قد يجمع الكثير من النقاد والمتابعي على أن الدولي الفرنسي تيري هنري هو أفضل لاعب بالعالم، لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم والمصوتين على استفتاءه ارتأو غير ذلك فأفضل لاعب بالعالم من وجهة نظرهم كان محصوراً بين رونالدينيو, زيدان و كانافارو . رأيي الشخصي مخالف الجميع, فأنا أرى أن بوفون حارس مرمي اليوفينتوس هو من يستحق هذه الجائزة لعام 2006 أو أندريا بيرلو الذي قدم مستوي باهر بمونديال ألمانيا فقد صنع 5 أهداف للمنتخب الايطالي و احرز هدفاً رائعاً بغانا في أولى مباريات ايطاليا هذا بخلاف أنه كان رمانة وسط الاتزوري لكن الاتحاد الدولي لم ينصفه للاسف الشديد مع انه ساهم بشكل كبير لصعود ميلان للدور قبل النهائي من دوري ابطال أوروبا بعد خسارته أمام برشلونة 1-0 في مجموع المبارتان ، لكن كل هذا لم يشفع له !.
الموضوع ذاته تكرر ولكن هذه المرة مع نجم مصر والقارة السوداء محمد أبو تريكة . لم ينصفه الاتحاد الدولي عندما قام بتوزيع جوائز بطولة كأس العالم للاندية علي ديكو و رونالدينيو و تناسى ثلاثية أبو تريكة التي قاد بها الأهلي للوصول للمركز الثالث علي العالم ، هذا التجاهل ليس نابعاً من كره الفيفا للاهلي أو لمصر او لأنه مسلم الديانة ما الي ذلك من أمور لا أريد الخوض فيها لأنها ليست محور مشكلة ابو تريكة .
منذ أيام قليلة تم أختيار اللاعب رفائيل ماركيز المكسيكي أفضل لاعب في قارة أمريكا الشمالية و جزر الكاريبي ، هذا النجم يلعب في صفوف برشلونة الاسباني و قد شارك بكأس العالم مع المكسيك و احرز هدف بالارجنتين بالدور السادس عشر و كان قائداً محنكاً لمنتخب المكسيك في السنوات الخمس الأخيرة ، و قد حصل ماركيز علي 43 صوت و كان افضل ثاني لاعب بالقارة مكسيكي اخر يلعب بناد محلي و ثالث افضل لاعب كان سوزا لاعب كالياري الإيطالي و هذا الاسمراني الذي أنقذ كالياري الموسم الماضي من الهبوط للدرجة الثانية الايطالية عندما أحرز 22 هدف بالكالشيو ، و حتي لحظتنا هذه سوزا نجم هجوم كالياري و صانع انتصاراته بالكالتشيو .
أفضل لاعب بأمريكا اللاتينية للعديد من السنوات كان رونالدو و رونالدينيو و ريفالدو و كل هؤلاء ليسوا محليين في قارتهم عند فوزهم بها ، بل محترفين عالميين مشاهير بانديتهم الأوروبية .
مثال امريكا الشمالية يجب ان نضعه في الأعتبار ، فالاتحادات القارية و المصوتين علي جائزة افضل لاعب بالقارة يكون علي أشهر اللاعبين المحترفين بالخارج و هذا هو النظام الذي يجب أن يسلم به المصريين و اللاعب محمد أبو تريكة نفسه و المثير للسخرية أن ابو تريكة لا يبحث علي اي ألقاب شخصية فهو دائماً يصرح بأن مصلحة الفريق الأحمر و منتخب مصر فوق كل شئ ، لهذا الأحتراف كما هو واضح ليس مهم كثيراً بالنسبة له كما صرح بحواره الشيق مع مجلة سوبر قبل ذهابه لكأس العالم للأندية في اليابان 2006 ، لهذا لا يجب ان يغضب أو يُحبط الجمهور المصري ، لأن هذا هو نظام اختيار افضل لاعب بأفريقيا يجب ان يكون محترف و مشهور لدي جميع الأفارقة و ليس شمال افريقيا فقط ، و اخر شئ ينظر لها الإنجازات و البطولات للاسف الشديد .
نظام اختيار افضل لاعب بالعالم و أوروبا و آسيا و إفريقيا و أمريكا الشمالية و اللاتينية واضح و صريح ، فكل جماهير كرة القدم لا تعترف بالدوريات المحلية في اي مكان و كل الأنظار علي الدوام تتجه نحو أوروبا و محترفيها ، فهم يعتقدون أن اللاعب الافريقي او اللاتيني او الامريكي الشمالي المحترف في أوروبا هو أفضل من كل المحللين الذي يلعبوا بالبطولات القارية ، فإذا لعب أبو تريكة كمثال بالدوري الإنجليزي سيظهر علي حقيقته ، فالدوري المصري ليس بمقياس للحكم علي لاعب و بكل صراحة بطولات افريقية و كأس العالم للأندية ليست مقياس للحكم مثلا ً علي لياقة اللاعب ، لان بطولة افريقيا يكون بها لاعبين هواة من السنغال الي نيجيريا و السبب معروف أن كل لاعبي دول الفرانك فون محترفون باوروبا خاصة ً بفرنسا و انجلترا ، لهذا لا ينظر لبطولة افريقيا ، و بطولة كأس العالم للاندية البعض بل الأغلبية تعتبر الاخيرة ودية أكثر منها رسمية لأنها تأتي بمنتصف العام الكروي بالنسبة للأوروبيين و اللاتينيين مما يفقدها حماستها و عندما ننظر لأداء برشلونة و ليفربول بالسنتين الماضيتين سنلاحظ عدم أهتمامهم الكبير بالبطولة و رعونة ادائهم و السبب أرهاق السفر و ضغط المباريات بهذا الوقت الصعب ، قبل ذهاب برشلونة لليابان بأسبوع مثلا ً كان يعاني الأمريين بدوري أبطال أوروبا و قدم كل ما لديه أمام فيردر بريمن الألماني ويحجز بطاقة العبور إلى الدور ثمن النهائي لمواجهة ليفربول بشهر فبراير 2007 .
هذا هو النظام الساري يا أبوتريكة فلا تحزن ، اذا أردت ألقاباً شخصية اذهب لأوروبا ، و اذا أردت البقاء فأعلم أنك ستكون فيثاغورس الكرة المصرية الذي سيفك شفرة المونديال بالنسبة للمنتخب المصري ..