الصبر عند الفاجعة
عندما تنهال المصائب والأحزان على إنسان تضعف قواه البشرية ويصيبه الوهن ويعتصره الألم وقد يسترجع في كل حين مصيبته
فتزداد المعاناة النفسية، لذا من الهدي النبوي الذي لابد من استحضاره واستشعاره والوقوف عنده مليا (انما الصبر عند الصدمة
الأولى) والاسترجاع والحوقلة (إنا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولاقوة الا بالله) حينها يربط الله على القلب وترديد القول المأثور
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها) فما سلك مؤمن موحد راض بقضاء الله وقدره هذا
النهج الا وتحقق له الامن والطمأنينة والسكينة والرضا والتسليم بالقضاء والقدر.
الى كل الأحبة والأهل صبرا صبرا ففرج الله قريب وفي كل محنة منحة وفي كل مصيبة أجر
رسالة حب الى كل متضرر وكل مصاب في عزيز وغالي
لاتكبت في داخلك مشاعر الحزن والأسى
وما وقع وكان لن يتغير وان طال بنا الحزن وتزايدت الحسرات والآهات. فكبت المشاعر
السلبية يولد أمراضا عضوية ونفسية لايحمد عقباها.
لا بأس بشيء من الدموع التي تغسل الهموم وتخفف الألم فالعين تدمع والقلب يحزن ولانقول الا مايرضي ربنا .. هكذا علمنا
المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه
الصبر الجميل لا شكوى فيه فهو سكون للقضاء واطمئنان للعاقبة وانتظار الفرج واحتساب الاجر
الصبر غير الجميل تحمل مع انين وتجلد مع تكلف ولكن الصبر الجميل هو حمل المصيبة بصمت وتلقي الفاجعة بسكون وتقبل
الصدمة برضا
الصابر يعيش بصبره في نعيم اما الجازع يعيش بجزعه في جحيم
سجن الصابر جنة.. بليته عطية .. محنته منحة..وفقره غنى ..مرضه عافية
نسأل الله أن يجعلنا من الصابرين المحتسبين
اللهم آميييييين