--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عجبا لمن يخشى الناس ويخاف الناس وعيون الناس وألسنة الناس وعقاب الناس ، يخشى المخلوق دون الخالق ، ويرجو المربوب دون الرب ! ، أعماله للخلق وسؤاله للخلق ، يحب للدنيا ويبغض للدنيا ، خاب وخسر ، ما قام في قلبه الوجل من ربه عز وجل ، ولا عرف الله حق المعرفة وما قدره حق قدره ! .
قال الإمام الشافعي: معي صواب يحتمل الخطأ، ومع خصمي خطأ يحتمل الصواب، وقال: ما ناظرت أحدًا إلا أحببت أن يجري الحق على لسانه، ولقي من خالفه فأخذه بيده وقال: أما يليق وإن اختلفنا أن نبقي إخوانًا. وقالوا: كن كالشجر يقذف بالحجر فيلقي الثمر
.
إن المؤمن إذا أصابه خير فرح وحمد الله تعالى ، وإن أصابته الضراء صبر واحتسب ؛ لأنه يعلم أن هذا بقضاء الله وقدره ، فهو يدور في سعادة على كلا الأمرين ، ويؤمن إيمانا كاملا أنه مهما بذل من الأسباب فلن يفر من قدر الله وبهذا يرتاح نفسيا لا سيما عند نزول المصائب لأنه يعلم أن هذه المصيبة قد كتبت عليه قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ! .