قصة مؤثرة ( أحسنوا الظن )
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
في يوم من الأيام..
والذي لن يبرح مخيلتي ما حييت ,,
وبعد صلاة المغرب مباشرة , وقفت أمام باب إحدى الصيدليات
أنتظر قدوم الصيدلي , وأثناء ذلك إذ بسيارة تقف بجوار سيارتي , يقودها شاب عشريني , وبجانبه إمراة ,
ترتدي نظارة لم تمنع نظرتي الخاطفة من رؤية تجاعيد جفونها و دمعةٌ يتيمة تعلقت على هدبها
وصل الصيدلي , وعندما هم في فتح الواجهات الثلاث للصيدلية , وإذ بالشاب يطلق بوق سيارته ,قاصدا بها
الصيدلي الذي لم يلقي له بالا ,
واستمر في فتح الابواب , اعاد الشاب مافعله في المرة الأولى ,
التفت الصيدلي و ملامح وجهه يداعبها الغضب , وهو يقول :
لاحول ولاقوة الا بالله , وكأنه سمعني حين قلتها بصمت !,
فُتح الباب الرئيسي , وعند دخولنا , اعاد الشاب فعلته ولكن لا حياة لمن تنادي !
وبينما الصيدلي يأخذ مكانه , قلت له : يا أخي الناس ذولا فيهم كسل غريب , (البقالات) ومشيناها , لكن
صيدلية !
قال : انا عارف , لا ومعاه حرمه , خلاص انزل وخد حاقتك وتوكل , ايه الكسل دا !
قلت : كلها دقيقة ينزل وماهي بضارته , قلة حيا صراحة
قال : خليك منه , انت عاوز ايه قلت : عطني كذا و كذا اخذت الأدوية , اتجهت لسيارتي , وعند خروجي ,
القيت نظرة على الشاب وتفاجأت , بأنه غير موجود , وباب السائق مفتوح و نظرات المراة تتجه لمكان
الشاب ,
ومن حركة رأسها ويديها ايقنت بأنها تتحدث مع أحد ما , ا
ثناء ذلك فُتح الباب الذي خلف السائق , ولكني لا ارى أحد , ركبت سيارتي , وأنا في قمة الحيرة
والإستغراب ,
ولا زلت أنظر و اترقب , ترددت كثيرا بين أن أذهب لأرى ما يحدث وبين أن ابقى !! فتحت المرأة بابها , -
المشهد الآن بطئ جدا - ,,
لأن بطلته (أطال الله عمرها)
هي تلك المرأة المسنة , التي اثقلت كاهلها تصاريف السنين, من نزولها وحتى وصولها للجهة الأخرى ,
ما يعادل المسافة التي قطعتها أنا من باب الصيدلية إلى سيارتي عشر مرات , وبينما هي في طريقها إلى
الشاب ,
سمعت هذه المحادثة قالت : ياوليدي عوّد , لا إله الا الله , كان خليتني أنزل
قال: يايمه عودّي انتي الله يخليتس لي , خلاص عودّي , قالت : لا حول ولاقوة الا بالله ,
ياولدي لاتنزله لاتنزله وانا امك ! - هنا سمعت صرخة قوية من الشاب -
قال : خلاص هذا انا نزلته عودّي يايمه ! قالت : وكيف بتَرْكبه ؟!!
كل مايخطر على بال , من هموم الدنيا , وقع على رأسي , أثناء هذه المحادثة , ::
أما تفاصيل ما حدث فهو أنّ الشاب "مُقْعَد" , نزل من سيارته سقوطاً على الأرض ,
وأخذ يزحف حتى وصل للباب الآخر , فتح الباب , ثم سحب كرسيه المتحرك , حتى أوقعه على جسده ,
(وهذا سبب صرخته تلك) نزلت مسرعاً إلى الشاب ,
قلت : السلام عليكم قال : وعليكم السلام قلت : خلاص الله يحفظك , ابرجع الكرسي , وبرجعك للسيارة ,
وعلمني وش تبي من الصيدلية
قال : لا يا خوي شكرا , الله يسهل عليك الأم : ياولدي خلاص عذبت عمرك , وانا بروح اجيب الأبر
ترى الحاجة لي وأنا أمك , قلت : يا خالة انا بجيب اللي تبون ,
يارجال والله ماتروح , اذكر الله وخلني ارجعك ياخوك الأم :
خلاص ياولدي عوّد مكانك أو جعت قلبي عليك وأنا أمك ا
عدت الكرسي إلى مكانه , وحملت الرجل ايضا إلى مكانه , قلت :
وش تبون من الصيدلية قال : أُبر سكر و مسحات طبيّة لأمي ,
قلت : ابشر وجعلها ما تشوف شر عدت للصيدلية , وضميري يردد في ذروة تأنيبه لي "سامحك الله لما
تجاهلتني"
, ودموعي تراود عيني عن نفسها , وإذ بالصيدلي , واضعاً كفيه على وجهه , ظننتها حركة طبيعية ,
وعندما رفعهما , وإذ به في حالة ذهول ,
وهو يقول (سامحني يارب) - كان متابعا لما حدث
الذي صار بيني وبينهم عند السيارة - قلت أنا :
و سامحني يارب اخذت الأبر , والمسحات الطبية ,
واعطيتها الشاب وقلت :
اقسم بالله ما اخذ ريال واحد , ليست من باب الصدقة ولا العطف ,
ولكن عل الله يكفر بها , ظلما اوقعته عليك قبل قليل حين ,
تكلمت وظننت فيك السوء واسأل الله ان يشفيك ,
وأن يشفي والدتك , وان يحفظكما لبعض ,
ياترى كم من الظلم نوقعه على الآخرين بدون وجه حق ,
لماذا لا نلتمس الأعذار قبل ان تتطفل رعونة الأحكام ,
على الآنام ,وقبل أن تتسابق الكلمات إلى حلوقنا ,
من غير رادع وكانها معصومة عن النقص و الإجحاف ,
قد نتساهل في مثل هذه الأمور , او نمر بها مرور الكرام ,
ولكن عندما نتوقف مع أنفسنا قليلا ,
حتماً سنوقن بأنها ليست ذنوباً نستصغرها في ظل الغفلة
التي نعيشها, فـ/الذنوب صغائر و كبائر ,
ولكن الظلم صغيره كبير وكبيره كبير ...!!
أعجبني ونقلته..................تحياتي