الطريق الأقصر إلى الله
أختي في الله أنا وأنت والخلق جميعا ضعفاء لا قوة لنا إلا برب الأرض والسماء ولنا ذنوب وعيوب كثيرة وإن لم يغفر لنا ربنا ويرحمنا لنكونن من الهالكين
{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }الذاريات50
فاسلكي إلى ربك الدروب واعلمي إنك لن تسلكي إليه دربا ولن تقطعي طريقا إلا وجدته مليئا بالسالكين
فكوني فطنة وأسرعي إلى ربك واسلكي إليه من الدروب أقصرها مع قلة السالكين فيه إنه درب الخضوع والذل والانكسار إليه وبين يديه سبحانه
فإنك إن سلكت درب المصلين فستجدين المبدعين فيه غيرك كثيرين وإن سلكتي درب المنفقين فستجدين المكثرين فيه غيرك كثيرين ومثلهما كل الدروب
ولاكن لله عباد يحنون للأسحار فهي ساحتهم لمناجاة الرحمن فإذا جنهم الليل نصبوا له أقدامهم مفترشين الأرض له ساجدين بعد أن غسلوا قلوبهم بدمع
عيونهم ورفعوا إليه أكفهم مبتهلين وحفظوا أمامه رؤوسهم منكسرين وغصت أصواتهم بعبراتهم راجين آملين في نظرة رضا من حبيبهم سبحانه
ليصدق فيهم قوله (........... يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ..................) المائدة 54
{.................. رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }المائدة119
فإذا دخلت أختي هذا الدرب فثقي برحمة مولاك أرأيت أمَّا ترفض وليدها وثمرة فؤادها إذا عاد إليها تائبا بعد إذ عصى وطرح نفسه منكسرا بين يديها
ولله المثل الأعلى وهو أرحم بنا من أمهاتنا فادعو ربك وألحي عليه في المسألة واذرفي الدمع تنالي مرادك فإن ربك يستحي أن يرفع العبد إليه يديه فيردهما
صفرا خائبتين
{....................و َادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ }الأعراف56
{تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ }السجدة16
وارفعي أختي بهامتك إلى عنان السماء بتمريغ وجهك في التراب إليه فمن تواضع إلى الله رفعه ألم يقل وقوله الحق {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }العلق19
ولتكن لك أختي في نبيك عليه الصلاة والسلام إسوة حسنه وهو الذي غفر له الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر وانظر إليه إذ يقول عنه صحابته
{ عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء } رواه أبو داود
والترمذي
وأما تابعيه فقد ضربوا أروع الأمثال لنا في الحب والذل للواحد القهار فاسمع بقلبك أخي
يروى عن المغيرة بن حبيب أنه قال : كنت أسمع بمجاهدة المحبين ومناجاة العارفين وكنت أشتهي أن أطلع على شئ من ذلك فقصدت مالك بن دينار
فرمقته على غفلة وراقبته من حيث لا يعلم ليالي عدة فكان يتوضأ بعد العشاء الآخرة ثم يقوم إلى الصلاة فتارة يفني ليله في تكرار آية أو آيتين وتارة
يدرج القرآن درجا فإذا سجد وحان انصرافه من صلاته قبض على لحيته وخنقته العبرة وجعل يقول بحنين الثكلى وأنين الو لهى : يا إلهي ويا مالك رقي
ويا صاحب نجواي ويا سامع شكواي سبقت بالقول تفضلا وامتنانا فقلت ( يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) والمحب لا يعذب حبيبه فحرم شيبة مالك على النار إلهي
قد علمت ساكن الجنة من ساكن النار فأي الرجلين مالك وأي الدارين دار مالك ؟
ثم يناجي كذلك إلى أن يطلع الفجر فيصلي الصبح بوضوء العتمة رحمه الله
ورحم الله القائل : عليك ياذا الجلال معتمدي..................... طوبى لمن كنت أنت مولاه
طوبى لمن بان خائفا وجلا ...................يشكو إلى ذي الجلال بلواه
وما به علة ولا ســـــــــــقم .....................أكثر من حـــــــبه لمولاه
إذا خلا في ظلام الليل مبتهلا................... أجابه الله ثم لبــــــــــــاه
ومن ينل ذا من الإله فقد.........................فاز بقرب يقر عيناه
ألهم يا ذا الجلال والإكرام ارزقنا حسن الأدب معك ربنا وجعلنا ممن استحق خطابك بياعبادي وانظر إلينا بعين الرضا فهذا منتهى آمالنا
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
