معلومات متفرقة
{معلومات متفرقة }
رجل فقيه
سئل رجل فقيل له : من أكرم الناس ؟
فقال : أفقههم فى الدين وأصدقهم لليمين وأطعمهم للمساكين
فقيل : ومن خير الناس ؟
قال : أكثرهم إحسانا وأدومهم غفرانا وأوسعهم ميدانا
فقيل : ومن أشجع الناس ؟
قال : أضربهم بالسيف وأقراهم للضيف وأتركهم للحيف
فقيل : ومن أحب الناس ؟
قال : من عاملهم فلم يظلمهم ومن حدثهم فلم يكذبهم ومن وعدهم فلم يخلفهم .
فقيل له : ومن شر الناس ؟
قال : أطولهم جفوة وأشدهم قسوة وأدومهم صبوة
فقيل : ومن ألأم الناس ؟
قال : كثير الألوان المقتر على الإخوان المعطى على هوان
فقيل : ومن أجبن الناس ؟
قال : المتأخر عن الصفوف الكاره لضرب السيوف المحب لظلال السقوف
فقيل : ومن أثقل الناس ؟
قال : الضنين بالسلام المهذار فى الكلام المتفنن فى الملام
فقيل له : وما قولك فى الأخلاق ؟
قال : الناس فى أخلاقهم على مراتب :
طائفة تمدح فى الوجه وتذم فى المغيب وهذه صفة أهل النفاق .
وطائفة تمدح فى الوجه والمغيب وهذه صفة أهل التملق والطمع .
وطائفة تمسك عن المدح والذم فى المشهد والمغيب وهذه صفة أهل السلامة .
وطائفة تمسك عن المدح فى المشاهدة ويثنون بالخير فى المغيب وهذه صفة أهل الفضل .
*****************************
كتمان السر
كتمان السر هو ما صينت به الأقوال من الإذاعة وسترت به الأفعال من الإشاعة فلم ير آثاره
ولم تتفش أخباره . وإبداء الأسرار مع الإضطرارلا يجب أن يكون إلا للإستشارة ليأمن عثارها
ويتوقى أخطارها وعليه أن يسرها له بالكناية دون الصريح ويشر له إليها بالتعريض دون الفصيح
فإن للزمان تغيرا وللإخوان تنكرا .
*************************************************
الصبر على الجفاء والخصومة
الصبر على الجفاء والخصومة أنواع :
صبر على من يقدر عليك ولا تقدرعليه وصبر على من تقدرعليه ولا يقدرعليك وصبر على من لا تقدر عليه ولا يقدر عليك .
فالأول : يلزم المتاركة والمباعدة لما قد يكون فيه من ذل أومهانة .
والثانى : فضل وبر وهو الحلم ويوصف به الفضلاء
والثالث : لو كان الجفاء ليس منك فالصبرعليه فضل ..وإن كان الجفاء منك فهو
إفساد واستطالة لأنه فىالإمكان أن ينتصر عليك وترك ذلك استرذالا لك وصيانة له
عن مراجعتك .
*******************************
مزايا وعيوب فى السفر
من المزايا : أن المسافر يرى فى سفره عجائب الأمصار وبدائع الأقطار ومحاسن الآثار فيزداد علما ولله شكرا كما أن
المسافر كالسحاب الماطر يجمع لنفسه فرحة الغيبة وفرحة الأوبة .
أما الرجل القاعد فمثله كمثل الماء الراكد إن ترك تغير وتكدر.. كما أنه باتصال أيامه يثقل مقامه ويكثر لوّامه ..
وقيل فى ذلك :
تغرب عن الأوطان تكتسب العلى .. وسافر ففى الأسفار خمس فوائد
تَفَرُّجُ هَمَّ واكتسابُ معيشةٍ .. وعلـمٌ، وآداب، وصحـبةٌ ماجدِ
فسفرالمرء خيرٌ له من رقاده .. بدارِ هوانٍ، بين واشٍ وحاســدٍ
ومن عيوبه : أن التنحى عن الأوطان يفقد الأحباب ويقطع الأكباد .. فالجلوس مع
الإخوان يكفى المرء عن
ذلة التنقل بين البلدان ويغنى عن اقتحام كل ما هو مخوف
وما ليس لديه مألوف .. وقيل فى ذلك :
ألا رُبَّ باغى حاجة لا ينالها ..... وآخر قد تقضى له وهو جالس
اغتراب المرء من غير حاجة ..... ولا فاقة يسموا لها لعجيبُ
فإذا تذكر أهله وبلاده .... ففؤاده كجناح طير خافق
*******
المزاح و المسامر ة
إذا كان المزاح غالبا على المرء يجريه فى كل مكان ومع كل إنسان لم يخل الأمر من استخفاف به أو حقد عليه .. لأن من
كثر مزاحه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل ورعه . ولكن : لا بأس فى المزاح طالما لم يجر القبيحة ولا يورث الضغينة ..
ولا يعرض المعايب أوالمثالب وإلا كان مكروها وصاحبه ملاما مذموما
لذا : إذا كنت ولابد مسامرا فعليك :
أن تكون خفيف الإشارة لطيف العبارة ظريفا رشيقا لبقا رفيقا غير فدم ولا ثقيل ولا عنيف ولا جهول إذا حكيت النادرة فلا
تعربها فتثقل ولا تمجمجها فتجهل ولا تمطمطها فتبرد ولا تقطعها فتجمد .. ولا تطيل فتمل ولا تقصر فتخل .. فللكلام غاية
ولنشاط السامعين نهاية .. والبس لكل حالة لباسها واركب لكل آلة أفراسها .. واعرف كيف تخرج مما تدخل فيه إن خفت
ألا تستحسن ما تأتيه .
يحكى أن خرج سيد وعبده للصيد فرمى السيد عصفورا فأخطأه . فقال له العبد : أحسنت يا سيدى ..
فنظرإليه نظرة منكرة . فقال العبد : أحسنت أن تركت الطائر سالما .
ويحكى أن رجلا بعث غلامه إلى غريم له فأساء الغلام خطابه فخرق الغريم ثيابه فرجع إلى مولاه
فقال : ما لك ؟ قال شتمك يا مولاى فلم أحتمل الصبر فرددت عليه فحل بى ما ترى قال وما كان شتمه ؟ قال : قال لى : أدخل
أيها الحمار أنت حر أم من أرسلك .. فقال له مولاه : دعنى عنك مما جرى ولكن لم لم تجعل لى من الوقارماجعلته للحمار ؟
*****************************
فصاحة ونباهة
دخلت امرأة على عزيز قوم وهى لاتهابه وعنده جماعة من أصحابه فقالت له :
أقر الله عينك وفرحك بما آتاك لقد حكمت فقاسطت ..
فقال لها : من تكونين أيتها المرأة فقالت ممن قتلت رجالهم وأخذت أموالهم وسبيت نساءهم .. فالتفت إلى أصحابه وقال
أتدرون ما قالت هذه المرأة
فقالوا ما نراها قالت إلا خيرا .. قال بل لم تقل إلا شرا .. قالوا كيف ؟ ! قال أما قولها : أقر الله عينك أى أسكنها عن
الحركة وإذا سكنت العين عن الحركة عميت وأما قولها : وفرحك بما آتاك فأخذته من قوله
تعالى { حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ }الأنعام44
وأما قولها لقد حكمت فقاسطت فأخذته من قوله تعالى
{وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً }الجن15
*******
الحكام والرعية
ينبغى للملك أو الحاكم أوالسلطان أن يعرف فضل العلم والعلماء ليستبطنهم لأنهم للدين أركان
وللشرع أعوان فالدين هو أساس الملك ونظامه .. والعلماء ينوبون عن السلطان فى حفظه ..
فلولاهم ما عرف حق من باطله ولا علم صحة الحكم من فاسده .
والحكام مع الرعية على أحوال :
إن صلحت سيرته واستقامت رعيته : فالسعادة شاملة لأن الحاكم يعان بصلاح السيرة على استقامة الرعية
وتعان الرعية على الاستقامة بصلاح السيرة .
وإن صلحت سيرته وفسدت رعيته : فقد أضاعت الرعية بفسادها صلاح ملكها وخرجوا من سكون الدعة إلى زواجر
السياسة فاحتاج الأمر إلى تقويمهم بالشدة بعد اللين وبالسطوة بعد السكون ليقلعوا عن الفساد إلى السداد
لأن الزجر تأديب والرهبة تهذيب .
وإن فسدت سيرته واستقامت رعيته : تطاولت عليه الرعية بقوة الاستقامة وهنا : إما أن يصلحوه حتى يستقيم فيصير
مأمورا بعد أن كان آمرا فتزول هيبته وتبطل حشمته .. وإما أن يعدلوا إلى غيره فيملكوه عليهم
ويكونوا له أعوانا وأنصارا فيصير بفساد سيرته مزيلا لملكه .
وإن فسدت سيرته وفسدت رعيته : فقد اجتمع الفساد فى السايس والمسوس فيظهر العدوان
من الرئيس والمرؤوس وتخرج الأمور عن سبيل السلامة وتزول عن قوانين الاستقامة