السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وصايا لحملة القرآن الكريم
الوصية الأولى
ألم يسأل أحدكم نفسه هذا السؤال لماذا أحفظ القرآن؟
ألأني صحبت قوماً يحفظون فحفظت معهم؟
أم لأني درست في مدرسة تحفيظ القرآن؟ أم ليقال حافظ؟
أم لأن والدي ألزمني بذلك.
فهلا حرصنا على تصحيح النية، واستصحاب الإخلاص لله وحده. عن إياس بن عامر قال أخذ علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بيدي ثم قال:
«إنك إن بقيت سيقرأ القرآن ثلاثة أصناف، فصنف لله، وصنف للجدال، وصنف للدنيا، ومن طلب به أدرك»
(أخرجه الدارمي).
الوصية الثانية
إن من أعظم حقوق كتاب الله دوام التلاوة، وتكرار القراءة، وكثيراً ما يصف الله عباده المتقين بأنهم يتلون كتابه حق تلاوته
((إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور)) (فاطر29).
((ليسوا سواءً من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله ءاناء الليل وهم يسجدون- يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين- وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين))
(آل عمران112-115).
الوصية الثالثة
لقد ضرب لكم النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً بصاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «تعاهدوا القرآن فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفصياً من الإبل في عقلها»
(رواه البخاري)
وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه صلى الله عليه وسلم قال «إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت»
(رواه البخاري ومسلم).
فالله الله في تعاهد ما حفظتموه، وإياكم أن تفرطوا بهذه النعمة التي حباكم الله تبارك وتعالى إياها.
الوصية الرابعة
لقد قرأتم في كتاب الله ((كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته))(ص29)
((أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها))(محمد24)، فتدبر القرآن والعمل به هو الأساس، وإياكم أن يقف همكم عند مجرد إقامة حروفه.
الوصية الخامسة
يفتن كثير من الشباب بالشهوات، ويخرون صرعى أمام دواعي الفتنة، والإغراء التي عمت وطمت في هذا العصر، أما أنتم فلكم شأن آخر أحدهم إن أحس فراغاً صار يفكر في شهوته قد شغلته المجلة الهابطة والفيلم الساقط والنظرة الآثمة، وأنت إن وجدت الفراغ قرأت القرآن، فمصحفك في صدرك تتلوه أينما كنت، وهو تتعلق نفسه بفتاة وربما بغلام، وهذا عنوان موت القلب، وعلامة العطب والخذلان عافانا الله وإياكم، أما أنت فتتعلق همتك، ونفسك للاقتداء بأنبياء الله، ومن قص الله عليك قصتهم في كتابه، وهو يفتن بالغانيات من أبناء الدنيا، أما أنت فقد عقدت العزم على خطبة الحور العين الكواعب الأبكار فتأيمت مما حرم الله عليك لتظفر بها في دار البقاء والنعيم.
الوصية السادسة
لقد رفع الله الناس في هذه الدنيا منازل ورتب ((وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ))(الأنعام165).
((أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سُخرياً)) (الزخرف32)
وها أنتم ترون الناس حولكم وقد حازوا من الدنيا إلى رحالهم ماحازوا الشرف، المال، الجاه، التفوق، وأنتم -شأنكم شأن سائر البشر -قد تمتد أعينكم إلى ماهم فيه، لكنكم حين تتذكرن أنكم قرأتم في كتاب الله وصيته لنبيه
((ولاتمدن عينيك إلى مامتعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتهم فيه ورزق ربك خيرٌ وأبقى)) (طه131)
تزهدون بما هم عليه وترضون بمنزلتكم العالية (أهل الله وخاصته).
اسأل الله ان ينفعنا واياكم بعا يارب العالمين
م/ن