أمــي ...

[برناردشو]

[align=center] بسم الله الرحمن الرحيم



الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تحية طيبة للجميع







ربما لا يدرك الكثير نعمة الام ... حينما يكبر وتصبح تلك الشابة كالغصن المائل الذي يبحث عن الدفء بين اضلاع الشجر ..


كم وكم شاب وشابة تجاهلوا دور الام في حياتهم حينما كبروا واعتمدوا على انفسهم ...


كم هو قاسي نكران الجميل ...وبالاخص الجميل الذي لا ثمن له ...




من يعيد لها شبابها الذي افنته في تربيتك ... ومن يعيد لها صحتها التي خسرتها في سهرها عليك وقلقها عليك ....

قد اكون ظالم للاب او لاني من فئة الرجال قد اجعل دور الادب هو الثاني في التصنيف العائلي

واقول ان اعظم شئ في هذه الدنيا هي الام ... شئ لن تستطيع تقديم له جزء بسيط من حقها لو عشت حياتك تحت قدميها ترعاها ....ولن تنال رضاها الا حينما ترضا عنك ...



قبل سنوات طويلة كان في حينا أمرأه ارمله وكان لديها بنات وشباب بعد زواجهم الكل استقل حياته ونسا ان له ام ...

اتذكر في حياة جدي انها جاءت تشتكي من حالها وتشكوى له صنع ابنائها فيها ...وان العجز والتعب والمرض اصبح يهاجمها ... وكنت انا واخوتي جلوس حوله واشار بيده الينا وقال لها هؤلاء عيالك لا تطلبين يا ام فلانه منهم الا تأمرين عليهم اي حاجة هذا ولدي موجود تامرين عليه أمر ويطيعونك

اتذكر الرحلة اليومية لي ولاخوتي لها كل يوم نجيب لها بثلاثة ريال خبز من الخباز وعلبة حليب هذا كان يومياً وكان لوالدتي واخواتي لها زياراتي شبه يوميه لتنظيف البيت لانها اصيبت بالعمى في اخر حياتها رحمها الله

وبعد وفاة جدي رحمه الله جمعنا ابي وقال واحد منكم يبات عند امه فلانه فكان بصراحة مشوار واحنا وقتها في دراسة واقسمت هذه الام ان لا يبات عندها احد ويكفيها زيارتنا لها اليومية والسؤال عنها

لكي لا اطيل عليكم توفت هذه الام وانتشر خبرها وجاء الابناء وقد تم دفنها رحمه الله قبل وصولهم بفتره طويلة ...وجاؤا لقسم المنزل الذي كان مسجل بأسمها

وبعد ماتمت القسمه وكل واحد خذا نصيبه ...

اصبحت اقول بنفسي كم تعلقنا بك يا امنا الثانية من له اجيب الخبز والحليب من كل يوم اروح اسئلها ( تبين شئ ) اصبحنا جميعا نسئل انفسنا فعلا فقدنا شئ في حياتنا لم يكن عبئ بقدر ما كان رحمه لنا في الشعور بدور الام في حياتنا ...




اجتمعنا جميعاً حول امي نسئلها الرضا والصفح عن اي ذنب ارتكبناه في حقها ...ولكن يبقى قلب الام حساس جداً لانها شاهدت ما حصل لنا بعد رحيل تلك الام الطيبة وقالت لنا يا اولادي عمري وحياتي ما غمضت عيني الا راضية عنكم ما تبات هالعين وفيها زعل منكم لا والله ماتبات ..

فعلا يا امي انتي رحمه تسير على الارض ويا بخت من كسبها يابخته له الجنة ونعيمها ...

طلبت مره من امي ان اقبل قدميها فرفضت واصريت واصريت وقلت لها يا امي لا تحرميني هذا الاجر وبعد اصرار وعناد منها استطعت ان استرق تلك القبلات من تلك القدمين لعل الله يرحمني بها




فسؤالي لكل من يمتلك نعمة هذه الام بل هذه الرحمه التي تسير على الارض بل هذه الجنة التي رزقكم الله بها متى سوف تعطونها حقها ...

انها بلغة اهل المال شيك على بياض ....شيك ليس بالمال بل شيك الجنة

هذه الام هي احدى الطرق الى الجنة بل ربما غضبها وعدم رضها لا يدخل الجنة


فأحسب انت وانتي ... حياتكم التي قضتها هذه الام من شبابها الى هرمها وهي تربي بكم ..كم تستحق بل لن توفوها حقها مهما عملتم والله لو 24 ساعة تخدمونها طول عمرك لن توفوها حقها ....


وما بك يا عاق ويا عاقة لا تصيبي الصواب وطريق السلامة ...


خاب وخاب وخاب من ضيع الام في حياته ولم يحصل على رضاها ليس بلسانها فقط بل بأن تخدم تحت قدميها ...

اعلموا لن توفوها حقها مهما حدث لو عشتم حياتكم تخدمونها ووافتكم المنيه قبلها وانتم تحت قدميها لن توفوها حقها


فيا امي رضاك سبيلي الى الجنة ....ولكلكم يعلم معنى الام في الدين الاسلامي وكيف قرن الله رضاه برضا الوالدين (الام والاب ) ....هل بعد هذا شئ يستحق التفكير ...


ولكم كل التحايا والتقدير [/align]