بعض الآباء يعتبرون أن عناد الطفل في بعض الأمور الموجهة له من قبل أبويه هي ظاهرة طبيعية خصوصاً عندما يصبح الطفل قادرا على إدراك ما يدور من حوله وما يحيطه. فيكون العناد عنده أحد أشكال التعبير عن ذاته المستقلة، لذا تتطلب تربية الطفل من الأهل الكثير من الدراية وعدم إتباع أساليب المراوغة مع أطفالهم حتى يستطيعوا تقويم سلوكهم في حضورهم وفي غيابهم.
وعندما يتعامل الأهل بطريقة ودية مع أطفالهم يبنون لديهم الشعور بالثقة وباحترام الذات وبقدرتهم على تدبير أمورهم بشكل جيد، فعوضاً عن شعورهم بالخنوع بسبب صراخ أمه أو أبيه سيشعر الطفل بالفخر لأنه يعيش مع أهله بمحبة.
ونقلت صحيفة "الدستور" الأردنية عن الدكتور محمود زيد أستاذ علم نفس الأطفال قوله أن الأم ترتبك من تصرف طفلها الفوضوي الذي يزعجها ويزعج الآخرين، وعندما تطلب من ابنها الهدوء لا تجد له آذاناً صاغية.
وينصح الأم بأن تقوم بالتنبيه على طفلها مسبقاً قبل الذهاب إلى بيت الجدة أو إلى الحديقة العامة بأن تقول له ما يتوجب عليه فعله. فإذا كانا سيذهبان في اليوم التالي إلى بيت الجدة بمناسبة خاصة عليها أن تقول له مثلاً"عندما نذهب إلى بيت الجدة غداً أتوقع منك ألا تركض طوال الوقت وتزعج الآخرين. لذا عليك الجلوس ومراقبة الجدة وهي تفتح الهدايا".
أما إذا أرادت اصطحابه إلى المتجر حيث يوجد الكثير من الأمور التي تثير فضول الطفل، على الأم أن تطلب من زوجها أو جارتها مرافقتها كي تتمكن من مراقبة طفلها إذا انشغلت بأمر ما. وإذا لم تعد تستطيع التحكم في تصرفات طفلها عليها إبعاده عن المكان فوراً. ولا تحاول توبيخهأمام الغرباء فهذا يزيده عنادا بل عليها أن تنتظر اللحظة التي يهدأ فيها وتحدثه بلهجة هادئة وصارمة في الوقت نفسه مبينة له مساوئ تصرفاته، وكيف أن الآخرين سوف ينفرون منه فور رؤيته. فهي بذلك تمنحه فرصة تقويم نفسه.
ويضيف دكتور زيد ان الأم كثيراً ما تطلب من طفلها أموراً عامة فلا يستطيع تحديد ما الذي يجب القيام به، مما يشعره بالارتباك وعدم القدرة على تنفيذها. لذا على الأهل أن يكونوا واضحين فيما يطلبونه من أطفالهم