بسم الله الرحمن الرحيم
.. أراد البريطاني بويدتايلور أن يموت دون أن يشعر بلحظة الموت ودون أن يدري بموته أحد.. أراد أن ينام فلا يصحو.. فماذا فعل؟.. هداه تفكيره إلي اختراع آلة تحقق له هذه الرغبة.. رسم وخطط.. ثم نفذ.. وكانت المحصلة: مقصلة آلية.. أخذت من وقته ثلاثة أشهر.. ولم تكن مقصلة عادية، بل كانت تحمل كل سمات الإبداع والابتكار. وهذه الألة عبارة عن إطار خشبي أشبه بحلق الباب.. يتدلي منه نصل مقصلة شفراته حادة جداً.. وفوق هذا النصل حجر ضخم ليزيد من قوة انزلاقه نحو الأسفل.. ويشد النصل والحجر معاً طرف حبل متين متصل ببكرة رافعة.. أما الطرف الثاني من الحبل فهو مربوط بلوح خشبي مثبت عليه منشار كهربائي.. فإذا تحرك المنشار الكهربائي.. انقطع طرف الحبل المثبت أسفله.. ومع انفلاته تنفلت المقصلة ونصلها وما عليها من أثقال فتهوي إلي أسفل. ولكي يعمل المنشار الكهربائي في الموعد الذي يختاره المنتحر.. كان لا بد من وصلة كهربائية.. بساعة زمنية تايمر يتم ضبطها علي الموعد المحدد.. وعندما يحين الموعد يتصل التيار الكهربائي بالمنشار فيتحرك فينقطع الحبل المثبت به فتهوي المقصلة علي العنق.. فتنفصل الرأس عن الجسد. ولكن تبقي مشكلة واحدة (أمام المنتحر).. وهي: كيف للمنشار أن يتوقف عن العمل.. بمعني كيف يمكن فصل التيار الكهربائي عن المنشار حتي يتوقف؟.. وكان الحل في القيام بوصل المقصلة بمطرقة (شاكوش) يتدلي منها.. وعندما تهوي المقصلة يسقط معها الشاكوش ويتأرجح علي ارتفاع يسمح له بالضغط علي مفتاح التيار الكهربائي المثبت في الحائط، فينقطع التيار.. ولعلك تتساءل: ما المشكلة في أن يظل المنشار الكهربائي يعمل أو لا يعمل، وقد مات الرجل؟... لا أحد يدري.. ربما كان المنتحر لا يرغب في أن يكتشف أحد أمر انتحاره للحظة الانتحار. وبعد أن انتهي بويد تايلور وهو عامل بناء من صنع الآلة وتركيبها وتجريبها اختار موعد موته.. وكان الموعد في هداة الليل.. في تمام الساعة 30ر3 قبل الفجر.. ولأن الآلة سوف تعمل وهو نائم.. ولأنه يخشي أن يتقلب، فيبتعد عنقه عن الموضع المحدد والمناسب لسقوط نصل المقصلة.. قرر (تايلور) أن يبتلع 12 قرصاً منوماً.. وهي جرعة قوية لدرجة لا تسمح لجسمه أن يتحرك يميناً أو شمالاً أثناء النوم. وفي الموعد المحدد بدأ المنشار الآلي عمله.. وانقطع الحبل الذي يحمل نصل المقصلة وما عليها من أثقال.. وسقطت المقصلة علي العنق.. وغرق بويد تايلور في دمائه. في تلك الأثناء يستيقظ أبوه من نومه علي صوت المقصلة وهي تهوي علي عنق ابنه.. ويظن الأب أن المدفأة تنهار.. فينهض ليستطلع الأمر.. فيجد المدفأة سليمة.. فيعود ليكمل نومه.. وفي اليوم التالي يخرج الأب إلي عمله.. وعند عودته يكتشف مأساة ابنه.
منقول