..
نتساءل كثيراً عن السعادة ، هل السعادة في تكديس المال؟ وفي جمع
الثروات، وبناء العقارات والقصور ؟هل هذه هي السعادة ؟
..
كثيرً من الناس يتوهم ذلك
فهذا سعيد لأنه يملك الأرصدة في البنوك
وفلان سعيد لأنه يملك كذا من الأراضي وكذا من العمارات
وفلان سعيد لأنه يملك كذا وكذا .
..
كثير من الناس يطلق هذا الوهم بلسانه وكثير منهم يعتقده بقلبه
فيتصرف من هذا المنطلق الخاطئ .
..
أقول : ليست السعادة في جمع المال
فـ على قول الشاعر:
ولست أرى السعادة جمع مال
.....................ولكــن التـقي هو السعيـــد
..
ليس كل صاحب مالٍ سعيداً : فكثير من أرباب وأصحاب الثروات يعيشون في شقاء وتعاسة دائمة في حياتهم الدنيا وقبل الآخرة
..
لماذا؟
لأنهم يتعبون
في :
1- جمع المال.
2- حفظه واستثماره.
3- القلق والخوف من فوات هذا المال وزواله .
..
كم من إنسان يملك المليارات ولكنه خائف .. قلق.. لماذا كل هذا الخوف ؟
ولم كل هذا القلق ؟
إنه يخاف على هذا المال يخاف أن تأتي هزة سياسية أو يأتي لصوص
فيسرقون هذا المال .
..
إذن هو يعيش في شقاء خوف قلق هم غم بل إنه لاينام الليل وهذا أمر
مجرب مشاهد ترونه بأعينكم بل قد يكون المال سبب هلاكه ومماته .
..
كم من غني خطف أو قتل بسبب تجارته ؟
بل كم من غني حرم من لذاته بسبب أمواله تجده لا يمشى طليقا لايمشي
حراً لايسافر كما يريد لاينام كما يريد كل هذا بسبب أمواله .
ثم كم من انسان صاحب مال زال ماله وزالت ثرواته بسبب أو بآخر فعاش بقية حياته في تعاسة وشقاء .
..
نموذج من حقيقة السعادة في المال
قصة قارون:
تلك القصة التى اوردها القرآن الكريم عن قارون حيث قال سبحانه
وتعالى : {ْ فخرج على قومه في زينته } . أى في قمة سعادته ، حتى إن
قائلهم يقول : {إنه لذو حظٍ عظيم }خرج في زينته فهو ذو حظ عظيم كل
هذا من أوهام السعادة والنتيجة لكفره بأنعم الله كما يقول الله سبحانه
وتعالى { فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين }"
أي سعادة هذه وأي نهاية ؟
..
من كتاب ( السعادة بين الوهم والحقيقة )
للدكتور ناصر العُمر