الحروق هي نوع من الإصابات، تنجم عن تعرض الجسم لطاقة حرارية أو كهربائية أو كهرومغناطيسية أو كيميائية، علماً بأن أغلب الحروق التي تصيب الأطفال تحدث داخل البيت، وأن 75 في المئة من حوادث الحروق التي تصيبهم كان من الممكن تفاديها.
- أنواع الحروق
من أبرز أسباب الحروق لدى المسنّين التدخين ومصادر اللهب، مثل مواقد النار. أما لدى الأطفال فإن أكثر مسببات الحروق انتشاراً، هي التعرض لسوائل ساخنة. وتنتج الحروق عن ملامسة طاقة ما لجسم الإنسان. وهناك أنواع عدّة من الحروق، فهي تنتج عن تماس إمّا مع طاقة حرارية أو إشعاعية أو كيميائية أو كهربائية
* حروق الطاقة الحرارية: وهي حروق تنجم عن التعرض لمصادر حرارية من خارج الجسم، ما يؤدي إلى رفع درجة حرارة البشرة والأنسجة، وتسبب موت خلايا الأنسجة الخارجية. ومن الأشياء التي يمكن أن تسبب هذا النوع من الحروق، نذكر المعادن والسوائل الساخنة والبخار واللهب إذا لامَست البشرة.
* حروق بسبب طاقة إشعاعية: وهي حروق ناتجة عن التعرض لوقت طويل لأشعة الشمس فوق البنفسجية، أو لمصادر إشعاعية أخرى مثل أشعة إكس.
* حروق كيميائية: وهي حروق ناتجة عن ملامسة أحماض كيمياوية قوية أو مواد تنظيف أو محاليل البشرة أو العينين.
* حروق الكهرباء: وهي تلك التي تنتج عن التعرض لتيار كهربائي.
- الألم والحكة
يشعر أغلب الأطفال الذين يصابون بحروق بالألم، وتختلف شدة الألم باختلاف شدة الحروق ومكانها. ويمكن للألم الشديد أن يجعل طفلك يقيم في المستشفى لأيام أو أسابيع وهو خائف، إلا أنّه في حالة دخول طفلك المستشفى، فإنّ الأطباء سيحرصون، إذا اقتضى الأمر، على إعطائه بعض مسكنات الألم في شكل حقن في الوريد أو أدوية تُؤخَذ عبر الفم، وذلك حتى قبل البدء في العناية بالجرح الناجم عن الحروق.
ويخشى الكثير من الآباء والأُمّهات، أن يصبح أطفالهم مدمنين على الأدوية المسكنة للألم التي تُعطى لهم خلال فترة إقامتهم في المستشفى، إلا أن هذه مخاوف لا مبرر لها، لأن هذا الأمر نادر الحدوث، حيث إنّ الأطفال في المستشفى، يعطون مسكنات الألم بكميات ضئيلة جدّاً ولفترة قصيرة.
وإذا كان طفلك كبيراً بما يكفي، فإنّه قد يساعد في تحديد مدى شدة الألم بشكل دقيق، ومن شأن هذا أن يساعد الطاقم الطبي على معرفة متى يُعطى الطفل المسكنات وبأي كمية.
- العناية بالحروق
أغلب الأطفال الذين عانوا حروقاً، يعانون في أحيان كثيرة الحكة في أماكن معيّنة من أجسامهم، أثناء فترة التماثل للشفاء والتئام الجرح. ويمكن أن تتفاوت حدة الحكة، من حكة بسيطة غير مزعجة إلى حكة شديدة تُفسد على الطفل راحته وتمنعه من ممارسة حياته العادية بشكل طبيعي. صحيح أنّه ليس هناك أي حل للتخلص من هذه الحكة، إلا أنها بالتأكيد تقل تدريجياً مع مرور الوقت. وإلى أن يحدث ذلك، هناك بعض الخطوات التي يمكن الوالدين اتباعها، للتقليل من الانزعاج الذي تسبّبه الحكة للطفل.
- حافظي على مكان الحرق ناعماً باستعمال الكريمات. وحاولي أن تتفادي الكريمات واللوشن، التي يمكن أن تحتوي على الكحول لأنّه يجفف البشرة.
- تفادي استعمال الكريمات التي تحتوي على مواد معطرة، لأن في إمكانها أن تسبّب المزيد من الحكة في المنطقة المصابة.
- يمكن لطبيب طفلك أن ينصح باستعمال مراهم الكورتيكويد الموضعية (مثل الهيدروكورتيزون).
- يمكن للكمادات الباردة أو الدافئة أحياناً أن تعطي بعض الإحساس بالراحة لطفلك.
- وهناك أدوية أخرى يمكن أن يصفها الطبيب للطفل مثل، مضادات الهستامين والستيرويدات عن طريق الفم لتساعد على التخفيف من الحكة.
وإذا كان هناك علاج خاص ينبغي على الطفل اتباعه، فإنّ الطبيب سيحدده بناء على ما يلي:
- سن الطفل وحالته الصحية العامة، وتاريخه الصحي.
- درجة الألم أو الانزعاج.
- مدى تقبّل الطفل بعض الأدوية أو الطرق العلاجية.
- توقعات الطبيب لمسار العلاج.
- رأي الوالدين.
- تفادي الندوب
الندوب هي الآثار السمكية التي تبقّى ظاهرة على البشرة بشكل سيئ، بعد أن يلتئم جرح الحروق تماماً. وتسبب أغلب الحروق من الدرجتين الثانية والثالثة ندوباً، إلا أنّ الطبيب سوف يعمل جنباً إلى جنب مع طفلك، ويحتاج الأطفال إلى هذه الملابس الطبية المشدودة التي يتم ارتداؤها فوق المنطقة المتضررة من الجسم، للتقليل من الندوب. ويجب ارتداء هذه الملابس 23 ساعة في اليوم، وخلعها ساعة واحدة فقط عندما يحتاج الطفل إلى الاستحمام، ويستمر في ارتدائها عامين بعد تعرضه للحروق. ويجب أن تقتني لطفلك على الأقل قطعتين من هذه الملابس حتى يرتديهما بالتبادل، بينما يتم غسل الأخرى. وعليك أن تعتني بغسل هذه الملابس وشطفها وعصرها يدوياً وليس في الغسالة، ثمّ تعليقها لتجف وذلك حتى تحافظي عليها. ولا تستعملي المبيّض عند غسلها. وانتبهي، فإنّه كلما كبر ابنك في السن، احتاج إلى ملابس مشدودة أكبر مقاساً.
- لتجنب تقفُّع مكان الحروق
يحدث التقفع، أو النتوءات التي تحدث في البشرة، عندما تنضج الندوب وتصبح أكثر سُمكاً وصلابة، وتمنع الحركة إذا تكونت في مواقع معينة من البشرة. لذا، فتقفع البشرة هو واحد من أكثر مضاعفات الحروق إزعاجاً. وإذا تكوّن لدى طفلك تقفع للبشرة فوق الركبة مثلاً، فإنّه لن يتمكن من تحريكها بشكل طبيعي. عوّدي طفلك حتى وهو مريض ولا يزال في مرحلة التئام الجروح، أن يعتمد على نفسه ويقوم بقضاء حاجاته بنفسه، بغض النظر عن الوقت الذي يستغرقه منه ذلك، وبغض النظر عن الألم الذي قد يشعر به جراء ذلك، لأن هذا سوف يساعده على أن يقوّي الثقة بنفسه، ويكون مستقلاً بذاته.
أغلب الحروق من الدرجة الثانية أو الثالثة تسبب ندوباً كبيرة، إلا أن هناك الكثير من الأشياء التي يمكنك القيام بها، لكي تُقللي من التقفّع أو تتجنّبيه تماماً، ومنها:
- ارتداء الجبيرة، فأحياناً بعد أن يصاب الطفل بحروق، يكون في حاجة إلى ارتداء جبيرة فوق المفصل حتى يبقى مستقيماً، وحتى يتفادَى تكوُّن التقفعات على البشرة. وهذه الجبيرة يتم ارتداؤها فوق الملابس الطبية المشدودة.
- ممارسة تمارين رياضية معيّنة، فهناك حركات رياضية تساعد على إبقاء الأربطة والعضلات في مكان الحروق مرنة وقوية، وفي المستشفى سيجد الطفل معالجاً متخصصاً في الرياضة، سيعلمه ويعلمك كيف ينبغي ممارسة هذه التمارين، وذلك للمساعدة في عملية العلاج بشكل صحيح.