تأملات فى ما يوجع الصهاينة
سيد يوسف
أحداث قليلة تلك التى رأينا فيها الضعف الصهيونى وتسول مساندة الجميع بما فيهم أعداء الأمس بل حتى الاستعداد للتفاوض مع من يسمونهم إرهابيين ظلما وعدونا ذلك حين يتم أسر أحد مواطنى الصهاينة اليهود سواء كانوا جنودا أو غير ذلك .
وما تزال ذاكرة بعضنا تستدعى صورة السيد حسن نصرالله وهو يملى شروطه على الصهاينة من أجل أن يتسلموا منه رفات ثلاثة من الأسرى الصهاينة إضافة إلى جندى أسير لدى حزب الله فى لبنان فى مقابل إطلاق الكثير من أسرانا لدى الصهاينة ...فضلا عما سبق ذلك من صفقات مشابهه.
ويقال أن زوجة المفقود فى العقيدة اليهودية لا تستطيع الزواج ثانية إلا بعد دفن المتوفى
(وهى معلومة أرجو ممن لديه باع أن يوثقها) مما يلقى بمزيد من الضغوط الاجتماعية ومن ثم ضغوط على الساسة وصناع القرار.
كتب آيلين بروشر كريستيان & ساينس مونيتور( مع سقوط احد الجنود الإسرائيليين في الأسر, واجه المسئولون الإسرائيليون واحدة من أكبر المعضلات التي تظهر أمام القادة العسكريين في زمن النزاع, فهل يتفاوضون مع الطرف الذي يحتفظ بالجندي كرهينة, أم يرفضون التفاوض متحملين مسؤولية ما يمكن أن يتبع ذلك?).
ثم استطردا فى القول (سجل إسرائيل وتاريخ تعاملها مع أعدائها الإقليميين يشير إلى أن للإسرائيليين منهجا متقلبا وملتبسا فيما يتعلق بالتفاوض حول الرهائن والأسرى, ويرى مراقبون في القدس المحتلة أن ثمة حقيقة مرة لا بد من تجرعها ترغم إسرائيل على الإقرار بان المفاوضات قد تكون الطريق الوحيد لضمان سلامة الجندي الأسير وحريته.
ويرى بعض المراقبين أن تشدد أولمرت(رئيس وزراء الكيان الصهيوني )في رفض الاستجابة لمطالب حركات الجهاد والمقاومة الفلسطينية يمكن أن يقرأ على أنه مدخل لمخاطبة الجهات التي تحتجز الجندي الإسرائيلي.
يقول زئيف شيف, المعلق العسكري في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية –نقلا عن آيلين بروشر كريستيان & ساينس مونيتور- ( إن السبب الذي جعل رئيس الوزراء أولمرت يسارع إلى الإعلان عن عزمه على عدم إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين هو تعلق الأمر هذه المرة بحماس. ولقد كان من الأفضل من الناحية التكتيكية لو أنه لم يقل: لا ولم يقدم وعداً في الوقت نفسه)
ويرى البعض أن ليس ثمة أوجه شبه بين النموذج اللبناني المتمثل في حزب الله وبين النموذج الفلسطيني المتمثل تحديدا فى حماس وفى بقية فصائل المقاومة الفلسطينية ذلك لاختلاف الدعم الإعلامي ،وظروف الحرب على الإرهاب، وحجم ونوعية مخزون السلاح لدى كلٍ ، وحجم ونوع الضغط الداخلي بينهما ففى حين كانت لبنان حكومة وشعبا متفقين على المقاومة نجد فى فلسطين حكومة غير منظومة الرئاسة وكلاهما له أجندته التى يخدمها
فضلا عن عوامل أخرى تجعل النموذجين متباينين لا متقاربين.
والحق أنه ليس لدى الفلسطينيين ما يخسرونه ، وليس فى تاريخ الصهاينة ما يضمن ما يوعدون به ومن ثم فقد بات ملحوظا جدا أن عمليات الخطف ذات وزن ثقيل إعلاميا وعسكريا وسياسيا وهو الأمر الذى بات من الواجب النظر إليه على أنه بداية لمرحلة جديدة بفكر جديد للمقاومة فعمليات الخطف هذى توجع الصهاينة سياسيا وعسكريا واجتماعيا
لا سيما وأنه ليس هناك ما سيخسره الفلسطينيون فهم يوميا بين قتيل وجريح وفقير واحتياج شديد للدواء والعلاج ومتطلبات الحياة ...الخ
ومما يسترعى الانتباه عدة أمور:
* مطالب اليهود لا تنتهي وجلها يتعلق بتحقيق الأمن الصهيونى فى فلسطين المحتلة.
* وماذا لو تم تسليم الأسير اليهودي بلا شروط؟! ولم؟!
* وماذا عن مطالب حماس وشعب فلسطين؟! من يلبيها لهم ؟!
* لماذا يفكر بعض ساستنا ومن تابعهم من الطابور الخامس بعقول الصهاينة ؟ لماذا يبحثون عن فك أسر الجندي الصهيونى ولم ينطق أحدهم ببنت شفه عن اعتقال السياسيين المدنيين غير المحاربين من حكومة حماس ونوابها؟ ولماذا لا يفرجون هم – أقصد ساستنا- عن أبنائنا المعتقلين فى سجونهم؟
* لماذا يستكثرون على حماس وفلسطين أن تفكر بطريقتهم هم وأن يفرضوا هم قواعد جديدة للعب السياسي مع اليهود بدلا من مطالبة حماس أن تلعب سياسة كما يريد لها الغرب ومن تابعهم من منافقي كتابنا ؟!
* لماذا لا نطالب أن تكون عمليات خطف الجنود الصهاينة ومقايضة أسرانا بهم نواة لفكر جديد للمقاومة لا سيما وأن رفات القتلى الصهاينة يحتاجه أيضا الكيان الصهيونى ؟!
* هل يزيد العنف إلا عنفا؟! فلماذا حين يَفْجُر الصهاينة نلتمس لهم عذرا بالصمت المطبق وحين يقوم المجاهدون من فلسطين بالرد لا نسمع لهؤلاء سوى الاعتذار عن تلك العمليات أو وصفها بأنها عمليات حقيرة أو بأنها عمليات إرهابية أو بأنها عمليات انتحارية أو مطالبة حماس ومن معها بضبط النفس لئلا تتفجر الأوضاع عنفا؟!!
تأملات
الجهاد فى فلسطين باق مهما التف حوله المثبطون ، والمقاومة مستمرة حتى تعود فلسطين حرة ،شاء من شاء وتعامى من تعامى ...بدأت المقاومة بحجر فى يد طفل ثم إلى مولوتوف بسيط وأشباهه ثم عمليات استشهادية سماها بعض الحمقى بانتحارية أو إرهابية وراحوا يوازنون بفكر برجماتى بين مزايا ذلك وعيوبه حتى انتقلت المقاومة إلى تصنيع الصواريخ والقنابل ، وغدا إن شاء الله نرجو لهذه المقاومة ما يلي :
* حرمان الصهاينة من ذراعهم الطويلة يتصنيع صواريخ يمكنها أن تصطاد الطائرات فذلك رغم تكلفته الباهظة إلا أنه يوجع الصهاينة.
* العمل على البروباجندا الإعلامية حول عمليات حماس والمقاومة من خلال المكاتب الإعلامية لبث الرعب فى نفوس بنى صهيون.
*الضرب على ما يوجع الصهاينة بخطف جنودها المحاربين ، والرد بالمثل كلما أمكن ذلك.
يا عشاق الشهادة
كثيرون هم عشاق الشهادة يرون المجاهدين هم أهل السمو والفخار ولكن حيل بينهم وبين ما يشتهون فلا أقل من مساعدة أهل فلسطين ببعض ما يلي والمجال متسع للجميع :
* تقديم النصح لله ثم لهذه المقاومة ولعله جهد العاجز عسى الله أن يتقبله.
* مد يد المساعدة ولذلك طرق يعرفها كثير من الناس عبر النقابات وغيرها.
*المقاطعة سلاح الشعوب.
*تدريس التاريخ دور المثقفين.
*توريث القضية لأبنائنا دور الآباء والمربين.
*تجميع الصفوف وعدم تفريقها دور الدعاة والعلماء.
*متابعة القضية وجعلها حاضرة ساخنة فى الأذهان دور الشعوب .
*عدم الانهزام النفسى دور الجميع كل فى مكانه.
*إحياء فكرة الخلافة الإسلامية لصد خطر اليهود دور الفاقهين.
*نشر قضيتهم كل حين دور الصحافة الجادة.
*الشعور بعزة المقاومة ونشر نجاحاتها بين صفوف الأمة دور الجميع.
*الاستعداد للجهاد بالنفس ومن قبل ذلك بالمال إذا أتيح كما يعلم المخلصون .
*توريث الأمل فى نفوس أمتنا.
أسأل الله أن ينصر كافة المجاهدين فى كل ميدان .
سيد يوسف