فِي لَيْلَةٍ صَافِيَةٍ مُقْمِرَةٍ، كَانَ هُنَاكَ جَمْعٌ مِنَ الشَّبَابِ جَالِسِينَ فَوْقَ الْكُثْبَانِ شَمَالِيَّ الْعُيُونِ، وَ فِي هَذَا الْجَوِّ الرُّومَانْسِيِّ
جَرَى حِوَارٌ شِعْرِيٌّ بَيْنَ نَاصِرِ الثُّنَيَّانِ وَ الشَّاعِرِ الرَّاحِلِ
فَهْدِ بْنِ جُمُعَةَ بْنِ مُسَلَّمِ الْعِيدِ - رَحِمَهُ اللَّهُ-.
وَأَبُو الْبَرَاءِ يَضَعُ هَذَا الْحِوَارَ الشِّعْرِيَّ بَيْنَ يَدَيْ رُوَّادِ الْمُلْتَقَى، دُونَ زِيَادَةٍ أَوْ
نُقْصَان؛لِيَبْقَى تَذْكَاراً عَلَى مَدَى الأَزْمَان.
ناصر الثنيان:
أَيُّهَا الْبَدْرُ سَلَاماَ وَ وَفَاءً وَ ابْتِسَامَا
فهد العيد :
بَلِّغِ الأَحْبَابَ عَنِّي وَالأَصَاحِيبَ الْكِرَامَا
أَنَّ قَلْبِي فِي هَوَاهُمْ طَابَ حُباًّ وَ احْتِرَامَا
ناصر الثنيان :
وِبِتِذْكَارِي لِمَاضٍ سَالِفٍ بِالشَّوْقِ هَامَا
فهد العيد :
كَمْ أَثَارَ الشَّوْقُ قَلْبِي وَ احْتَوَى فِيَّ الْكَلَامَا
قَدْ جَفَانِي الصَّحْبُ قَبْلاً فَالْتَزَمْتُ الإِعْتِصَامَا
وَ تَهَادَى فِي فُؤَادِي أَنَّنِي أَرْجُو الْوِئَامَا
ناصر الثنيان :
يَا أَبَا جُمْعَةَ، مَهْلاً وَ اقْتُلِ الآنَ الْمَلَامَا
إِنَّ فِي الصَّحْبِ لَئِيماً عَدْلُهُ أَضْحَى انْتِقَامَا
مَنْطِقٌ عَذْبٌ ، وَ قَلْبٌ قَدْ حَوَى الْمَوْتَ الزُّؤَامَا !
مَسَاءَ الثُّلَاثَاءِ 15جُمَادَى الأُولَى 1421هـ