[align=center]قال تعالى(( المال و البنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا)) سورة الكهف ( آية 46)
هل جاء في ذهنك يوما وأنت تقرأ سورة الكهف ماهي الباقيات الصالحات؟
جاء في السنن أن الباقيات الصالحات هي { سبحان الله ، والحمد لله ولا إله إلا الله ، و الله أكبر }
حيث قال عنهن الرسول صلى الله عليه وسلم { يأتين يوم القيامة منجيات ومقدمات ، وهن الباقيات الصالحات }
والباقيات الصالحات
أي : التي يبقى ثوابها ، ويدوم جزائها وهذا خير أمل يأمله العبد و أفضل ثواب
... وقد وردت كلمة الباقيات الصالحات في القرآن الكريم في موضعين في
قوله تعالى { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا }الكهف 46
وفي قوله عز و جل { وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَّرَدًّا} مريم 76.
· سبحان الله
هو تنـزيه لله عن كل نقص ، ومباعدته عن كل عيب ، وعندما يتحول التسبيح من قول باللسان إلى شعور في القلب
إلى فعل في السلوك فيضبط المسلم بالتالي مشاعرة في السراء والضراء
ويربطها بمشيئة الله هذه سبحان الله ..
· الحمد لله
فللحمد معنيان أولهما الشكر لله على نعمائه
، والأخرى الثناء عليه بما هو أهله وهل هناك أولى بالثناء من الله!!!
· و لا إله إلا الله
فهي إحقاق الحق وإبطال الباطل فلا يوجد إله إلا الله واحد هو الله الواحد القهار
وبالتالي يضبط الإنسان سلوكه مع الله فيتوكل عليه ويستعين به ويرجوه ،
فالتعلق بغيره عجز والتطلع إلى سواه حمق .
· الله أكبر
فالله أكبر وأعظم وأجل من أن ننشغل عليه بالتوافه بل علينا
التقرب إليه بالعبادات و أن تكون نية أي عمل نقوم به
هو رضا الله والتقرب إليه فالله أكبر من أي شيء وهو سبحانه ليس كمثله شيء .
ومن فضائل هذه الكلمات :
1)أنهن أحب الكلام إلى الله ، فقد روى مسلم من حديث سمرة بن جندب قال :
قال رسول صلى الله عليه وسلم {أحب الكلام إلى الله تعالى أربع لا يضرك بأيهن بدأت سبحان الله والحمد لله ، ولا إله إلا الله والله أكبر} صحيح مسلم( 2137)
2) أنهن مكفرات للذنوب فقد ثبت في المسند ، وسنن الترمذي ومستدرك الحاكم من حديث عبد لله بن عمرو بن العاص" رضى الله تعالى عنهما"
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { ما على الأرض رجل يقول : لا إله إلا الله ، و الله أكبر ، وسبحان الله , و الحمد لله
، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، إلا كفرت عنه ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر} والمراد بالذنوب المكفرات هنا أي الصغائر وفي هذا المعنى ما رواه الترمذي وغيره عن أنس بن مالك
: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بشجرة يابسة الورق فضربها بعصاه
فتناثر الورق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ إن الحمد لله ، وسبحان الله ، و لا إله إلا الله ،و الله أكبر لتساقط من ذنوب العبد كما تساقط ورق هذه الشجرة } .
3)أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنهن أحب إليه مما طلعت عليه الشمس أي من الدنيا
وما فيها لما رواه مسلم في صحيحة من حديث أبي هريرة"رضى الله عنه" قال:
قال صلى الله عليه وسلم { لأن أقول سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس} (صحيح مسلم -2695- ) .
4) ما ثبت في مسند الإمام أحمد ، وشعب الأيمان للبيهقي بإسناد جيد عن أم هانى بنت أبي طالب قالت :
مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إنى قد كبرت وضعفت ، أو كما قالت ، فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة
فقال { سبحي لله مئة تسبيحه فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل ، واحمدي الله مائة تحميده ، تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليهن في سبيل الله ،
وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعد لك مائة بدنة مقلدة متقبلة ،
وهللي مائة تهليله - قال أبن خلف الرازي عن عاصم أحسبة قال – تملا مابين السماء والأرض و لا يرفع يومئذ لأحد عمل إلا أن يأتـي بمثل ما أتيت به}،
وتأملي ...أختي القارئة الفاضلة ...
تأملوا هذا الثواب العظيم المترتب على هؤلاء الكلمات
5) أنهن غرس الجنة ، روى الترمذي عن عبد الله بن مسعود
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال{ لقيت إبراهيم ليلة اسري بي فقال يا محمد ، أقرى أمتك مني السلام ، واخبرهم أن الجنة طيبة التربة ، عذبة الماء وأنها قيعان
، غراسها سبحان الله والحمد لله و لا إله إلا الله والله أكبر} و المقصود أن الجنة ينمو غرسها سريعاً بهذه الكلمات كما ينمو غراس القيعان من الأرض ونبتها .
6) أنهن ثقيلات في الميزان ، روى النسائي في عمل اليوم و الليلة عن أبي سلمه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
{ بخ بخ – أشار بيده بخمس – ما أثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر و الولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه }
جزى الله من كتبها خير الجزاء
*************************************
ونحن الآن في موسم الخيرات فيه تتضاعف الحسنات فلنستغلها يا احبائي بهذه الباقيات ....[/align]