يرى أبو إسحاق الألبيري حقيقة معنى العيد ؛ فيقول :
ما عيدك الفخم إلا يوم يغفر لك *** لا أن تجرَّ به مستكبراً حللك
كم من جديد ثيابٍ دينه خلق *** تكاد تلعنه الأقطار حيث سلك
ومن مرقع الأطمار ذي ورع *** بكت عليه السما والأرض حين هلك
وهذا المعتمدُ بن عباد بعد زوال ملكه، وحبسه في (أغمات) بخافية حين قال وهو يرى بناته جائعات عاريات حافيات في يوم العيد :
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا *** وكان عيدك باللّذات معمورا
وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ *** فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعةً *** في لبسهنّ رأيت الفقر مسطورا
معاشهنّ بعيد العــزّ ممتهنٌ *** يغـزلن للناس لا يملكن قطميرا
أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه *** ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا
وكنت تحسب أن الفطر مُبتَهَـجٌ *** فعاد فطرك للأكبــاد تفطيرا
ومن ذلك قول الشاعر عمر بهاء الدين الأمير يحين يصف حال المسلمين في العيد :
يقولـونَ لـي: عيـدٌ سعيـدٌ، وإنَّهُ *** ليـومُ حسابٍ لـو نحـسُّ ونشعـرُ
أعيـدٌ سعيـدٌ !! يالها من سعـادةٍ *** وأوطانُنـا فيهـا الشقاءُ يزمـجـرُ
وتتفاعل الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان مع أخواتها اللاجئات الفلسطينيات لتصور مأساتهن وما يعانينه من آلام التشرد واللجوء في يوم العيد فتقول :
أختاه, هذا العيد عيد المترفين الهانئِين
عيد الألى بقصورهم وبروجهم متنعمين
عيد الألى لا العار حرّكهم, ولا ذلّ المصيرْ
فكأنهم جثث هناك بلا حياة أو شعورْ
أختاه, لا تبكي, فهذا العيد عيد الميّتين!
إذاً لا زال الحزن مرخ ٍ سدوله على فيافي العرب
هـل قـلـتُ شـيـئـاً ..؟!
شكرا للأخت لأجل اشتياقي هذا الزاد الذي اطعمت الرائديين إياه ..
لكن هل من مزيد ..؟!