توقير الإمام مالك للنبي وثمرته .
دخل الحاكم أبو جعفر المنصور إلى مسجد الرسول صلي الله عليه وسلم في المدينة وطلب الإمام مالك ليناظره في مسألة ثم رفع صوته فقال الإمام مالك :مهلاً يا أمير المؤمنين فإن الله قال {لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} وحرمته ميتا كحرمته وهو حي إياك أن ترفع صوتك في مجلس وفي حرم وفي روضة النبي صلي الله عليه وسلم وكان الإمام مالك وغيره من العلماء الأجلاء لا يحدثون حديثاً عن رسول الله إلا إذا اغتسلوا وتطيبوا وتوضئوا
ولبسوا أجمل الثياب تأدبا مع حضرته صلي الله عليه وسلم وذات مرة كان الإمام مالك في مسجد الحبيب المصطفى جالساً على كرسي العلم يروي أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ونظر أحد الطلاب فرأى عجباً رأى عقرباً تذهب إليه وتلدغه من قدمه فيتفزز ولا يقطع حديثه ويكمله ثم تدور وتأتي إليه وتلدغه مرة ثانية فيتفزز ولا يقطع حديثه ويواصله عدَّ لها أربع عشر مرة وهي تلدغه و لا يترك موضعه ولا يقطع حديث النبي صلي الله عليه وسلم فلما انتهى
من درسه ذهب إليه وقال له : رأيت منك اليوم فقال: نعم رأيت العقرب؟قال: نعم قال: كرهت أن أقطع حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم من أجل لدغة عقرب من أجل ذلك كان لا يبيت ليلة إلا ورأى رسول الله في المنام وقد قال في ذلك: ما بت ليلة إلا ورأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم في المنام من توقيره وتعظيمه لحبيبه وقد يسأل أحد لماذا
فلماذا لم يقم التلميذ بقتل العقرب إذ رآها؟ لأن مجلس الإمام مالك كان مجلس هيبة ووقار ولم يكن أحد يستطيع من هيبته ووقاره أن يتحرك إلا بإذنه فقد كان تلامذته ومريدوه يجلسون و كأن على رؤوسهم الطير
منقول من كتاب [واجب المسلمين المعاصرين نحو الرسول]
واجب المسلمين المعاصرين نحو الرسول (ص)