° شهد القرن التاسع عشر ثلاث فرق اسلاميه تلفيقيه الى حد كبيـــــر هى الاحمديه في الهند التي يطلق عليها كذلك القديانيه وقد اسسهـا غلام احمد 1835 - 1908 . والبابيه في ايران التي اسسها ميرزا علــي
الملقب بالباب .1819 - 1850 والبهائيه التي حلت محل البابيه بدءا مــن
عام 1863 وهى تلك الفرقة التي اسسها ميرزا حسين نوري الـــــذي اشتهر باسم بهاء الله . وللوقوف على البهائيه لابد من الرجوع لاصولهــا
ونعني بها عقيدة البابيه , التي كانت للبهائيه بمكانة الاصل والمنبــــت.
° كانت الاحوال السياسيه في الدولة الفارسيه قد ساءت الى حد كبير جدا ولهذا تلهف الشعب الفارسي على ظهور مخلص يكون له صفــــة دينيه يحقق له المعجزه . وليس هذا بالامر الغريب , انما هذا شــــــأن الشعوب المتخلفه دائما اذا ما اعتصرتها المشاكل والمحن وشق عليها
الحل الانساني انصرفت عنه وانتظرت المخلص . وسرعان ماتحقــــق امل الشعب بظهور المهدي المنتظر الذي اتخذ اتخذ لنفسه اسم البـاب
فالتف حوله الناس معتقدين ان دعوته انما هى دعوة اسلامية اصيلـه. ولد الباب واسمه ميرزا على محمد في شيراز اول محرم ســـنة 1235 هـ الموافق 21 اكتوبر 1819 , من اب تاجر هو ميرزا رضا البــــــزاز وأم ادعت انها من نسل فاطمة الزهراء .توفي والده وهو طفل فتـــــــولاه خاله الذي كان يعمل في التجارة . درس مبادى اللغتين العربيــــــــــه والفارسيه وان ادعت البابيه بعد ذلك انه كان اميا تماما وان كل ماجــاء به كان وحيا . تلقى تعاليم الشيعه من فرقة تدعى الشيخيه كانت قـــد
انفصلت عن الشيعه الاماميه التي تمثل اغلب الشعب الفارسي .
° والشيخيه التي اسسها الشيخ احمد الاحساني في القرن الثانـــي عشر الهجري , طورت مفهوم المهدي المنتظر فلم يعد هو ذلك الــذي ولد من مئات السنيين واختفى على ان يعود في يوم موعود , بل هــو شخص سيولد في يوم موعود . وبهذا خالفت اصلا جوهريا من اصــــول
عقيدة الشيعة الاثنى عشرية بل والاسماعيله . وفتحت الباب علــــى مصرعيه لامكان ظهور مهديين او مدعين للمهدية في اطار التشيـــع . وكان كاظم رشتي خليفة الشيخ الاحساني يبشر بقرب ظهور الامــام المهدي المنتظر ولذا عندما ظهر الباب وادعى دعوته وهو اصلا مــــــن اتباع الشيخيه اعتبرته هذه الطائفة ممهدا او مبشرا بظهور المهــــدي المنتظر .
° نعود لميرزا علي محمد لنقول انه شاع عنه قضاء النهار بطوله فـوق سطح منزله في بوشهر حيث كان يقيم مع خاله . تحت اشعــــــــــــة الشمس الحارقة حاسر الرأس منهمكا في الاذكاروفي تـــلاوة الاوراد.
وبعد ذلك خرج على الناس وادعى انه باب المهدي .اقبل عليه البعــض
مؤمنيين بدعوته فلما بلغوا ثمانية عشر . ارسل هؤلا دعاة لمذهبــــــه ومبشرين بظهوره الى كل من خرسان وكرمان دون بقية بلاد ايـــران . ويعود السبب الى محاولته استغلال مارواه احمد البيهقي في كتـاب " دلائل النبوة " جاء فيه " اذا رأيتم الرايات السوداء من قبل خرســــــان فاتوها فان فيها خليفة الله المهدي " . كما سمى نفسه بالبـــــــــاب " اي باب المهدي " نسبة الى ماجاء في القرآن " واتوا البيوت مــــــــــن ابوابها " البقرة 189 . والى الحديث النبوي " انا مدينة العلم وعلـــــــي بابها " فهو الباب الذي سيؤدي بالناس الى معرفة المهدي المنتظر اي انهم بواسطته سيتعرف الناس على الامام الثاني عشر الذي تنتظــره الشيعة الاثنى عشريه .
° لانرى ضرورة لتتبع احداث حياة الباب العجيبه ونكتفي بالقول انه هو ودعوته سببا الكثير من الاضطرابات والقلق لايران ولذا تم اعدامـــه 27 شعبان 1266 هـ . الموافق التاسع من يوليو 1850 . وقد تركت جثتـــه وجثة زميله في العراء لتنهشها الكلاب الى ان دفنه اتباعه فــــــــــي مستودع سري . ثم نقل جثمانه الى فلسطين بعد عدة سنوات واقيــم
له قبر عظيم فيها في عكا .والى جوار هذا القبر اقام فيما بعد بهاء الله حتى مات فدفن فيه بدوره .
الى اللقاء في الحلقه الثانيه .
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري