نجح العالمي في اكتساح الوحدة بستة أهداف لأثنين، مقسومة بالعدل على شوطي المباراة التي جمعتهما الليلة على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض، ورغم الفوز الكبير إلا أن عاملين رئيسين – بعد فضل الله – أسهما في تعميق النتيجة على هذا النحو، وهما الأداء الفردي المرتفع للاعبي العالمي، وخصوصاً سعد الحارثي، والتواضع الذي ظهر عليه فريق الوحدة.
بدأ العالمي اللقاء بتغيير يمكن وصفه بالكبير، حيث تكتيك 4-4-2، وتشكيلة ضمت محمد الخوجلي حارساً، ومحسن الحارثي وحمد الصقور في متوسط الدفاع، وفي الظهيرين ناصر الحلوي وعبدالعزيز الجنوبي، وفي الوسط الأيمن سعد الزهراني، وفي الأيسر منصور الثقفي، وفي محور الارتكاز الثنائي بدر الحقباني وفيصل سيف، وفي الهجوم محمد اليوسف وسعد الحارثي.
إذن هو تراجع عن تكتيك 5-3-2 شبه الثابت لديمتروف، مع عودة الخوجلي ومحسن الحارثي والجنوبي إلى التشكيل.
بدأ الغزو العالمي بتسديدة أرضية من حمد الصقور الذي تلقاها من دفاع الوحدة الذي كان يحاول إبعاد كرة عرضية من ضربة زاوية، ليسددها الصقور على يمين المرمى، قبل أن يسجل منصور الثقفي الهدف الأول في الدقيقة الرابعة، والذي جاء عبر تمريرة طولية تواكل فيها الدفاع الوحداوي لينطلق الحارثي الذي نجح في خداع الحارس وتمرير كرة عرضية إلى المندفع منصور الثقفي.
بعد الهدف مباشرة يكرر سعد الحارثي تحليقه، ولكن على الجبهة اليسرى هذه المرة، ويتعرض لعرقلة من حارس المرمى، ويعلن المرداس عن ضربة جزاء، يسددها بثقة سعد الزهراني مؤكداً تقدم العالمي في الدقيقة السادسة.
بعد الهدفين تحرك الضيوف إلى الأمام، في مقابل شيء من الهدؤ والتراجع للعالمي الذي أتضح انه قادم بذهنية هجومية، وكما ارتبك فريق الوحدة بهذا الهجوم المباغت، يبدو أن العالمي بدوره فوجئ بوصوله إلى مبتغاه مبكراً.
هدأ الهجوم حتى عاد محمد اليوسف لتنفيذ هجوم أيمن بمجهود فردي وسدد أرضية إلا أن الحارس نجح في القبض عليها، قبل أن ينجح حاتم خيمي في سحب قلبي الدفاع والمحورين إلى الأمام، ثم التمرير خلف الجنوبي ولعبها علاء كوكيبي عرضية ينجح باتريك في تقليص الفارق من خلالها.
كان هذا الهدف مفيداً للعالمي أيضاً، إذ اقنع لاعبيه بإعادة انتشارهم داخل ملعب الوحدة، وسيطر العالمي على وسط الميدان بحكم تفوق خط وسطه فنياً، وارتفاع حجمه العددي عن المباريات السابقة، إلا أن الخطورة ظلت من نصيب الوحدة الذي كان ينفذ هجمات سريعة تعتمد على التمريرات الطولية مستفيدة من غياب العمق الدفاعي.
انطلاقاً من الدقيقة الثلاثين ضغط الوحداويون وحاصروا العالميين في مناطقه الخلفية لبضع دقائق لم يفلح خلالها الفريق الضيف أن يحصل على فرصة خطرة فضلاً عن إدراك التعادل.
ومصداقاً للحكمة الكروية إذا هاجمت ولم تسجل فتوقع أن يسجل الآخرون، فقبل نهاية الشوط الأول بثلاث دقائق ينجح الحلوي في تمرير كرة طولية ماكرة للمتابع –دائماً- سعد الحارثي الذي سجل من وضع طائر هدف فريقه الثالث، قبل أن يمرر الحارثي نفسه لمحمد اليوسف المنفرد، إلا أن الأخير وضع الكرة سهلة للحارس الوحداوي، لينتهي الشوط الأول 3/1 للعالمي.
في تقديري يحتاج العالمي إلى تفعيل دور هجومي أكبر لبدر الحقباني، خصوصاً مع وجود فيصل سيف، كما أن إسهام الزهراني الهجومي لا زال دون المستوى، في المقابل يحتاج العالمي إلى توفير عمق دفاعي، خصوصاً والمنتظر أن يواصل الوحدة هجوماً أكبر، وهذا إما بإشراك مدافع خامس، أو على الأقل تثبيت احد قلبي الدفاع على خط عرضي متأخر عن قلب الدفاع الآخر.
مع بداية الحصة الثانية دفع مدرب العالمي بحمد الخثران عوضاً عن الجنوبي، لينتقل الحلوي إلى الظهير الأيسر، بناء على تصور المدرب – الذي لا أشاركه فيه – أن ثغرة في الجهة اليسرى تؤدي إلى الضغط الوحداوي.
شهدت الدقائق الربع ساعة الأولى ضغط قوي للعالمي، وكانت اخطر الكرات تسديدة رائعة للحلوى نجح الحارس في إنقاذها في الدقيقة الخامسة والخمسين، بعد ذلك بثلاث دقائق يمرر سيف كرة طولية لسعد الحارثي في الجهة اليسرى، يمر سعد ويخرج له الحارس، ليعيدها الحارثي إلى سيف الذي يسدد في المرمى الخالي هدفاً رابعاً.
عند الدقيقة الحادية والستين ينقذ الخوجلي مرماه من تسديدة رأسية خطيرة للوحدة، إلا انه يتعرض لإصابة تقعده عن مواصلة اللقاء، فيشارك محمد شريفي بديلاً للخوجلي، ولم تمض ثلاث دقائق على مواصلة اللعب حتى نُقل محمد اليوسف إلى خارج الملعب للإصابة – قبل أن يعود ثانية -، وتسببت هاتين الحالتين في تخفيض المستوى الفني اللقاء أكثر مما هو.
بعد انتظام المقابلة من جديد، تراجع العالمي إلى الخلف مكتفياً بالهجوم المرتد، لتشهد الدقيقة الثالثة والسبعين تسديدة بعيدة من منصور الثقفي، قبل أن يستفيد الأخير من خطأ قبالة المنطقة الخطرة سددها قوية إلى يد الحارس، قابل ذلك ضغط وحداوي أتسم بالعشوائية.
وعند الدقيقة التاسعة والسبعين، سحب ديمتروف سعد الزهراني – الذي بدا أنه غير راضٍ عن قرار مدربه - ليحل بدلاً عنه احمد الخير، وبذا يتحول بدر إلى الوسط الأيمن.
تحصل العالمي على خطأ جديد مقابل منطقة الثمانية عشر، ونفذّت هذه الكرة بطريقة فنية جيدة، حيث خدع الثقفي الجميع بتمرير الكرة خلفية بدلاً من التسديد لتجد الحلوي الذي صوب صاروخ أرض-أرض أعلن عن الهدف الخامس عند الدقيقة الرابعة والثمانين، قبل أن يسدد الحلوي كرة قوية قبل نهاية اللقاء بدقيقتين تصدى لها حارس الوحدة، أعقبتها محاولة أجمل لبدر الحقباني لينقذها الحارس إلى ضربة زاوية، انتقلت من سعد الحارثي إلى الثقفي الذي سدد قوية إلى القائم الأيسر.
أعلن بعد ذلك المرداس عن احتسابه تسع دقائق اضافية، افتتحها محمد اليوسف بالهدف السادس إثر تلقيه تمريرة من الجهة اليمنى، كان خلفها –كالعادة- سعد الحارثي.
مرت الدقائق الأخيرة باستعراض للعالمي يهدف إلى استنفاد الوقت، في مقابل اجتهادات فردية للوحدة أثمرت هدفاً ثانياً في الدقيقة التاسعة والتسعين.
• على ديمتروف الذي نجح في التعامل مع هذه المقابلة الانتباه إلى أن الوضع الدفاعي – الذي لم يختبر الليلة – غير ملائم لمواجهة الشباب.
• الخوجلي، إصابة أرجو أن لا تطول.
• محسن الحارثي، الصقور، في المحاولات القليلة للوحدة وضح ضعف العمق الدفاعي.
• ناصر الحلوي، مباراته الأفضل إلى الآن.
• عبدالعزيز الجنوبي، كان محايداً.
• بدر الحقباني، حتى الآن لم يستثمر بصورة صحيحة إلا في مباراة الأهلي.
• فيصل سيف، أرجو أن يقتنع ديمتروف بحقه في التشكيل الأساسي.
• سعد الزهراني.... إلى متى؟
• منصور الثقفي، كان كبيراً حتى في غير مركزه.
• سعد الحارثي، رجل المباراة.
• محمد اليوسف، مهاجم صعب أمام المرمى، وابتعاده عن المناطق الخطرة لا يفيد.
• حمد الخثران، محمد الشريفي، أحمد الخير، ... مبروك الفوز.
• لأول مرة التغيرات الثلاثة غير تكتيكية، وبالتالي تسعين دقيقة بشكل فني ثابت.
• مشكلة دفاعية كبيرة ستعيق العالمي إذ لم يتراجع مدربه عن تغييب العمق في اللقاءات الثلاثة القادمة