أنقذ الأرجنتيني ليونيل ميسي فريقه من خسارة محتمة عندما سجل هدف التعادل في الوقت القاتل من المباراة المجنونة بين برشلونة وريال مدريد التي جرت على ملعب الكامب نو الخاص بالأول في إطار المرحلة السادسة والعشرين من الدوري الإسباني لكرة القدم.
افتتح الهولندي فان نيستلروي التسجيل في الدقيقة الخامسة وعادل الأرجنتيني ميسي في الدقيقة الحادية عشرة ثم عاد وتقدم الضيف في الدقيقة الثالثة عشرة عبر الهولندي أيضا, لكن البرشا رد من جديد في الدقيقة السابعة والعشرين, قبل أن يمنح سيرجيو راموس في الدقيقة الثالثة والسبعين التقدم الثالث للريال إلا أن ميسي أبى الخسارة عندما سجل الهاتريك والتعادل في الوقت القاتل.
وشهدت المباراة الكثير من الخشونة طرد نتيجتها مدافع البرشا اوليغير بسبب نيله إنذارين صفراوين, كما شهر الحكم بطاقته الصفراء ست مرات أخرى في وجه لاعبي الفريقين.
الشوط الأول
بدأ ريكارد بتكتيك البرشا الكلاسيكي 3-4-3 الهجومي النزعة بامتياز خصوصاً مع تواجد الثلاثي المرعب البرازيلي رونالدينيو والكاميروني إيتو والأرجنتيني ليونيل ميسي, في المقابل تشكيلة اعتيادية لكابيلو بخطة 4-4-2, ترأسها في المقدمة هداف الفريق الهولندي رود فان نيستلروي وإلى جانبه الأرجنتيني غونزالو هيغوين.
انطلاقة المباراة مجنونة بكل ما للكلمة من معنى لا مكان للدفاع أداء مفتوح من الفريقين, مساحات شاسعة للتحرك في الوسط وعلى الأطراف في ظل الاندفاع الكبير نحو الهجوم والرغبة في التسجيل مبكراً علماً أنه بدا تأثير العنوان العريض للمباراة على اللاعبين المتوترين بعض الشيء.
اتسمت أول عشرين دقيقة بالسرعة الكبيرة من الجانبين والهجمات المتبادلة من الجانبين قبل أن يتمكن البرشا بعد ذلك في فرض أفضليته, دون انخفاض في وتيرة الأداء, خصوصاً مع انطلاقات ميسي التي لا ترحم على الميمنة واختراقات رونالدينيو المهارية على الميسرة لدرجة بدا أنه ما من دفاع في صفوف الريال.
أولى الفرص تزامنت مع أولى الأهداف ليثبت للجميع أن للكلاسيكو ظروفه الخاصة دائماً مهما مر الفريقين بمطبات هوائية, فكان في الدقيقة الخامسة اختراق لهيغوين على الجناح تبعه عرضية أرضية شتتها المدافع الفرنسي ليليان تورام لتجد غير المراقب الهولندي فان نيستلروي الذي عالج عن حافة المنطقة حارس البرشا فيكتور فالديس بتصويبة قاتلة تابعها الأخير بنظراته تهز شباكه.
رد المضيف لم يتأخر وسرعان ما بعث لاعبي البرشا برسالة اطمئنان لجماهيرهم تبشر بالخير إذ بعد خمس دقائق من التأخر مرر المحنك خافي أرضية لإيتو الذي واجه ايكر كاسياس وسدد بقوة كرة زاحفة صدها الأخير ببراعة محولاً الكرة إلى ركنية لم تثمر.
وفي الدقيقة الحادية عشرة وفي ظل فورة كبيرة من إيتو, الذي ظهرت جلياً رغبته الجامحة في العودة السريعة للتهديف, مرر الكاميروني كرة رائعة لميسي الذي انفرد ووضع بباطن قدمه كرة بعيدة عن متناول كاسياس لتصبح الأرقام متعادلة.
لكن لم يكد رايكارد ومعاونيه ينهوا حديثهم عن الهدف الجميل حتى قطع المدافع أوليغير في الدقيقة 13 دابر الفرحة بعدما أعاق غوتي داخل المنطقة فكانت ضربة جزاء انبرى لها فان نيستلروي مانحاً فريقه التقدم الثاني في المباراة ومسجلاً هدفه الرابع عشر في البطولة.
لم يهدأ الفريق الكاتالوني بعد التأخر فنظم صفوفه من جديد في مهمة البحث عن التعادل الذي تم بعد سلسلة فرص أهدرها إيتو المفتقد بعض الشيء لحاسته التهديفية نتيجة الابتعاد الطويل, فنجح من جديد النفاثة ميسي في تعديل الأرقام في الدقيقة 27 إثر متابعته لتصويبة لرونالدينيو صدها كاسياس بقدمه القاتلة اليسرى بطريقة رائعة انفجرت معها جماهير الكامب نو بالعودة الجديدة.
وتوالت الفرص خصوصاً من المضيف الذي وجد في أدائه في هذه الأمسية إيقاعاً هجومياً افتقده لزمن نتيجة الغيابات الكثيرة ولم ينقصه إلا أمرين أساسيين أولهما التنظيم الدفاعي المهزوز, شأن الريال, ثانيهما عدم عودة إيتو إلى جهوزيته المعروفة ربما لاستعجاله الأمر أو لافتقاده للإحساس اللازم, وإن بدا أن بين إيتو اليوم وإيتو الهداف, إصابة واحدة لاسترجاع كامل الثقة.
الشوط الثاني
دخل الريال في الشوط الثاني, الذي شهد خروج إيتو في الدقيقة 46 ودخول سيلفينيو, بقوة فكان الأكثر استحواذاً وقرباً من هز الشباك وإن لم ترتق مستوى فرصه, في البداية, إلى النوع الذي لا يمكن أن يضيع إلا أنها أبقت ريكارد متوتراً وكاسياس هانئاً مع ابتعاد الخطر الكاتالوني الحقيقي عن مرماه في ظل النقص العددي للبرشا الذي حد من تحركات لاعبيه كثيراً ومنعهم من الاندفاع نحو الهجوم كثيراً.
ومع انخفاض أداء البرشا وهبوط السرعة في أدائهم اضطرارياً زاد المد المدريدي نحو المنطقة الكاتالونية التي واصل خط دفاعها مستواه الضعيف فوقع بأخطاء كثيرة سنح بنتيجتها للاعبي الريال أكثر من فرصة من العيار الثقيل تكفل في معظمها حامي عرين برشلونة فيكتور فالديس.
والملفت في الشوط الثاني, الذي شهد دخول البرازيلي روبينيو في الدقيقة 61 وتغيير تكتيك الضيف إلى 4-2-3-1, بغية تفعيل الأجنحة والفعالية الهجومية, بصرف النظر عن النقص العددي الانهيار الذي أصاب المضيف إذ اختفت هجماته وتهديداته على مرمى كاسياس مقابل اهتزاز أدائه الدفاعي ما طرح عدة علامات استفهام خصوصاً أن ريكارد لم يجر أي تعديل في تكتيكه.
وتوالت تهديدات رجال كابيلو التي كان عنوانها دائماً الهولندي رود فان نيستلوري الذي كان قريباً أكثر من مرة في منح فريقه التقدم من جديد كما حصل في الدقيقة 63 عندما تلقى من هيغوين تمريرة ممتازة انفرد إثرها وحاول وضع الكرة من فوق الحارس فالديس الذي صد ببراعة فائقة.
وأمام الفرص الكثيرة والأخطاء المتكررة والانكشاف الدفاعي كان لا بد من هدف التقدم للريال الذي تم في الدقيقة 73 وبشكل ولا أروع عندما نفذ غوتي من الميمنة ضربة حرة غير مباشرة ارتقى لها سيرجيو راموس محولاً إياها بمؤخرة رأسه قوية لا تصد ولا ترد في مرمى فالديس الذي فشل في منع شباكه من حضن كرة مدريدية للمرة الثالثة.
ومع التأخر استفاق البرشا من جديد وبدأ برحلة بحث أخرى عن التعديل لكن هذه المرة في ظل صعوبات جمة أبرزها النقص العددي والوقت الضيق للفريق الذي زادت عليه الضغوطات مع مرور الوقت لكن الحظ ابتسم للكاتالونيين في الوقت الضائع عبر الرائع المتألق ميسي الذي استلم أرضية واخترق المنطقة متخطياً أكثر من لاعب ومن ثم أسكن الكرة الشباك بيسارية أرضية رائعة لتنتهي مباراة القمة, قمة في كل شيء.
المصدر: شبكة الزعيم ’’’