منذ فترة وانا اتحدث مع نفسي في هذا الموضوع واحببت ان تشاركوني نظرا لخطورته واهميته
انها الشائعة هذه القصة المحرفة التي تمتزج وقائعها بالحقائق والاكاذيب
لذيذة ومسلية واحيانا طريفة للمتداولين انها نوع من الكذب والغيبة والنميمة مغلف ببعض الحقائق والمعلومات والوقائع التي حدثت فعلا او نعتبرها صحيحة وكل ذلك بهدف اثبات صحة الشائعات
ماهي الشائعة :
قصة مفبركة تحتوي احداثها على حقائق واكاذيب ينبغي نشرها بين البشر والقائها على مسامعهم لعدة اهداف وبعدة طرق,عن طريق الحوار او من خلال وسائل الاتصال او وسائل الاعلام كافة
الشائعات سلوك ينتشر في مجتمعاتنا الشرقية بصورة رهيبة ومن شأنه تدمير كيان الاسرة والمجتمع كله بعد تدميرحياة الفرد المستهدف بالشائعة .
تستخدم هذه القصص لعدة اهداف تتنوع وتتعدد تبعا لدوافع الشخص الذي اطلقها او مجموعة الاشخاص الذين اشتركوا في تأليفها واحكام واتقان الحبكة في القائها(شائعات اجتماعية- شائعات اقتصادية-شائعات سياسية ) .
ليس هناك مجتمع يخلو من شائعات اطلقت على اشخاص او قيادات او حكومات او حتى دول وبلدان .
دائما تكون نقطة البداية من معلومات حقيقية تم الحصول عليها لعمل نواة لشائعة ما ثم يتفنن مطلق الشائعة في زيادة القصة ببعض الكلمات والمواقف المفبركة لعمل ضجة تجتذب السامع للشائعة وتدفعه الى نقلها لآخرين .
تاريخ الشائعات :
يرجع تاريخ الشائعات الى فجر التاريخ فقد كانت تستخدم قديما كوسيلة لبلبلة صفوف الاعداء ومحاولة بث الرعب في نفوسهم اثناء الحروب والغزوات والهجمات بهدف تشتيت افكارهم والهائهم بشيء يفرق صفوفهم ويصيبهم بالاحباط واليأس فكانت عملية تحطيم وهدم نفسية بحتة .
استخدمت بعض الشائعات ايضا ضد الانبياء والمرسلين بغرض تكذيبهم وبث الشك وعدم الثقة في نفوس من آمنوا بهم او صدقوهم .
فهذا نوح عليه السلام اتهم بإشاعة من قومه؛ بأنه يريد أن يتفضل عليكم؛ أي يتزعم، ويتأمر، ثم يشاع عنه أنه ضال: (إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)، وثالثة يشاع عنه الجنون: (وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ).
وهذا نبي الله هود عليه السلام يشاع عنه الطيش، والخفة؛ كما قال تعالى: (إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنْ الْكَاذِبِينَ)، ومرة يشاع عنه أنه أصيب في عقله: (قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ * إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)..
ثم هذا موسى عليه السلام يحمل دعوة ربه إلى فرعون وملئه وقومه؛ فيملأ فرعون سماء مصر، ويسمم الأجواء من حوله؛ بما يطلق عليه من شائعات؛ فيقول: (إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ).. ومما قال فرعون أيضاً: (أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى).. وبرغم هذه الأراجيف والأباطيل والشائعات من حول موسى عليه السلام فإن الحق ظهر، واكتسح في يوم المبارزة ما صنع السحرة؛ وألقي السحرة ساجدين؛ فبُهت فرعون أمام هذا المشهد، لكن أسعفته حيلته، ودهاؤه؛ بأن يلجأ من جديد إلى تلفيق الإشاعات؛ فنسب إلى موسى أنه كان قد رتب الأمور مع السحرة، وأن سجودهم، وإيمانهم محض تمثيل، واتفاق؛ لمآرب يحققونها جميعاً: (إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي المَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ).. وقال سبحانه حكيا عن فرعون قوله: (قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْرَ)..
وفي بداية العصر الإسلامي كانت حادثة الإفك التي تولى كبرها المنافقون، وكادت تؤثر تأثيراً كبيراً على الروح المعنوية لبعض المسلمين؛ حتى أنزل الله تعالى قرآناً يبين براءة عائشة رضي الله تعالى عنها وعن أبيها؛ ويكذب من جاء بالإفك..
وإشاعة مقتل الرسول صلى الله عليه وسلم في معركة أحد، وما كان لها من أثر في صفوف المقاتلين المسلمين..
وقصة نعيم بن مسعود رضي الله تعالى عنه في غزوة الخندق لتفكيك قوى الأحزاب لا تخفى على أحد..
ثم تطور الأمر بعض ذلك لتطلق الشائعات بين كافة افراد المجتمع من قبل اشخاص موتورين ضعاف النفوس سواء كان الشخص المراد تلويث سمعته مشهورا او مغمورا .
قد يكون الهدف من الشائعة ضد شخص ما الحسد او الغيرة او الكراهية او محاولة هزيمته في مجال ما .
عن نفسي واجهت الكثير من الشائعات في عدة مجالات اطلقت علي , بعضها لم ينل اهتمامي وبعضها اثار غضبي بدرجة كبيرة وبعضها كان له تأثير على نجاحي .
بسبب شائعة مغرضة قد يفشل شخص وتجرح مشاعره ويصاب بالاكتئاب مما يؤثر على حياته كلها
بسبب شائعة قد تدمر اسرة ويشرد افرادها وتفسد علاقات انسانية قوية
بسبب شائعة قد تدمر دولة كاملة وتشتعل حروب ضارية وتدمر حضارات كاملة
بسبب شائعة قد ينتهي كل شيء لمجرد انها قصة سخيفة صدقها البعض من قوة نسجها وشدة تأثيرها
المرأة والشائعات :
المرأة دائما مستهدفة بالشائعات فكل من يعجز عن وضع عقبات في طريقها يلجأ للشاعة كعقبة قوية تستطيع تدميرها وكانتقام يثلج صدر كل مغرض ونظرا لكوننا شعوب شرقية فالمرأة منطقة حساسة اقل كلمة تؤثر فيها وعليها وتدعو ايضا لتصديقها
شخص رفض من قبل اهل فتاة ما يمكنه اطلاق شائعة
شخص رفضت امرأة اقامة علاقة محرمة معه يطلق عليها شائعة
امرأة ناجحة اكتسحت نجاح رجال وتفوقت عليهم في مجال ما يطلقون عليها شائعة
امرأة يأكل قلبها الحسد والغيرة من انثى اخرى مثلها تفوقت عليها في اي مجال فهي تهرع وتطلق عليها شائعة
اكيد الشائعات ضد المرأة لذيذة وتستحق المناقشة
ولكن هل يطلق على الرجال شائعات ؟
نعم تستخدم الشائعة ضد الرجال في مجال العمل مثلا ليخسر الرجل منصب يستحقه بسبب شائعة صادرة من حاقدين.
يمكن نشر شائعة ما ضد مؤسسة او هيئة او حتى مكان للتجارة والرزق لالحاق خسارة مادية بصاحب العمل وابعاده عن السوق فنرى بعض رجال الاعمال تؤثر الشائعات على اعمالهم وارباحهم وقد يتطور الامر الى افلاسهم .
لن اطيل اكثر من هذا فالموضوع كبير ومتشعب ولكن كالعادة نطرح اسئلة
1- ما رأيك في الشائعة كسلوك انساني وما تأثيرها من وجهة نظرك على الفرد والمجتمع ؟
2- كيف يمكن مواجهة الشائعة والتصدي لها على مستوى حياة الفرد ؟
3- اذكر لنا شائعة تعرضت لها واثرت على حياتك واخرى سمعت عنها وتأثرت بها ؟
4- لماذا تستهدف المرأة دائما بالشائعات وتكون مؤثرة في المجتمع اكثر من الشائعات التي تطلق ضد الرجال ؟
5- ما هو شعورك لأول وهلة عندما تستمع لقصة قوية قد تحتمل التكذيب او الاقتناع بها من خلال اشخاص او من خلال وسائل الاعلام ؟
ارجو منكم المشاركة واثراء الموضوع بآرائكم
يسعدني حضوركم وتشرفني مشاركاتكم
للامانة العلمية كل ما كتب باللون الاحمر منقول وباقي الموضوع كتب بقلمي
خالص تحياتي
اسطورة الخريف