[align=center]أأرحل قبلك أم ترحلين
وتغرب شمسي أم تغربين
ويَنْبَتُّ ما بيننا من وجود
ونسلك درب الفراق الحزين
ويذبل ما شاقنا من ربيع
تؤرجه نفحة الياسمين
وتسكب سحب الأسى وابلاً
على مرقدٍ في الثرى مستكين
***
فإن كُنْتُ بادئ هذا الرحيل
فيا حزن رُوْحٍ براها الحنين
وإن كُنتِ من قد طواها المدى
فيا فجعة لفؤادي الطعين
لقد كُنتِ لي سعد هذا الوجود
ويا سعدنا بصلاح البنين
هُمُ الذخر دوماً بهذي الحياة
وهم كنزنا بامتداد السنين
***
سلكنا سويا طريق الحياة
وإن شابها كدرٌ بعض حين
لقد كُنتُ نعم الرفيق الوفيّ
وأنتِ كذاك الرفيق الأمين
لك الحمد يا رب أن صغتها
خدينة دينٍ وعقلٍ رصين
تسابقني في اصطناع الجميل
وتغبطني في انثيال اليمين
فيا زخَّة من سحاب رهيف
ويا نفحة من سنا المتقين
حياتي بدونك حرٌّ وقرٌّ
وأنت على صدق ذا تشهدين
وينفض سامرنا موغلا
رحيلاً إلى أكرم الأكرمين
كتب هذه القصيدة الجميلة الشيخ عبدالله بن إدريس مخاطبا زوجته ورفيقة دربه بعد أن وصل التسعين و أرهقه و إياها المرض ..[/align]