مكة المكرمة - تركي الغامدي:
أضحى شح المهاجمين خطرا جديدا يهدد الكرة السعودية في الفترة الحالية والمستقبلية، إذ سينعكس سلبياً على الأخضر السعودي في الاستحقاقات المقبلة، المشكلة بدأت منذ سنوات لكنها وصلت إلى ذروتها في هذا العام حتى أن المهاجم السعودي الهداف أصبح ثمنه في سوق اللاعبين لا يقل ثمناً عن الألماس.
قائمة هدافي دوري «زين» السعودي للمحترفين التي يتصدرها مهاجم الهلال البرازيلي ويسلي لوبيز ب17 هدفاً تشهد على ذلك، فالأسماء العشرة الأولى في قائمة الهدافين تضم مهاجمين سعوديين إثنين فقط هما مهاجم الهلال ياسر القحطاني رابع الهدافين ب 12 هدفاً، ومهاجم الشباب ناصر الشمراني سابع الهدافين بعشرة أهداف، أما بقية الأسماء الثمانية فهي لمهاجمين أجانب برزوا بشكل لافت وسجلوا لفرقهم أهدافاً بالجملة.
اتحاد القدم يتحمل المسؤولية الأكبر والأندية شريكة فيها
الأندية السعودية تتحمل جزءا من مسؤولية غياب المهاجم السعودي الهداف عن المشهد والسبب في ذلك يعود إلى سعيها للتعاقد مع مهاجمين أجانب وعدم إعطاء الفرصة للاعبين المحليين خصوصاً الشبان منهم، فالمهاجم الموهوب يصعد من الفئات السنية للفريق الأول ويُفاجأ بأن مدرب الفريق يعتمد كلياً على المهاجم الأجنبي أياً كان مستواه.
أما الاتحاد السعودي لكرة القدم فهو من يتحمل المسؤولية الأكبر كونه الجهة الوحيدة التي من شأنها أن تجد حلولاً للمشكلة والتغلب عليها، ومن الحلول على سبيل المثال لا الحصر تقليص عدد اللاعبين الأجانب إلى ثلاثة لاعبين مع إعطاء الفرق التي لم تتعاقد مع مهاجم أجنبي فرصة التعاقد مع لاعب أجنبي رابع تشجيعاً من اتحاد القدم للفرق التي تعتمد على المهاجمين المحليين، وهنالك حلول عدة برأيي أنها متاحة وبإمكان المسؤولين تطبيقها وتجربتها.
نسمع دائماً مقولة أن الأندية السعودية ولّادة وعليه اتساءل عن المهاجمين السعوديين «البارزين» الذين قدمتهم تلك الأندية لمنتخبنا السعودي الأول خلال السنوات الأخيرة؟، ناصر الشمراني قدمه الوحدة قبل أكثر من خمس سنوات وأبرزه الشباب والحال ذاته ينطبق على ياسر القحطاني الذي بدأ مع القادسية وبرز مع الهلال قبل أكثر من خمس سنوات أيضاً، إن كانت أنديتنا تنجب اللاعبين المميزين فأين هي عن المهاجمين ولماذا لم تفعل ذلك؟، ليس من المعقول أبداً الا يبرز لنا مهاجم سعودي يُعتمد عليه في الأخضر السعودي طوال السنوات الخمس الأخيرة.
صحيح أن هنالك مهاجمين برزوا مع المنتخبات السنية لكنهم اختفوا فجأة وهو ما يرجح تسبب المهاجم الأجنبي في ذلك، فاللاعب يبرز مع المنتخب لأنه يجد الفرصة ويختفي مع فريقه لأن تلك الفرصة تسلب منه وتمنح لمهاجم أجنبي قد يكون أقل منه مستوى.
أعلم جيداً بأن شح المهاجمين نتيجة قرارات سابقة لكن أتمنى من اتحاد القدم (الجديد) برئاسة أحمد عيد الاهتمام بهذه القضية والسعي جدياً لإيجاد الحلول لها والتغلب عليها عاجلاً إذا ما أراد مصلحة المنتخب السعودي الأول الذي تراجع تصنيفه الدولي في آخر سنتين حتى استقر في المركز 106.