اعلموا أن الله جعل للحوادث أسبابا وفتح للمطالب أبوابا، فاطلبوا الأمور بأسبابها، وادخلوا البيوت من أبوابها، فلا يقعد الطالب عن الدراسة ويطلب النجاح، ولا ينتظر الفلاح الحصاد من غير حرث ولا بذار، ولا ترقب الأمة النصر بلا استعداد ولا جهاد، فإن الذي قال لنا: ادعوا، هو الذي قال لنا، اعملوا. ونحن نؤمن بالكتاب كله، لا نؤمن ببعض ونكفر ببعض، والقدوة والأسوة في سيرة رسول الله وأكرم الناس على الله صلى الله عليه وسلم، فمن استنفد الأسباب، وغلقت في وجهه الأبواب فليمدد يديه وليقل « يا الله »، يجد الله سميعا مجيبا كريما رحيما، وما خاب قط امرؤ قال: « يا الله »
قال مالك بن دينار - رحمه الله - :
رحم الله عبداً قال لنفسه : ألستِ صاحبة كذا ؟ ألستِ صاحبة كذا ؟
ثم ذمها ، ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان لها قائداً .
يؤلمني كثيرا مشهد الإنسان الذي لا يصلي ...
أشفق عليه من النهاية البائسة ..
أحس أن الصلاة هي العتبة الأخيرة التي يقف عليها الإنسان,,
قبل أن يهوي إذا ماتركها , إلى درك .. يكون فيه هو والحيوان سواء ...
ذكر شريح القاضي انه ذات مره رأى رجلاً يسأل آخر فقال له :
يآ ابن أخي من سأل إنساناً حاجه فقد عرض نفسه على الرق
فإن قضاها له المسؤول فقد استعبده بها ..
و إن رده عنها رجع كلاهما ذليلاً
هذا ذل بالبخل .. و ذاك بذل الرد
فإذا سألت فسأل الله .. و إذا استعنت فاستعن بالله
:
و قال رجلاً .. سمعني شريح و انا اشكي بعض ما غمني لصديق , فأخذني من يدي
و انتحى بي جانباً و قال :
يآ ابن اخي إياك و الشكوى لغير الله عزوجل
فإن من تشكو إليه لا يخلوا أن يكون صديقاً او عدواً
فأما الصديق فتحزنه | ..
و أما العدو فيشمت بك | ..