مرض الربو الشعبي
مرض الربو الشعبي من الأمراض المعروفة و الشائعة في مختلف المجتمعات في العالم ، و في القديم كان هذا المرض من الأمراض المخيفة ، فقد كان التعامل معه سيئا و كان يهدد حياة المريض بالخطر . و مع ما نراه اليوم من التطورات الطبية الخاصة بهذا المرض مما ساعد إلى التعرف على طبيعة المرض و أسبابه ، و أهم الطرق لتجنب الإصابة به و طرق علاجه حتى أصبح من السهل جداً التعايش مع هذا المرض وإزالة الكثير من المخاطر التي قد تواجه المريض و إبعاده عن المضاعفات التي قد تشكل محور الخطورة على حياته . و بذلك أصبح التعامل مع هذا المرض تعاملا مبسطا و سهلا إلى درجة أن مرض الربو يعتبر طبيا من الأمراض التي لا تشكل أي درجة من الخطورة على المريض المصاب به ، و بالتأكيد يكون ذلك تحت إشراف طبي و يحتاج ذلك لإدراك المريض و حرصه في هذا الأمر بالمتابعة الطبية و الاستمرارية في العلاج و الالتزام بنصائح الطبيب .
تعريف المرض :
هو تلك النوبات المتكررة التي تصيب المريض بضيق في التنفس الناتج من زيادة التحسس في جدار الشعب الهوائية السفلي مما يؤدي إلى التهابات في جدار هذه الشعب الهوائية و تنتهي بضيق هذه الشعب، فيجد المريض صعوبة في عملية تفريغ الحويصلات الهوائية من الهواء في عملية الزفير ، و هناك عدة عوامل تتسبب في ضيق هذه الشعب الهوائية و أهمها :
أولا : ما ينتج عن هذه الالتهابات من إفرازات لزجة تتجمع في داخل الشعب الهوائية و تؤدي إلى تضييقها .
ثانيا : التقلصات التي تصيب العضلات اللاإرادية و التي تبطن هذه الشعب الهوائية مما يؤدي إلى ضيق هذه الشعب.
ثالثا : تلك الانتفاخات التي تنتج من امتلاء الجدار المخاطي المبطن للشعب الهوائية السفلى بالسوائل الالتهابية الناتجة عن عملية الالتهابات التحسسية مما يؤدي أيضا إلى ضيق هذه الشعب الهوائية .
ولا بد من الإشارة إلى أن الكثير من مرضى الربو لا يعانون من ضيق في التنفس في بداية الأمر بل تظهر عليهم حالات الربو بشكل سعال شديد ( كحة شديدة ) و غالبا ما يصيب المريض الإجهاد من شدتها . كما يمكن أن يصاحب هذا السعال إفرازات مخاطية ( البلغم ) بالإضافة إلى ضيق التنفس . و هنا يجب أن نقول أن هذه الحالات إذا كانت من سبب مرض الربو فيجب أن تأتي على شكل نوبات يكون المريض بين هذه النوبات في حالة طبيعية جدا .
و أن حالات ضيق التنفس يمكن أن تنتج من أمراض عديدة وأهمها أمراض القلب و الأزمات القلبية ، و كذلك التهابات الجهاز التنفسي و منها التهابات بكتيرية أو فيروسية أو فطرية ، لذلك ننصح المريض المصاب بمثل هذه الحالات أن يستشير الطبيب المختص بذلك لتشخيص حالته وإعطائه العلاج اللازم .
و أما العوامل المسببة لحدوث الأزمة الربوية فيمكن حصرها في مجموعتين : الأولى العوامل أو الأسباب الخارجية و هذه تتكون من أي مادة يكتسبها المريض من خارج نطاق جسمه حيث يؤدي إلى صوت تهيج رئوي حاد و هذه المواد عديدة و منها ما يأتي عن طريق التنفس أو الشم و أشهر هذه المواد هي الروائح المختلفة سواء كانت عطورا أو بخورا أو مثل الروائح الصادرة من بعض الحشائش أو الزهور و كذلك التعرض للغبار . و كذلك فإن رائحة بعض الطيور أو الحيوانات الأخرى يمكن أن تؤدي إلى حالات الربو الحاد .و أيضا التعرض لتيارات الهواء الباردة أو التعرض للروائح الناتجة من مخلفات بعض المصانع .
أما المواد التي تأتي عن طريق الفم وأشهرها بعض الأطعمة و منها البيض - السمك - الموز - الشوكولاته و أيضا بعض العقاقير الطبيةو خاصة المسكنات التي تستخدم في حالات الروماتيزم و أشهرها الأسبرين .
و من المهم أن نذكر هنا أن كل ما سبق من مواد تؤدي إلى حدوث حالات الربو الحادة أن تكون لدى الكثير منا مواد غير ضارة و يتقبلها الجسم بدون أي مشاكل بينما هي نفسها وفي القليل من الأشخاص من لديهم زيادة تحسس لهذه المواد يمكن أن تكون مسببة للربو .
أما المجموعة الثانية المسببة لحدوث حالات الربو الحاد هي العوامل الداخلية ، فإنها تمثل العامل النفسي و العصبي فكثيرا ما نشاهد اشتداد المرض عقب التعرض لأسباب عاطفية أو في موسم الامتحانات أو عند أي توتر أو قلق شديد لأي سبب من الأسباب . و يجب على السيدات و اللائى يتعرضن للغبار في داخل البيت عندما تريد القيام بكنس البيت هنا عليها أن تقوم باستخدام المكنسة المبللة بقليل من رشات الماء للتقليل من التعرض للغبار .
التدخين و الربو :
إن التدخين من العادات السيئة و هو يساعد على زيادة نسبة الإصابة بهذا المرض لذلك يجب على كل مرضى الربو الإقلاع عن التدخين مما يساعدهم على التخلص من هذا المرض بإذن الله .
الربو و علاقته بالمهن المختلفة :
لقد ثبت طبيا أن نسبة مرض الربو تزداد مع بعض المهن كالمطابع و الأفران على أنواعها كما أن الكثير من مرضى الربو الذين يتعاملون مع مختلف أنواع الطلاء ( البوية ) يتعرضون لحالات الربو بشكل أكثر من غيرهم ، و عليهم اتخاذ الحيطة بلبس الكمامة التي تمنع وصول البوية أو رائحتها إلى الجهاز التنفسي لدى المريض .
الطفل و الربو :
يمكن أن يظهر مرض الربو في سن مبكرة فيصيب الأطفال مما قد يسبب قلقا كبيرا للأبوين و خاصة عندما تشتد الحالة عند الطفل فيكون السعال و ضيق التنفس شديدا و يصاحب ذلك ظهور صفير من أثر مرور الهواء في مجار تنفسية ضيقة و بذلك تكون حالة الطفل مضطربة مما يدخل الأسى و الحزن على قلب الأبوين ، و هنا نوجه كلمة للأبوين أن يمتثلا بالصبر و عليهما مراجعة الطبيب المختص في أسرع وقت ممكن ، و هنا أشير إلى دور كل أفراد الأسرة من الإخوان و الأخوات بأن يقوموا بإعطاء هذا الطفل الحنان والانتباه و عدم التنفر منه و إشعاره بأنه طفل سليم يتمتع بجميع ما يتمتع به الأطفال الآخرون و ما هي إلا حالة ربوية بسيطة و سرعان ما تنتهي بأمر الل و يعود إلى حالته الطبيعية مما له الأثر الكبير في حالة الطفل و استجابته للعلاج فورا .
نشير هنا إلى أنه كثيرا ما نجد أن السبب الرئيسي لإثارة حالة الربو عند الأطفال تأتي من تعرضه لتلك المواد التي لا يتقبلها جسده و هي متواجدة حوله و قد تكون من الأشياء التي يأكلها أو من الملابس التي يرتديها أو بعض الألعاب التي يستعملها أو بعض الأغطية التي يستعملها الطفل عند منامه .
نصائح عامة لمرضى الربو :
- على مريض الربو أن يلاحظ و يدون موعد النوبات و مدتها و ما يصاحبها من أمراض و عليه ملاحظة إذا ما كانت هذه الحالات تأتي نتيجة لتناول طعام معين أو شم رائحة معينة أو غير ذلك من العوامل التي سبق ذكرها .
- على المريض تجنب كل المواد التي يمكن أن تسبب حدوث حالة الربو .
- الابتعاد عن الأماكن المتربة و الأماكن المزدحمة و عدم الجلوس في الغرفة أثناء كنسها ، و إن استوجب ذلك فينبغي استخدام مكنسة مبللة حتى لا يتطاير الغبار .
- عدم التعرض للتيارات الهوائية و خاصة الباردة .
- على مريض الربو عدم استخدام أية أدوية إلا بإشراف الطبيب ، كما ينبغي عليه الالتزام بنصائح الطبيب و ينبغي عليه عدم تغيير أو إيقاف علاجه إلا بعد استشارة الطبيب المشرف على حالته .
- التدخين من أهم العوامل المؤدية إلى ضيق الشعب الهوائية و على مريض الربو خاصة الإمتناع عن التدخين.
واتمنى أن يحوز هذا الموضوع على حسن رضاكم......