إذا كان من الممكن إعطاء بعض العذر للهلال لخروجه من بطولة مجلس التعاون الخليجي التي تأهل نظيره الاتفاقي إلى دورها نصف النهائي .. فالهلال لعب دون لاعبيه الدوليين الذين أصر مدرب المنتخب على الاستعانة بهم في مباراة الإمارات الودية بدلاً من ناديهم الذي يخوض بطولة يستلزم الفوز بها.. كما أن الهلال عانى من أخطاء تحكيمية فادحة كانت كفيلة بخطفه بطاقة التأهل لو أنها لم تقع.. رجل الخط الكويتي (منافس الهلال على البطاقة كان نادياً كويتياً أيضاً) ألغى هدفاً صحيحاً للهلال في مباراته أمام مسقط العماني كانت كفيلة بخروجه فائزاً مما يغير كل حساباته في مباراة السالمية الكويتي التي دخلها كأداء للواجب بعد فقدانه نقطتين أمام العمانيين.. لا يعرف الهلاليون حتى الآن سبب إلغاء هدف ماجد المرشدي الذي سجل في الدقيقة 92 أجمع النقاد والحكام الخارجيون على صحته.
لم تكن هذه مشكلة الهلال فقط في هذه البطولة.. فتوقيتها لم يكن مناسباً إطلاقاً إذ إنها جاءت في بداية الموسم مما جعل لاعبيه لا يظهرون بمستواهم المعروف.. يقول المدرب الوطني عبدالعزيز العودة: «كان من الأخطاء إقامة بطولة في هذا الوقت من العام.. لا أحد يلعب في بداية الموسم لأن الفرق لاتكون جاهزة في هذا الوقت من الموسم.. فكل الفرق تبدأ بشكلٍ تدريجي وبالتالي لم يكن الهلال في أحسن حالاته خليجياً خاصة أنه افتقد لخدمات لاعبيه الدوليين».
صدمة الآسيوية
لم يصدق أحد ما حدث لفريقي الشباب والاتحاد اللذين ودّعا بطولة دوري أبطال آسيا لكرة القدم بعد خسارة الأول أمام أولسان الكوري الجنوبي 7-0 (بنتيجة المباراتين) والثاني أمام الكرامة السوري 4-2 (بنتيجة المبارتين).
تعرض الشباب بطل الدوري السعودي للهزيمة بشكل مفاجئ في مباراتي الذهاب والإياب أمام أولسان بنتيجة 6-0 و1-0 على الترتيب بينما فاز الاتحاد حامل اللقب بملعبه على الكرامة 0-2 ذهاباً قبل أن يخسر إياباً بأربعة أهداف نظيفة ما حدث لممثلي المملكة في البطولة الآسيوية أشبه بالكارثة.
يقول المدرب الوطني عبد العزيز الخالد عن خروج الفرق السعودية من الــتــصفيات الإقليمية والقارية الفائز لتوه مع المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة ببطولة كأس العالم التي اخـتتمت مؤخراً في ألمانيا أن مــجــيء البطولات فــي بــــداية الموسم أثــر عــلــى عــطاء الفرق السعودية.
وأضاف الخالد قوله «الأندية السعودية للأسف لم تستعد جيداً لهذه البطولات رغم أن بعضها أقام معسكرات استعدادية لكن هذه البطولات لم تكن في حسبان القائمين على الأندية السعودية. المشكلة تكمن في أن الأندية تفكر في البطولات المحلية فقط على اعتبار أنها ضامنة للتأهل».
ويعتبر المحاضر الدولي بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم حمود السلوة أن المشكلة الأساسية تكمن في تداخل برامج إعداد الأندية مع برامج إعداد المنتخب مما شكل ضغطاً وإرهاقاً على اللاعبين كانت نتائجه سقوط الأندية السعودية بهذا الشكل.. ويضيف: «ماحدث للأندية السعودية المشاركة خارجياً هو انعكاس لكأس العالم .. كثرة ارتباطات الأندية أشعرت اللاعبين بالملل وبالتالي فقدوا الرغبة في اللعب والفوز .. خصوصاً أنهم لا يحظون بفترات راحة كافية تعيد لهم طاقتهم وحيويتهم».
ويضيف: «الاتحاد أخذ مباراته مع الكرامة السوري بتعالٍ وغرور كما أن لاعبيه تشبعوا مالياً وإعلامياً بدرجة كبيرة.. لا أعرف لماذا ظهر الاتحاديون بهذا الشكل فنياً وهم مستعدون بشكل جيد بمعسكر في فرنسا .. وكذلك حال الشباب الذي عسكر في التشيك ولكن يبدو أن تلك المعسكرات كانت سياحية وليست إعدادية فنية .. فالإعداد ظهر غير متكامل وبدا أن الخصوم أفضل إعداداً منهم».
مشاكل واضحة
لم يكن معسكر الاتحاد في فرنسا مثمراً بالشكل المتوقع.. مدرب جديد والفريق لم يلعب مباريات ودية حتى يتعرف على لاعبيه كما أن أهم لاعبيه لم يكونوا معه أساساً في ذلك المعسكر وأخطأت الإدارة في لعب مباريات كأس فيصل باللاعبين الأولمبيين فلم يجد المدرب وقتاً كي يتعرف على إمكانات اللاعبين كما يجب .. ولم يجربهم بشكل حقيقي إلا في مباراة الطائي وفيها لم يظهر الفريق كما يجب بيد أن الفوز في مباراة ذهاب ربع النهائي على الكرامة السوري ضاعف من درجة الغرور الاتحادية فلم يفطنوا لي كم المشاكل الفنية التي يعانون منها.. يقول السلوة:«استغرب من سقوط الشباب والاتحاد.. الخسارة أمر وارد ولكن لا تكون بهذه النتائج الكبيرة.. خسر الشباب بـ6 أهداف والاتحاد بـ4 .. خسارة الشباب في الذهاب صعّب من مهمته بشكلٍ كبير في الإياب ولكن كانت حظوظ الاتحاد أفضل لو أن المـدرب تعامل بشكلٍ جيد مع مباراة الإياب».. ويضع السلوة غياب الجدية والروح أكبر المشاكل الاتحادية ويضيف: «لم يكن الاتحاديون جادين وفقدوا الروح المطلوبة لمثل هذه المباريات الحساسة .. التحضير النفسي لم يكن جيداً ولم يجهز اللاعبون معنوياً كما يجب .. بالمعايير الفنية والتاريخية الاتحاد أفضل بكثير من الكرامة السوري ولكنّ الاتحاديين لم يعطوا المباراة أهميتها التي تستحق..كما أنه بدا واضحاً أن المدرب لم يعد لاعبيه بشكل جيد ولم يتعرف حتى على إمكاناتهم ولم يدربهم بشكلٍ جيد فكيف يفوز؟».
ويتابع: «اللاعبون وصلوا إلى مرحلة التشبع والملل من الكرة .. نشاهد الآن سعود كريري يطالب بإجازة وكذلك محمد الشلهوب .. مايحدث أمر صعب للاعبين بسبب طول المعسكرات الإعدادية وتداخل إعداد المنتخب مع الأندية وكثرة البطولات».
لم يظهر ممثلو الكرة السعودية (الهلال والاتحاد والشباب) بالمستوى الفني المتوقع منهم.. ويعتبر البعض أن هذا كان من أسباب إقامة تلك البطولات مع انطلاقة الموسم.. كالعادة لم يراع الاتحاد الآسيوي أوضاع الفرق الشرق آسيوية وقرر إقامة الأدوار النهائية من بطولته الأهم على مستوى الأندية مع بداية الموسم الرياضي للأندية في شرق آسيا على خلاف أندية غرب آسيا التي قطعت شوطاً طويلاً من موسمها الجديد.. ويقول محمد المعمر نائب رئــيس نادي الاتـحاد ســابقا: كان مــن الــخطأ أن تُقام مثل هذه البــطولات مـــع انطلاقـة الموسم.. الأندية لم تــكن مستــعدة بشكــل جيد وهذا سبــب من أسباب النتائج غير الجيدة.. لا أحب ان أتحدث عن أسباب أخرى وأنا غير مطلع على ماحدث بالتحديد لأني لم أكن قريباً من النادي ولكن من خلال ما شاهدته في الملعب لم يكن الاتحاد في وضع جيد.. كان الفريق في أسوأ حالاته ولا أعرف لماذا.. لم يعطِ الاتحاد الصورة التي يجب أن يظهر عليها أحد فرق المقدمة في الدوري السعودي وكنادٍ كبير كان حامل اللقب.. ولكي نعرف لماذا حدث هذا لابد أن نراجع إعداد الفريق بشكل كامل وكيفية التحضير لتلك المباراة ومدى وصول اللاعبين للانسجام الحقيقي والأهم ماذا يحدث داخل إدارة الفريق الإدارية وأيضاً الفنية .. كل هذه الأمور ربما تكون سبباً للخسارة.
فوق العادة
ليست المشكلة في خروج الأندية الثلاثة الأولى في الموسم الماضي من بطولات خارجية.. المشكلة في كيفية الخروج.. لندع الهلال جانباً.. لم يلعب بنجومه الدوليين وعانى من أخطاء تحكيمية ولكن أيضاً مدربه ساهم في خلط أوراقه بشكل كبير .. لا أحد يعرف كيف يمكن لفريق يلعب بمهاجم واحد أن ينكشف دفاعه في آخر المباراة كما حدث في مباراة السالمية . غير أن ماحدث للشباب والاتحاد يستحق التوقف عنده أكثر.. الشباب استعد لمباراة أولسان الكوري بمعسكر في التشيك وآخر في كوريا ولكن المحصلة النهائية كانت كارثية 6 أهداف من أولسان في ذهاب كوريا وسابع في الرياض.. أما الاتحاد فدفع ثمن تعالي لاعبيه غالياً عندما رحل الى سوريا متفوقاً بهدفي ذهاب جدة ليسقط برباعية غير مسبوقة من الكرامة السوري.
لم يسبق أن خسر فريق سعودي من سوري بمثل هذه النتيجة القاسية.. لم يستفد الاتحاديون من معسكرهم في فرنسا الذي كلف خزانة النادي أكثر من 700 ألف ريال لأن الإدارة لم تنجح في توفير مباريات ودية فلم يتعرف المدرب على لاعبيه إلا في مباراة الطائي فقط .. وحتى تلك المباراة لم تكن مثالية ونجا من خسارة مستحقة لولا تدخل الحظ الى جانبه.
ربما تكون الخسارة الثلاثية قاسية ولكن تفتح الباب واسعاً لحل المشاكل قبل أن تستفحل المشكلة.. الخسائر لم تكن عادية وهو ما يعني أن لها أسباباً خارجة عن المألوف.