرة؟
منى: لم يكن يهوى أي شيء يتعلق بالأطفال.
الدكتورة: إذن ماذا كان يفعل؟
منى: كان يحب الجلوس بغرفته لوحده.
الدكتورة: و ماذا كان يفعل في غرفته؟
منى: في الحقيقة لا أعلم......كان يرفض الإخبار بهذا الشئ.
الدكتورة: و هل إلى وقتنا الحاضر يجلس لوحدة؟
منحى: نعم و لكن لفترات أقل مما سبق.
الدكتورة: هل أجد عندك صورة لابنتك؟
منى: نعم لدي و لكن بالمنزل.
الدكتورة: أريدها اليوم لو سمحتي.
منى: حسناً.
الدكتورة: أرجو أن لا تخبري أحداً بما دار بيننا ليتم علاج فارس بسرعه .......انتهت الجلسة .......أخبري فارس بأن الجلسة الرابعة ستكون غداً إن شاء الله في الساعة الرابعة عصراً.
منى: إن شاء الله .....إلى اللقاء يا دكتورة.
الدكتورة: إلى اللقاء.