’
قالت إن ولي أمرها ردَّ كُل الخطاب.. والمحكمة لم تنصفها
فتاة في مكة بين ناريْن: عضل والدها.. وشروط القاضي
فواز العبدلي ـ سبق ـ مكة المكرّمة: قدمت فتاة تبلغ من العمر (28 عاماً) شكوى للمحكمة العامة بمكة المكرّمة ضد والدها الذي عضلها ورد كل الذين تقدموا لخطبتها، غير أنها صُدمت بتعليق قضيتها لأكثر من عامٍ، حيث اصر القاضي على ان تُحضر شاهديْن يزكيان شاب تقدم لخطبتها، و يؤكّدان في الوقت ذاته عضل والدها لها.
ورغم إن إخوة الفتاة وقفوا في صفها، وكانوا شهودا لها على عضل والدها، الا ان ذلك لم يشفع لها بالمحكمة، فيما كان الخاطب قد قدم للمحكمة ايضا شهودٍ على صلاحه وحُسن سيرته، أحدهم يعمل قاضياً وإماماً بالمدينة المنوّرة إلا أن قاضي المحكمة تمسّك بطلبه.
وقالت الفتاة لـ "سبق": سئمت وضعي، والشاب الذي تقدم لي يحمل مؤهلاً جامعياً ومشهودٌ له بالأخلاق الفاضلة، مضيفة: حينما تقدّمت للمحكمة بعد استنفاذ كافة المحاولات لثني والدي عن قراره، كنت اتوقع ان اجد الانصاف من القضاة، واجد مَن يسد مكان والدي ويتم اجراءات زواجي، وناشدت بسرعة حل قضيتها قبل أن يفوتها قطار العمر.
من جهتها، عرضت "سبق" قضية الفتاة على قاضي محكمة الاستئناف بمنطقة مكة المكرّمة الشيخ طنف الدعجاني، الذي أبدى دهشته بطلب القاضي شاهديْن يفيدان بأن والدها عضلها، وأن خطيبها من أهل الصلاح، مشيرا الى ان هذا يعقّد الأمور بدلا من حلها.
وقال الدعجاني: في مثل هذه الحالات يحضر الخاطب شهوده فيما تقوم الشاكية بإحضار شهودها، مشيراً إلى أهمية مراجعة المرأة، القاضي الذي ينظر القضية، وإيضاح وضعها المتردي له.
وبين المستشار القانوني محامي الجمعية الوطنية لحقوق الانسان بمكة المكرّمة سلطان بن علي الحارثي، أنه في حال صحت شكوى المرأة بعضل والدها لها وطلب قاضي المحكمة شاهديْن على عضل والدها وصلاح خاطبها فإنه يحق لها أن تتمسّك بمواصلة دعواها كونها صاحبة حقٍ يجب أن تناله.
وأضاف الحارثي أن تقدُّم المرأة بالشكوى للمحكمة يؤكّد في حد ذاته وجود عضلٍ لها من قِبل والدها وإلا لما تقدّمت تشكو معاناتها بحثاً منها عن الستر والعيش كسائر النساء في سنها.
وأشار الحارثي إلى أنه مع خلو المرأة والمتقدم للزواج منها من أيِّ موانع قد تبطل أركان الزواج، فإنه يجب أن يصدر قاضي المحكمة حكمه الشرعي دونما ضررٍ أو ضرارٍ، وتجنيب السيدة ما قدّ يعرّضها لضغوطٍ وحالاتٍ نفسية قد تقحمها فيما لا تحمد عقباه، مبيناً أن المشتكية تعد من الكبيرات المدركات والمميزات لمصالحهن وليست من الصغيرات اللاتي يفتقدن الإدراك.
http://sabq.org/gltfde