اجتاحتني موسيقى ذاك العازف بقوة.. اعتصرت بألحانها رغبتي المجنونة في البكاء.. فبدأت دموعي تطرق
ابواب أهدابي تستأذنهـا للخروج من اسوارها الطويلة.. أهذه النهاية؟؟
هل بقيت آخر كلمة حب على شفتيك أم إنها تبعثرت والرياح؟!
كيف لي أن أعشق من بعـدك؟
بعد أن كانت يديك غطـائي في أيام كانون, ومظلتي في تشرين, ولعبتي في حزيران ونيسان..
كيف لي أن امزق أوراقي التي خطتها السنون وختمتها الأيام؟
أسيدفن كل همس وكل حس وشعور ؟
أسيحرق ذاك الحب المتأجج ؟! في يوم ما تعانقت يدانا.. وفي شهر ما صرخت حناجرنا .. وفي سنة ما انتهى
مابدأناه !! أريد أن أعزف على قيثارة حبك لأعيد تلك النوتة التي كتبناها .. ولأعيد تركيب المعادلة ..
هل سيتوارى ذاك الحب وهو مازال ينطق بإسمينا ؟
وهل سيتناثر ذاك الشوق وهو لم يزل يكوينا ؟؟ أجبني ؟؟ على تلك الجبال ولد حبنا, وعلى الشاطئ تلك
البحيرة سطرنا قصتنا .. هل تطاير كل شيء .. هل هاجرت تلك الطيور؟! صقعتني المؤامرة التي خطط
لها حظي ليشنق حبنا .. كادت روحي ان تغادرني !! هكذا ودعني دون دمعة يذرفها أو نظرة حانية يلقيها..
واصلت الاستماع لنغمات ذاك العازف المكلوم حتى تضاءلت الألحان وخفتت تلك الشمعـة التي تنير
حياتي ثم إنطفأت لأبيت في ظلام .. وبقلب مجروح ليس هنـاك من يداويه.