قولوا معي : الله يرحم علي !!
من حق هذا الإنسان أن يُترحم عليه ،
وأن نذرف الدمع عليه ونرثيه بالقصائد الطوال ، ونقيم دورا لاستقبال المعزين ..
ونستأجر صفحات كاملة ملونة في جرائدنا الرسمية لعدد من الأيام طوال السنة ،
لتأبين هذا الرجل .
ولو فعلنا ذلك ، لما وفيناه حقه كاملا ..
آآآه ياعلي ..
علي هذا قصته قصة طويلة عزيزة ، اختلف فيها الرواة ولايُختلف إلا في عظيم
كما قال أحد الشهود في محاكمة صدام ..
القصة وما فيها ، أن علي هذا كان رجلا حرفيا يقطن قرية من قرى اليمن
كان حاذقا في حرفته ، يتسابقون أهل القرية على على نتاج يديه الماهرتين ..
مرت فترات على أهل القرية يعانون فيها أشد المعاناة مع فئران القرية ،
تأكل المحاصيل ، وتعبث في الحقول ، وتعيث في الأرض فسادا ،
فيذهبون وجلين عجلين إلى " علي ، رحمه الله " حتى يصنع لهم " فدامات "
( جمع فدامة : شيء يشبه اللجام نقلا عن الراوي ولا يُمنع التأكد من جدنا العبسي !! )
يفدمون بها أفواه الفئران ، فتصبح عاجزة عن العبث والخراب ,,
فإذا صنع " فدامة " واحدة تكأكأ الناس عليه أيهم ينالها ،
والذي لم أفهمه حتى لحظتي هذه ،
لماذا يفدمون الفئران ولا يقتلونها ؟ شيء غريب فعلا يحدث في تلك القرية ..
بالأضافة إلى أنني لم أسمع في حياتي ومع تجاربي وحنكتي وخبرتي ومهارتي
وحمكتي ... إلخ ! لم أسمع بأن الفئران تفدم إلا في هذه القرية !
المهم :
والذي أسعى لإستخلاصه من هذه القصة ..
كم هناك من فئران تعبث بيننا ، ولم تجد " فدامة " علي بالمرصاد .. ؟
وكم في جرائدنا ممن يحتاج " لفدامة " ؟
وأين علي رحمه الله من هؤلاء الذين يقولون ترحموا على الماغوط ولا تترحموا على الزرقاوي؟
وأينها من أولئك الذين يظهرون في الأزمات والمحن بالغريب والشاذ ؟
وأين علي " رحمه الله " ممن يقلبوا في صفحات الكتب ليجدوا رأيا غريبا قال به أحدهم ،
ليسمعه العامة ، ويقول بكل فجاجة : الدين يسر ؟؟
وأين " فدامة علي " ممن يحاول أن يستميل الأعداء بتمييع الدين ، وإدعاء الوسيطة ..
وصناعة نموذج إسلامي " مودرن " ؟؟؟
فهل من خليفة لعلي يؤدي ما أداه ..
وبعد هذا ..
ألا يحق لنا أن نردد في كل لحظة نتأذى فيها من الفئران :
الله يرحم علي ؟!
من إيميلي