الجوهر .. تمنيت عيني زرقاوين لأنال الرضا والمديح ...
جند نفسه لخدمة الوطن منذ أن كان لاعبا متألقا في الدفاع عن شعار الأخضر منذ السبعينيات ومدربا مع إطلالة الألفية الثالثة وهو يركض خلف كل ما هو أخضر، يدفعه الطموح وتسكنه الوطنية والغيرة على سمعة رياضة بلده، ليساهم في صناعة إنجازات دونها له التاريخ وتجاهلها الإعلام، حضر ولم تهيبه تلاطم أمواج الانتقادات ولم تخفه الانكسارات، بل تحدى كل ذلك وحقق أرقاما تاريخية تحسب لشجاعته التي لا تقاس بجرة قلم أو كلمة معاكسة للاتجاه، ناصر الجوهر المدرب الوطني الذي غدى أشهر مدربي الوطن يفتح قلبه لـ «عكاظ» في هذا الحوار ليضع النقاط على الحروف حول الفشل الذريع للمنتخب الوطني في أسياد الدوحة، إذ ذكر أن الإخفاق كان سببه المدرب السابق بيسيرو الذي يتحمل جزءا كبيرا من الإخفاق؛ نظرا للإعداد السيئ للبطولة، كما تطرق للتهمة التي وجهت إليه بمحاربة النجوم، مؤكدا أنه كان من أوائل المدربين الذين قدموا نجوما للمنتخب، الجوهر تمنى أن يكون من ذوي العيون الزرقاء لكي ينال المديح، موضحا أن الاختلاف بين منتخب لبنان 2000، والمنتخب الحالي هو الإعداد القوي المميز، الجوهر يفند الحقائق ويكشف الأسرار في ثنايا السطور التالية:
• كيف تصف مشاركة المنتخب السعودي في نهائيات كأس آسيا المقامة حاليا في الدوحة؟
ــ مشاركة مخيبة للآمال والتطلعات التي سبقت كل السعوديين إلى الدوحة، ولم يقدم المنتخب ما يشفع له كبطل للقارة الآسيوية ثلاث مرات، كنا نتمنى أن نظهر في البطولة بمستوى يليق بسمعة رياضتنا، لاسيما في المباراة الأخيرة لمسح النتائج المتواضعة والهزيلة، لكن للأسف الشديد لم نوفق ولم نعكس حقيقة الكرة السعودية التي ستعود حتما يوما من الأيام إلى ساحة المنافسات وحصد البطولات في العاجل القريب، وأنا واثق أن المسؤولين عن الرياضة السعودية وعلى رأسهم الأمير نواف بن فيصل، قادرون على إعادة توهج الأخضر والنهوض به من كبوته.
إعداد سيئ
• ذكرت خلال أحد المؤتمرات الصحافية أن المدرب البرتغالي بيسيرو هو المسؤول الأول عن سقوط الأخضر في الدوحة، هل ترى أنه المسؤول بمفرده؟
ــ المتابع للمنتخب السعودي يدرك أنه شارك بأفضل اللاعبين لديه، وكافة المهاجمين الموجودين هم هدافو الدوري وكلنا نعرف إمكانياتهم العالية، لكن ما شاهدناه فريقا غير جاهز للمشاركة لخوض مباريات قوية كما هي في النهائيات القارية، وحتى المباريات الودية التي لعبها المنتخب قبيل الانطلاقة لم تكن كافية لتجهيز منتخب يطمح في بطولة، وبطبيعة الحال جاء الإخفاق والسبب الإعداد السيئ الذي وصل به المنتخب السعودي للدوحة وظهوره بهذا المستوى المتواضع، كان يفترض على المدرب بيسيرو وضع برنامج إعدادي أقوى وأفضل، لاسيما أنه قرر المشاركة بالصف الثاني في كأس الخليج، إذا علمنا أن اتحاد الكرة ونزولا عند رغبة الأندية أوقف الدوري؛ لإقامة معسكر خاص للاعبين الأساسيين الذين وضعهم في أجندة مشاركتة الآسيوية، لكن الذي حصل أن المشاركة في بطولة الخليج كانت بالصف الثاني، والدوري توقف واللاعبون الأساسيون يتدربون بشكل خفيف، وهناك من توقف عن التمارين بسبب الإصابة، مما أدى إلى انخفاض حاد لجاهزية اللاعبين، سواء على المستوى الفردي للاعب أو المستوى الجماعي؛ لأن عدم خوض مباريات قوية وبمجموعة واحدة يعيد اللاعب إلى نقطة الصفر في الإعداد، من هنا قلت أن المدرب السابق بيسيرو هو من يتحمل هذا الإخفاق.
انسجام اللاعبين
• هل كان من الأفضل المشاركة في كأس آسيا بمنتخب خليجي 20؟
ــ ربما يكون أفضل؛ لأن اللاعبين لديهم الحساسية الكافية في المباريات وكذلك الانسجام، لكن الأفضل كان مشاركة المنتخب الأساسي في الدوري أو في مباريات قوية أثناء التوقف، لو كان إعداد المنتخب أفضل لحقق نتائج مميزة ولا يهمه المنافسين، لكن جاءت المشاركة غير متوقعة في ظل الإعداد السيئ، ونحن نعرف من هو المنتخب السعودي عندما يكون في «الفورمة».
صلاحيات بيسيرو
• بصفتك مستشارا فنيا في الاتحاد السعودي، لماذا لم توضح ذلك للمدرب بيسيرو؟
ــ ومن قال أني لم أوضح ذلك، فأنا مستشار ولست مدربا؛ لأن القرار كان متروكا لبيسيرو وهو من حدد البرنامج بالكامل، في المشاركتين الخليجية والآسيوية، وجميع الإمكانيات كانت متاحة له، ولم يقصر اتحاد الكرة معه، حيث وضع كافة الصلاحيات وهيأ بيئة عمل جيدة، وكان دوري كمستشار يتمثل في تقديم قائمة من اللاعبين وهو من اختار منهم الصفوة، ولم أكن من ضمن اللجنة التي صوتت على استمراره.
لقاءات قوية
• لو كنت في موقع بيسيرو، ماذا تفعل؟
ــ إقامة عدد من اللقاءات الودية القوية أمام منتخبات ذات باع في اللعبة، حتى يكونوا في قمة جاهزيتهم لخوض غمار البطولة الآسيوية.
نداء الوطن
• لماذا قبلت بالمهمة بعد السقوط الأول أمام سورية؟
ــ لأنه نداء وطن، طالما وطني احتاجني فلن أتأخر دقيقة واحدة، كما أني مدرب محترف وجاهز لخدمة الوطن حتى لو كانت الظروف أصعب من ذلك، فنحن مجندون ولا يمكن أن أرفض، المسألة لا تقاس بمجد شخصي وإنما الأمور تؤخذ من باب وطني.
أسرار الكرة
• لماذا رفضت وصف خسارة منتخبنا أمام اليابان بالكارثة برغم من النتيجة الكبيرة؟
ــ أنا أول المقهورين على الخروج المر من البطولة وقلبي محروق على المنتخب؛ لأني لم أكن أتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الوضع، وعلى الرغم من ذلك فإن الوضع لم يصل للكارثة، أكبر المنتخبات مثل الأرجنتين غادرت كأس العالم برباعية نظيفة أمام ألمانيا، وكذلك منتخب إيطاليا، أيضا برشلونة فاز على ريال مدريد بخماسية، ولم يقولوا كارثة، هذه كرة القدم ومن يعرف أسرارها يؤمن بنتائجها، أكبر المنتخبات العالمية تتعرض لمثل تلك الخسائر وهذه النتائج أمر طبيعي في كرة القدم.
شجاعة كافية
• تفتقد الشجاعة في إخراج أو تبديل بعض الأسماء الكبيرة حتى لو لم تقدم شيئا؟
ــ أنا أملك الشجاعة الكافية لإخراج أي لاعب لم يقدم المستوى المطلوب، لكن عندما يكون الفريق في جاهزيته فمن الصعب تبديل أي لاعب، وللمعلومية هؤلاء الأفضل في الدوري.
حاجة القحطاني
• هل أنت راض عما قدمه ياسر القحطاني؟
ــ ياسر القحطاني لاعب كبير وهداف والجميع يدرك خطورته، ونحن في جميع المباريات كنا في حاجة ماسة لوجود لاعب هداف، لذلك فضلت الإبقاء على ياسر القحطاني، وأنا شخصيا راض عن أدائه، ولو توفق المنتخب في التسجيل لاسيما مباراة الأردن، لاختلف الأداء ولشاهدنا روحا أفضل ونتائج مميزة، لكن ظروف المنتخب لم تساعد.
ظروف المباريات
• شاهدنا مناف أبو شقير يمتعض من استبداله، وناصر الشمراني يجري حركات الإحماء ولم يشارك، كذلك حمد المنتشري، ما تعليقك؟
ــ أولا مناف أبو شقير أحد اللاعبين المميزين الذين يحدثون الفرق، سواء مع الاتحاد أو مع المنتخب، وكثيرا ما شارك مناف واستطاع أن يحقق نتائج جيدة، يظل مناف لاعبا محترفا ويحترم قرارات مدربه، وهو أحد اللاعبين المهمين في المنتخب السعودي وناديه، ولا يمكن أن يمتعض من قرارات مدربه، ربما اللاعب كان متأثرا من النتيجة وصادته الكاميرا ولم يقصد بطبيعة الحال مدربه، أما بخصوص ناصر الشمراني فقد كنت أريد أن أشركه من أجل تعديل النتيجة عندما كان اليابان متقدما بهدفين، لكن بعد الهدف الثالث كان المنتخب يحتاج إلى تكثيف منطقة الوسط، لذلك أرحت ناصر وأشركت مناف، أما حمد المنتشري فقد حاولت منحه الفرصة للمشاركة، لكن الوقت لم يسعفني.!
عيون زرقاء
• هل أنت مدرب طوارئ للمنتخب السعودي؟
ــ أولا أفتخر أني مدرب للمنتخب السعودي والحمد لله حققت معه ستة إنجازات منها الوصول إلى نهائي كأس آسيا، وحققت معه كأس الخليج، وكذلك صعدت به إلى نهائيات كأس العالم عام 2001م، بعدما توليت الإشراف الفني عليه وفي رصيده أربع نقاط، والحمد لله وفقنا بتعاون الجميع في تأهيل المنتخب إلى مونديال كأس العالم 2002م في اليابان وكوريا، لكن للأسف هناك من يعجب بما يحققه المدربون الوطنيون، ولكن لو كانت عيوني زرقاء لوجدت التهليل والتمجيد، ولكن هذا قدري، أما مسألة أني مدرب طوارئ للمنتخب السعودي فهذا يشرفني مع العلم أني مدرب محترف يجب أن أكون جاهزا في أي وقت.
هجوم شرس
• هناك من اتهم ناصر الجوهر في فترة سابقة بإبعاد بعض الأسماء؟
ــ للأسف هناك من قال أني حاربت لاعبي الاتحاد، وهناك من يقول أني جاملت لاعبي أندية معينة، في الوقت الذي كنت أنا أول من أحضر سعود كريري للمنتخب السعودي من القادسية عام 2001م، وتعرضت لهجوم شرس من وسائل الإعلام، كما أني استدعيت حمد المنتشري للمنتخب بعد مباراتين فقط لعبها مع الاتحاد، أما محمد نور للأسف هناك من قال أني أبعدته، في الوقت الذي كان فيه من اللاعبين الأساسيين المتألقين مع المنتخب في نهائيات كأس آسيا عام 2000م في لبنان، ولم أكن وراء إبعاده من المنتخب، والجميع يعلم أن نور استبعد في عام 2005م قبل تصفيات آسيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006م، وكان حينها مدرب المنتخب الأرجنتيني كالديرون، وأذكر أيضا أنه تم استبعاد أحمد الدوخي معه قبل بداية التصفيات.
فرق الإعداد
• أين ترى الفرق بين منتخب بيروت عام 2000م والمنتخب الحالي؟
ـــ الاختلاف كبير، الوضع الراهن لم يكن بنفس المستوى الذي كان عليه في ذلك الوقت، حيث إني وجدت المنتخب غير جاهز والإعداد للبطولة كان ضعيفا، بينما في بيروت كان برنامج المنتخب قبل البطولة قويا من قبل الجهاز الفني للمنتخب بقيادة ماتشالا، وكنت مساعدا له وكان المنتخب على مدار سنة كاملة يستعد للبطولة وخاض المنتخب مباريات قوية، وعندما أقيل ماتشالا واستلمت المهمة، لم أحدث تغيرات كبيرة أو بمعنى أصح لم يكن المنتخب السعودي يحتاج إلى تغيرات أو عمل كبير، كما هو الحال اليوم، وإنما وضعت بعض اللمسات على الفريق واستطاع أن يظهر بصورة ممتازة.
رغبة الإعلام
• هل تنوي اعتزال المجال التدريبي؟
ــ إذا يرغب الإعلام الرياضي أن أعتزل ويرى أن ناصر الجوهر هو السبب، فأنا مستعد للاعتزال، وإذا الإعلام يؤمن أن ناصر الجوهر حاول أن يقدم شيئا لمنتخب بلاده وأن ما حدث يعود بالدرجة الأولى إلى سوء الإعداد، فأنا مدرب محترف وأبحث عن مصدر دخل لي.
• كلمة أخيرة
ــ أكرر إعتذاري الشديد لكافة المسؤولين على الكرة السعودية وللإعلام والشارع الرياضي على الإخفاق غير المتوقع، وعن الصورة الباهتة الذي ظهر بها المنتخب السعودي في هذه البطولة، متمنيا التوفيق للأخضر في المناسبات المقبلة في ظل القيادة الجديدة للأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب، وكنت حريصا على أن أوفق في مهمتي التي أوكلت إلي، إلا أن الظروف كانت أقوى، وإن شاء الله سينهض المنتخب السعودي من كبوته ونشاهد الأخضر كما عهدناه يصول ويجول في المحافل الدولية.
عن جريدة عكاظ .
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20110122/Con20110122396212.htm
آخر تعديل ناصر الزعبي يوم 22-01-2011 في 08:08 PM.
|