...( مهــــــلاً أيهــــا العبــــد الصــــالـــح )...
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي ذلل بالموت رقاب الجبابرة , وأنهى بالموت آمال القياصرة , فنقلهم بالموت من سعة القصور إلى ضيق القبور ومن ضياء البيوت إلى ظلمة اللحود , سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر , والصلاة والسلام على النبي القرشي الهاشمي صلاة وسلاماً أتمين دائمين ما تعاقب الليل والنهار , وعلى المهاجرين والأنصار رضوان الله عليهم , وعلى الآل والصحب ومن اقتفى الأثر إلى يوم الدين وبعد :
صحابية جليلة رضوان الله على الصحابة أجمعين ,,, زنت ,, وأخذ هذا الذنب يورقها فتتردد على النبي تُطالب بالحد حتى تطهر في الدنيا من هذا الذنب , والنبي صلى الله عليه وسلم يردها ويردها وهي تعود حتى انتهى الآمر أن يقام عليها الحد بعد أن تفطم ابنها ,, وطوال تلك الفترة ما زالت حرقة المعصية تورقها فجاءت للحبيب صلوات ربنا وسلامه عليه ومعها ابنها ومعه كسرة خبز دليلاً على الفطام ,, فجاء يوم الرجـم ورجمت فتطاير الدم على خالد بن الوليد رضي الله عنه فسبها خالد رضي الله عنه فقال له الحبيب صلوات ربنا وسلامه عليه (مه يا خالد لقد تابت توبةً لو تابها صاحب مكس لتاب الله عليه، وفي رواية : لو قسمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ) .
يا أيها الأحبة
اعلموا ثم اعلموا أنه لم يسلم بشر من الذنوب صغيرها أو كبيرها
فالذنب أمر جبلت وفطرت عليه النفس البشرية
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم» [مسلم].
قالـــت لـــي
أصلاً أنا ما أتشرف بوجودها على ماسنجري ....
قلت لها : استغفري الله ـ عز وجل ـ تظل أختاً مسلمة
صحيح أننا نبغض ونكره فعلها ومعصيتها ولكنها ما زالت مسلمة تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
ما زالت تصلي وتصوم , وإن عصت وفعلت ما فعلت
وإن كنا ننكر عليها أفعالها تلك ولا نرتضيها
و لكن لا نحتقرها أبداً فقد تكون خيراً منا عند الله عز وجل
ـــ
هذا المشهد تتكرر فصوله عند الكثير ممن اغتر بأعماله التي والله ثم والله لا يدري أقبلت منه أم ردت في وجهه
فكان حرياً بنـا أيها الأحبة أن نحتقر أنفسنا وأن لا نتعالى على خلق الله عز وجل
وكلنا نعلم ذلك الحديث الذي درسناه يوم كنا صغاراً
( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث أن رجلاً قال: والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك أو كما قال صلى الله
عليه وسلم )
ونحن لا نبغض العاصي لذاته , بل نبغض ونكره معصيته , ونحبه لما معه من الإيمان والخير
فيا أيها الأفاضل
لا يحقرن بعضكم بعضاً , وإن بلغنا من التقى ما بلغنا
فقد نأتي يوم القيامة فرحين بما قدمنا , فيجعل الله عز وجل أعمالنا هباءً منثوراً
فقد نـرى أناساً ظاهرهم ذنوب ومعاصي
ولكن قلوبهم تنبض بالإيمان والخوف من رب الأرض والسماوات
إحدى صديقاتي
تبرج وسفور
أسأل الله عز وجل أن لا يقبضها على ذلك الحجاب
سبحان الله
ما يفوتها قيام الليل والتراويح في رمضان
شديدة البكاء من خشية الله
وإني والله لأسمع نشيجها وبكائها في الصلاة والدعاء
تبكي بكاء شديد ما أستطيع أن أبكي مثله
وأخرى مثلها
حجاب نسأل الله السلامة والعافية
علمت من والدتها
أنها تكفل الأيتام
وسبحان الله ما تفوتها حلق الذكر
وتحضرها بهذا الحجاب المتبرج
فيا أيها الصالحون
احمدوا الله على نعمة الهداية
ولاتغتروا بأعمالكم
فالأعمال بالخواتيم
وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يحركها كيف يشاء
فأكثروا من قول
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
فإن نبيكم صلوات الله وسلامه عليه كان يكثر من ذلك الدعاء ويقول فيه / “ إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن ، كقلب واحد ، يصرفه حيث شاء
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2141
خلاصة الدرجة: صحيح
وإلى العصاة والمذنبين
( وكلنا ذاك )
أزف لكمـ بشــرى في قول الله عز وجل
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
وإلى أهـل الطاعات والقربات
اعلموا أنه ما من أحدٍ سيدخل الجنة بعمله بل برحمة الله ندخلها
والدرجات في الجنة تكون على العمل
فالرفق الرفق بالعصاة والمذنبين
والستـر عليهم
وما منا أحد إلا وعنده ذنب يرجوا أن يستره الله عليه
ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يختم بالصالحات أعمالنا
وأن يجعل لا إله إلا الله آخر كلامنا من الدنيا
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم من الخطأ والزلل
بقــلم
زاد المعاد
جزاها الله خير اعجبني ونقلته