اخر المواضيع

اضف اهداء

 

العودة   منتديات الرائدية > المنتديات العامة > المنتدى الإسلامي
 

إضافة رد
مشاهدة الموضوع
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-09-2014, 12:06 AM   رقم المشاركة : 1
رباب
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية رباب
الملف الشخصي






 
الحالة
رباب غير متواجد حالياً

 


 

نعمة الأمن

نعمة الأمن






الأمن: عدم توقُّع مكروه في الزمن الآتي، وأصله طمأنينة النفس، وزوال الخوف[1].

وهو مِن أبلغ نِعَم الله وأعظمها، وهي النِّعمة التي امتنَّ بها على قريش، ودعاهم بحقها إلى التوحيد فقال: ﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 1 - 4]؛ إذ الخائف مُضطرب القلب، لا يستطيع سفرًا ولا غدوًّا ولا رواحًا؛ فلا يهنأ بعيش، ولا ينعَم بلذَّة.

وامتن الله - عز وجل - بها أيضًا على عباده المؤمنين في غزوة بدر؛ فقال تعالى: ﴿ إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ﴾ [الأنفال: 11]؛ إذ الخوف يَحول بين الإنسان والنوم، وكذا بينه وبين العبادة والاستمتاع بها، والأمن يبعث عليهما، ومنه قول ابن المبارك - رحمه الله -:
أطار الخوف نومَهم فقاموا
وأهلُ الأمن في الدنيا هُجوعُ



وفي تفسير قول الله تعالى: ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾ [التكاثر: 8]، قال فريق من المُفسِّرين: "الأمن والصحة"[2].

والأمن للفرد وللمُجتمع وللدولة أهم ما تقوم به الحياة؛ إذ به يطمئن الناس على دينهم، وأنفسهم، وأموالهم، وأعراضِهم، ويَنصرِف كلٌّ منهم ويغدو إلى ما يرفع شأن أسرته، وينهَض بأمته.

لذا كان عمرو بن ميمون - رحمه الله - يدعو الله - عز وجل - فيقول: "اللهم إني أسألك السلام والإسلام، والأمن والإيمان، والهُدى واليقين، والأجر في الآخرة"[3].

من هذا المنطلق كان كل إنسان - مسلم أو كافر - يطلب الأمن، ويبحث عن الطرق المؤدية إليه، وقد كفلت الشريعة الإسلامية الغراء كل الطرق المؤدية إليه، وحثَّت المسلمين على إتيان ما يوفِّره، واجتِناب ما يُضاده ويَطرده، ومن ذلك الفتن والشرور وإثارتها؛ قال تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2]، وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويُقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله))[4]، وقال - عز وجل - في شأن توفير الأمان للكفار: ﴿ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [التوبة: 6]، ولأجل الأمن: فُرضَت الإمامة، ووُضع القضاء، وأُقيمت الحدود.

وقد ذهب الفقهاء إلى أن أمن الإنسان على نفسه وماله وعِرضه شرطٌ في التكليف بالعبادات؛ وتحقيق ذلك: أن صلاة الجمعة فرض، إلا أنها لا تَجب على خائف على نفسه وماله، وكذا صلاة الجماعة تسقُط لخوف على نفس أو مال أو عِرض، ويُشترَط لوجوب الحج أمن الطريق في النفس والمال والعِرض، ويجوز تناول المحرمات إذا لم يجد الإنسان غيرها، وخاف على نفسه الهلَكة؛ قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 173]، ويجوز التلفُّظ بكلمة الكفر عند الإكراه المُلجئ إلى ذلك؛ قال - عز وجل -: ﴿ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النحل: 106]، ويجوز إلقاء المتاع من السفينة المُشرِفة على الغرَق.






[1] (94 / التعريف).


[2]قال ابن مسعود رضي الله عنه: "الأمن والصحة" (2 / 364 هناد في الزهد) (12 / 680 جامع البيان)، ويذكر أن أمير المؤمنين عليًّا رضي الله عنه قال: "هو الأمن والصحة والعافية"، وقال ابن عيينة - رحمه الله -: "من تمام النعمة: طول الحياة في الصحة والأمن والسرور" (2 / 73 المستطرف)، وقال الثوري، والشعبي، ومجاهد - رحمهم الله -: "الأمن والصحة" (12 / 680 جامع البيان)، وهو مرويٌّ عن قتادة - رحمه الله - (4 / 149 شعب الإيمان).


[3] (4 / 150 حلية الأولياء).


[4]صحيح: (25 / الإيمان / البخاري) (22 / الإيمان / مسلم) كلاهما من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وفي الباب: عن أبي هريرة، وجابر رضي الله عنهما، (21 / الإيمان / مسلم).






التوقيع :

رد مع اقتباس
قديم 09-09-2014, 02:21 AM   رقم المشاركة : 2
اميرة
رائدي ذهبي
 
الصورة الرمزية اميرة
الملف الشخصي






 
الحالة
اميرة غير متواجد حالياً

 


 

يعطيكِ الف عافيه ي جميله







التوقيع :




سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

رد مع اقتباس
قديم 09-09-2014, 08:11 AM   رقم المشاركة : 3
دنيتي حلوه
رائدي فضي
الملف الشخصي







 
الحالة
دنيتي حلوه غير متواجد حالياً

 


 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .







رد مع اقتباس
قديم 09-09-2014, 06:39 PM   رقم المشاركة : 4
المعز لدين الله
رائدي ذهبي
الملف الشخصي







 
الحالة
المعز لدين الله غير متواجد حالياً

 


 

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .







التوقيع :

لاتنسى ذكر الله

رد مع اقتباس
قديم 13-09-2014, 11:38 AM   رقم المشاركة : 5
غفوة أوجاع
مشرفة المنتدى العام
 
الصورة الرمزية غفوة أوجاع
الملف الشخصي






 
الحالة
غفوة أوجاع غير متواجد حالياً

 


 



الحمدلله ,,

جزآك الله خير






التوقيع :
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

رد مع اقتباس
قديم 14-09-2014, 01:10 PM   رقم المشاركة : 6
دانة الكون
مديرة المنتدى

رونق المنتدى
 
الصورة الرمزية دانة الكون
الملف الشخصي






 
الحالة
دانة الكون غير متواجد حالياً

 


 

بارك الله فيك







التوقيع :










.
.

رد مع اقتباس
قديم 14-09-2014, 11:26 PM   رقم المشاركة : 7
المتوكلة بالله
رائدي مميز
 
الصورة الرمزية المتوكلة بالله
الملف الشخصي






 
الحالة
المتوكلة بالله غير متواجد حالياً

 


 

. يعطيك العافيه ع الطرح







التوقيع :

مـعَ الله في لألأتِ النجوم.. ولمع البروقِ ودفء القمرَ


رد مع اقتباس
قديم 21-09-2014, 05:21 PM   رقم المشاركة : 8
هندسة
رائدي مميز
 
الصورة الرمزية هندسة
الملف الشخصي






 
الحالة
هندسة غير متواجد حالياً

 


 

بـأإأركـ اللـ‘ـه فيـ‘ــكـ ‘‘ ..

إختيـأإأر مؤفـ‘ـق ‘‘ ..







رد مع اقتباس
قديم 21-09-2014, 08:33 PM   رقم المشاركة : 9
إلى القمة
رائدي مميز
الملف الشخصي






 
الحالة
إلى القمة غير متواجد حالياً

 


 

جزاك الجنه
ماقصرت
كل الشكر والعرفان







رد مع اقتباس
 
إضافة رد

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نعمة الأمن والأمان الامير باسل :: الحوار والنقاش الجاد :: 6 08-08-2014 05:24 PM
مفقود الأمن في أسكان قوى الأمن خفجاوي إرشيف أخبار الخفجي 15 27-10-2010 10:50 PM
... أنت في نعمة ... صانع الإبداع :: المنتدى العام :: 26 22-09-2010 03:49 AM
نحمد الله على نعمة الأمن والأمان ..... الديرة منتدى القصص والروايات 4 07-04-2007 07:10 PM
شعبة الأمن الوقائي تمنع دخول السيارات إلى أسكان قوى الأمن الداخلي سامي الشمري إرشيف أخبار الخفجي 10 04-07-2006 11:41 AM



الساعة الآن 08:15 AM.

كل ما يكتب فى  منتديات الرائدية  يعبر عن رأى صاحبه ،،ولا يعبر بالضرورة عن رأى المنتدى .
سفن ستارز لخدمات تصميم وتطوير واستضافة مواقع الأنترنت