* المعيار المنهار !
*لايستريب عاقل أن وجود الاصدقاء أمر مهم جدا في حياة الانسان يستفيد منهم بالاستشارة والدلالة على الخير والاعانة على طلب العلم ويلجأ إليهم عند الحاجه فيقضون حاجته أو ينفسون عنه كربة إلى غيرذلك . *ويتضح مما تقدم ذكره آنفا أن المقصود الصداقة المبنية على الصلاح والتقوى والمحبة الايمانية *بخلاف صداقة المصالح والسوء التي سرعان ما تضمحل وتزول*
إذن الامر ليس بهذه السهولة كما يظن البعض ذلك أن إختيار الصديق يحتاج لتأني وروية وحكمة .
إن الصديق الحقيقي هو الذي يقف مع صديقه في الشدة والعسر . قال الشاعر شالح بن هدلان القحطاني
* * * * * *أنا رفيقك بالليالي المعاسير
* * * * * * * * * * * والا الرخا كل يسد بمكاني* * * * * * * * * * *
قال أحد الحكماء (الاصدقاء مثل المنازل بعضها يحتاج ترميم وبعضها يحتاج لهدم وإعادة بناء وبعضها يحتاج إلى بيع بأقل الاسعار)
وهكذا الاصدقاء يعاملون معاملة المنازل تماما.
فكم من صديق دل صديقه على الخير وكان سببا مباشرا في هدايته وكم من صديق تسبب في انشراح صدر صديقه (الصديق وقت الضيق) وكم من صديق فك عن صديقه كربة من كرب الدنيا وبالمقابل كم من صديق أوقع صديقه في دروب الغواية وجعله يسلك الطرق التي تؤدي به إلى التهلكة.
قال تعالى(الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين)
لماذا أصبحوا أعداء بعدأن كانوا أصدقاء ؟ لان صداقتهم لم تكن مبنية على أساس التقوى*
ومن الاهمية بمكان أن نستحضر في هذاالصدد قول الله تعالى(واتخذ الله ابراهيم خليلا) . كذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو خليل الرحمن كما قال عليه الصلاة والسلام (لوكنت متخذا خليلا لاتخذت ابابكر خليلا ولكن الله اتخذ نبيكم خليلا)
الله عزوجل اتخذ النبيان إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام خليلان لانهما حققا التقوى وكمال التوحيد فيجب علينا أن نجعل هذا المعيار شرط أساسي في إختيار الاصدقاء وأن لانحيد عنه قيد أنمله إن أردنا الفلاح في الدنيا والاخرة لاسيما في هذا الزمن الذي أصبح البعض يختار أصدقائه لاجل مصالح دنيويه بحته وسرعان ما تزول هذه الصداقه فما يلبث الا ويبحث عن صديق دنيوي آخر وهكذا دواليك ! ! ! .
*وفي الغالب أنه لا يحقق مبتغاه فيكون قد تعرض لخسارة عظيمه يصاب على إثرها بالحسرة والندامة ( ولات حين مندم) . ولايفوتنا ونحن نتحدث عن الاصدقاء مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والانصار حتى إن بعضهم قسم ماله نصفين بينه وبين صاحبه وآخرون قسموا بيوتهم لهم ولاصحابهم فضربوا أروع الامثلة في الايثار رغم أن المهاجرين أغراب عليهم .
قيل لحكيم من صديقك ؟
قال *( الذي إذا صرت إليه في حاجة وجدته أشد مسارعة إلى قضائها مني إلى طلبها *) .
* وهذه من صفات المحبة قال النبي عليه الصلاة والسلام ( لايؤمن أحدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه ) *. *
هل هذه الصفات موجودة في زماننا أم انها إندثرت وأصبحت أثرا بعد عين ؟
الله أعلم لكن أستطيع أن أجزم أنها إن لم تكن إندثرت فهي إقتربت من ذلك كثيرا ولاحول ولاقوة الابالله .
وهذا ما يجعل مهمة إختيار الاصدقاء صعبة بيد أنها ليست مستحيلة وبالتالي فالمسألة راجعة لحسن الاختيار والتأني .
وفي خاتمة هذا المقال يجدر بي أن أذكر نفسي والجميع باللين ( لا خير في من لايألف ولايؤلف ) فليس من الحكمة وبعد النظر التدقيق على الاخطاء لاسيما الصغيرة .
من ذا الذي ما ساء قط*
ومن له الحسنى فقط * * *
اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى *وصفاتك العلى أن تجعلنا متحابين متوادين متآلفين متراحمين نحب *لاخواننا مانحب لانفسنا*
* * * * * * * * * * * * **
* * * * * * * * * * * * * * *سطام النماصي