هتف الداعي بك وصـاح ...
أيسرّك أن تكون في القيامة رفيق فرعون ؟
وصاحب هامان؟
وقرين أُبيّ بن خلف ؟
إن كنت لا تعلم فسوف تعلم
أما سمعت قولالنبي المعلِّم :
أما سمعت قوله عن الصلاة :
" من حافظ عليها كانت له نوراوبرهانا ونجاة يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة،
وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف "
بل أما علِمتأنك بتركك الصلاة أصبحت حلال الدم ؟!
أما شعرت أنك تركت دينك فارقت الجماعة يومتركت شعار الإسلام ؟
هذا قول من لا ينطق عن الهوى :
" لا يحل دم أمرئمسلم يشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله إلا بإحدى ثلاث :
الثيب الزاني ،و النفس بالنفس ، و التارك لدينه المفارق للجماعة " رواه مسلم .
فأي دين بقي لمن ترك الصلاة ؟؟؟
أُخـيّ .. لكل شيء عوض وخلف ...
وليس للدين عوض ولا خلف ...
تخيّل نفسك في ذلك الموقف ...
تخيل أنك قرين أُبيّ بن خلف ...
أو أنك تُساق سوقا عنيفا إلى النارفتلتفت يمينا فترى فرعون ، ثم تلتفت يساراً فترى هامان
و أمامك إمامك ( إبليس )
و خلفك ابن خلف
تخيّل هذا الموقف ؟
كم تتمنى عندها أن تدفع و تخلُص منهذا الموقف ؟
تتمنّى أنْ لو كان لك مثل الدنيا و أمثالها لتقي نفسك من عذاب الله ...
أما علِمت أنك ما قُرنت بهؤلاء إلا لأنك بالغت في الإجرام ؟!
هؤلاءهم طُغاة البشرية ، و عُتاة الجاهلية على درجاتها ...
إن فعلك هذا – تركالصلاة – أقبح من الزنا ، وأعظم من الربا ، و أشد من نكاح الأمهات
فهو ليسبالأمر اليسير ...
بل هو و الله أمر جلل خطير ..
تخيّل أن رب العزة جلجلاله أمر عباده بالسجود فسجد من كان يُصلي و يسجد في الدنيا ،
وحاولت أنت وكررت المحاولة لتسجد مع المؤمنين لتكون من الناجين ، فسجد المؤمنون ،
وأماالمنافقون فحيل بينهم و بين ما يشتهون ؛ لأنهم ما كانوا لرب العـزّة يسجدون ...
قال رسول رب العالمين :
"يكشف ربنا عن ساقـه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة، ويبقى كل من كان يسجد في الدنيا
رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا " رواه البخاري .
إذا تخيّلت هذا الموقف فتخيّل أهل النار في عويل وصراخ ...
ثم تخيل أهل الجنة في فسحة و إنشراح ...
أما أهل الجنة :
ذهبتعب العبادة ، و ذهب نصب الطاعة ، و بقي لهم الأجر أوفر ما كان ...
و أماأهل النار :
فذهبت اللذّات ، و بقيت الحسرات ...
من أغلى أمانيهم أن يعودواإلى الدنيا ليعملوا صالحا ...
أيها التارك لدِينه بتركه لصلاته ...
لقد كُنت تؤمّل جنات النّعيم ..
وكنت تطمع في النعيم المقيم ..
وأنت على ترك الفرائض مُقيم ...
( أَيَطْمَعُكُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ ) ؟
تالله لوشاقتك جنات النّـعيـ = ـم طلبتها بنفائس الأثمان
تريد الجنات ، و أنت مُصرّعلى ترك الصلوات ؟
أم تتمنى الفردوس و أنت عابد لهوى النفوس ؟
فإياك ونفسك !
قال ابن القيم :
فالنفس داعية إلىالمهالك معينة للأعداء طامحة إلى كل قبيح مُتّبِعـةٌ لكل سوء ؛
فهي تجري بطبعهافي ميدان المخالفة . اهـ .
يا صاح :
مولاك يدعوكإلى الصلاة ...
و نبيّك صلى الله عليه وسلم يوصيك بها ، وهو في السّكرات
كانآخر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم : الصلاة الصلاة . رواه الإمام أحمد وأبوداود .
بالله ماعذر أمريء هو مؤمن = حقـا بهذا ليس باليقظان ؟
قل ليأي عُذر تعتذر به عند مولاك وقد تركت أمره ، و أرتكبت نهيه ، وعصيت رسوله؟
فيا تارك الصلاة أقبل على مولاك ..
و أستعتبته على خطاياك ..
وأسأله العفو عن جرائمك السابقة من ترك الصلوات ..
إن الصلاة نور في الدنيا والآخرة ..
قال عليه الصلاة والسلام : " الصلاة نور " . رواه مسلم .
لمامشوا إلى الصلاة في الظّلُمات أُعطوا النور التام يوم القيامة
" بشِّـر المشائينفي الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة " رواه أبو داود والترمذي .
و الصلاة برهان على صدق الإيمان ، و برهان على عبودية الواحدالدّيّـان
" من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة "
وفيها النجاة في الدنيا و الآخرة ...
ينجو العبد في دنياه من همّـه وغمِّـه ..
ويسلم بها من السُّخط و التّسخّط ...
( إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21)
إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ )
وهي نجاة من الشدائد ، وهي ثباتأمام الفتن و المصائب :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَآَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )
قال ابن كثير رحمه الله : الصلاة من أكبر العون على الثبات فيالأمر . اهـ .
و فوائد الصلاة أكثر من أن تُحصر ..
فأقِـم صلاتكقبل أن تبكي عليك نُعاتُك