"فجــــــــــــــــــــــــــــــــــأة..."!
نكتشف أن كل الأيام المملة وكل الأوقات الرتيبة التي مرت علينا .
كانت كنزًا أضعناه . وكانت حياة رائعة لم يعد بالإمكان استعادتها كلها أو جزء منها .
الصباحات المكتنزة بضـجيج الأطفال . الضحــــوات الخالية إلا من زيارة الوالدين " الأب / الأم "أوقات مابعد الظهر التي يتجاذب أطرافها عنوانـان كبـــــــيران , الرسوم المتحركة والواجبات المدرسية .
والأمسيات التي تتكرر فيها كل ليلة حكاية نبدأها بهـــــــــــيا إلى النـــــوم ونختمهما بهــــــــــــــيا إلى النــــــوم .
"فجـــــــــــــــــــــــــــــــــأة ..."!
يحدث شيء ما .. كالمرض أو الرحيل الأخير . شيء ما يغير كل ذلك . ويجعلنا نتمنى عودة يوم واحد
نعيد فيه ممارسة كل التفصيلات الصغيرة التي كنا نراها مملة .. فإذا بها تغدو حلمًا أو أمنية .
وعندما تنحني الأشجار الكبيرة لتودعنا الوداع الأخير .
نحاول الإمساك بأطراف الزمن الممعن في التلاشي من الوجود.
الممعن في التحول إلى كائن خرافي عشناه وكأن لم نفعل .
لمسناه وكأنا لم نحس .
أحببناه وكنا نظن أننا نكرهه .
نحاول الإفلات من أسر زمن آت .
نكون فيه نحن كالأشجار الكبيرة التي تظل الجميع ..
ولا يظلها احد !!
قلب أب . قلب أم . قلب أخ . قلب أخت . قلوب تجمعنا تحملنا تحتضننا .
تدثرنا بهواء فردوسنا الأول . تغمرنا بضوء أيامنا البعيدة .
تدللنا بمفردات حــب حقـــيـــقي نــــــقي .
حب لن يمنحنا الآخرون مثله أبدًا .
فلا تفقدوا روعة تلك القلوب.