((..عــــــاااااجــــل..))
ماتَ فنان العرب !!
صاحب الصوت الذهبي ..
صاحب الحنجرة المتميزة ..
بعد مسيرة عطاء ..
تجاوزت الأربعين عام ..
مات فنان الخليج ..
فنان الأمة العربية ..
محمد عبده
بعد أن أحيا الأرض غناءاً وحب ..
كاليفورنيا ..
تكساس ..
لندن ..
استوكهوولم ..
دبي ..
الكويت ..
القاهرة ..
جدة ..
والرياض ..
وألفَ ألفَ مسرحٍ وطأتهُ قدماه ..
ماتَ ..
وكلّ العالم يتحدث ..
وكالات الأنباء ..
والراديو ..
والقنوات الفضائية ..
ووسائل الإعلام كافة تتحدث ..
تحزن ..
تبكي ..
ومظاهرات ..
بعد كوكبِ الشرق ..
والعندليب الأسمر ..
ماات محمد عبده ..
مُحِبّوهُ تجاوزوا الـ 100 مليون مستمع ..
ولكن مات ..
وضجة وهالة من كوكبة الإعلاميين ..
مقالاتٌ تتناثر ..
وأمراء يدلونَ بتصاريحهم وتعازيهم ..
وجمعٌ حشودٌ من الناس تتبعُ جنازته ..
وبعدَ طلال مداح ..
وبعد الكثيرين ..
ماتَ أيضاً ..
ولكن ..
هل ماتَ فعلاً ؟؟
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
فقطْ أقولها لضعافِ النفوس ..
أين أبا بكر ..
أينَ عمر ..
أينَ عثمان ..
أينَ علي ..
أين عمر بن عبد العزيز ..
أين صلاح الدين ..
رضوانُ الله عليهم ..
أينَ مفتي المملكة ..
ومفتي الأزهر ..
والأحنفُ بن قيس ..
والحسنُ البصري ..
كلهم إن سألتَ عنهم ..
قالوا لا نعلم ..
ماتوا ..
واكتفوا بكلمة ( لن نجدَ مثلهم ) ..
لماذا ..
كلهم ماتوا ..
ومحمد عبده سيموت ..
وأنا وأنتم جميعاً ميتون ..
ماذا بعد ..
نغضب ونحزنُ بموتِ مغني أو ممثل ..
أو داعرة أو عاهرةٍ ..
نثرت حشمتها هباءاً على الشاشة ..
وننسى ذكرَ الله ..
ننسى أننا سنموت ..
نسينا أنفسنا ..
فنسينا اللهُ والعياذُ به ..
إن ماتَ شيخٌ أو عالم ..
وجدنا مقالاً صغيراً بطرفِ صفحة ..
وإن ماتَ مغني ..
وجدنا كل الجرائد تمتلئ بالصورِ له ..
وإن قلنا متى موعد الصلاة ..
قال ( أظن ) بعد ساعة وما زال ( ظناً ) ..
ومتى موعد حفلة إليسا ..
يجيبكَ مباشرةً بعد شهر ..
هل ستحضر ؟؟
أم تشاهدها ( بالقهوة ) ؟؟
أم نجتمع ببيتِ فلان ؟؟
هل تجمعتم على خيرٍ يا أولئك ؟؟
هل تجمعتم على ذكر الله ..
هل قلتم سنذهب للمسجدِ سوية ؟؟
أم سنقرأ القرآن معاً ..
أم سنحفظ أحاديثَ نبيّ الله عليه الصلاة والسلام ..
كم أغنية تحفظ ؟؟
كم شعراً قرأت ؟؟
كم بيتاَ تترنم به بينك وبين نفسك ؟؟
أكمل الآية يا هذا ..
( قل إن موعدكم الصبح ... ) صدق الله العظيم ..
هل قرأتها ؟؟
هل تمعنتَ فيها ..
لن أطيلَ أكثر ..
ولكن أقول ..
راجع نفسكَ لو لمرةٍ قبل أن تنام ..
واجعل خيركَ بكفة ..
وسيئاتكَ بكفة أخرى ..
وانظر كم الفرق بينهما بيومٍ واحدٍ فقط ..
أظنّ والله يغفر لنا ..
أن الكفة الثانية سترجح عند الكثير !!