12 | 06 | 2013
النّصر المُقنّع
عندما نُصرّ على فكرة ما تسكن جماجمنا , ربما نحاول إقناع أنفسنا
ولكن لن نستطيع إقناع الآخرين , لأن لديهم عقلا يدرك الحقيقة ولا يغطيها بأوهام
نأخذ كنموذج هذا الرجل الذي حفَرَ الفقر على جسده خارطة واضحة أظهرت البؤس والعوز والحاجة ,
فما أكثر هذه الشريحة في مجتمعاتنا العربية والأسباب كثيرة
أولها البطالة المسيطرة على الوضع الإجتماعي والمتفشية في جيل الشباب وربما قبلهم الآباء
وثانيها بعض الشباب لا يرضى بوظيفة بسيطة , فينفرها ويجلس عالة على أهله ينتظر البديل المغري
لا يعلم أن كل يوم يمر عليه وهو عاطل يشحنه شحنات سلبية تبدأ في تدمير خلايا نفسيته
ولا يعلم أن القليل الجاهز أفضل من الكثير المجهول في غيب المستقبل ..
هذا الرجل ( الماثل أمامكم في الصورة ) هو مثال للعربي المُنهك ماديا ومعنويا
ومع ذلك رسم على محياه ابتسامة لست أدري كيف أصفها هل :
- هل أمل مطلق !!
- أم بلاهة مستوردة من ضربات الزمن التي أفقدته صوابه !!
- أم نصر حقيقي !!
- أم محاولة إقناع لنفسه !
- أم رأى في عدسة الكامرا التي إلتقطته أنها السبيل الوحيد لإيصال إشارة ما !!
- أم أنه يرى العالم العربي مهزوما فأراد أن يذكرنا بشيء إسمه الإنتصار !!
أتساءل : من أين نأتي بهذا النصر المنشود ؟
هل من ماضِ خلّده التاريخ >> الخيبة المرسومة على جبين العرب عندما أضاعوا الأمجاد ؟
أم من حاضر يشهد بالهزيمة المُعاشة أمام قِوى تمسك العالم بقبضة من حديد .. ؟
الصمت العربي انفجر بأصوات مدوية , أصوات من عامة الشعوب ..
أصوات تعالت لتقول ( لاااا ) ( كفى ) .. خرجت من أفواه جائعة ..
فـ للجوع والفقر وتردي الأوضاع لغة واحدة هي : اللغة العربية ..
لغة القرآن .. والحق ... والسيف حتى انتشر الدين وأنار هذه البقاع التي الآن تصرخ وتستغيث ..
لغة التصدي للظلم .. لغة الرجال .. لغة السواعد التي ارتفعة فقو الهمم لتضرب الأعناق وتزهق الباطل ..
ها نحن اليوم : نرفع علامة النصر ونبتسم بعباطة وغباء مُعلَن أمام العالم والإعلام
إنه النصر المُقنّع
بقلم فطيمة المراكشية
المملكة المغربية