[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكله مر بها كثيرون و تحدث عنها الكثير من الكتاب
مشكله غايه في الأهميه و غايه في الخطوره لما تمثله من تأثير على مستقبل الكثير و العديد من الأسر
[mark=FFFF00]التــــــــربيـــــــــه[/mark]
هنا لابد لنا من وقفه كبيره و طويله
التربيه يا أفاضل كما لا يخفى عليكم هي العامل و المعامل الأوحد في عملية التكوين الخلقي و تحديد مستوى الذكاء و القدره على مواجهة كل أمور الحياه
فمن يربي أبناؤه بقسوه فهو بالحتم يزرع فيهم القسوه و من يربيهم على العطف فهم بالطبع سيصبحون عطوفين و من يربيهم على الإهمال فمن المستحيل أن يكونوا منظمين إلا من رحم الله
التربيه لها فنون و أصول لا يمكن الإلمام بها في موضوع واحد و إنما يلزم لها عدة حلقات و الأصح عدة موضوعات بكل موضوع أكثر من حلقه
فالتربيه كما تحدثت و كما تعرفون هي بداية تكوين عنصر جديد من عناصر المجتمع هي نشأة شخص جديد إما ينفع نفسه و أهله و بلده و المحيطين به و إما يضر الجميع و أولهم نفسه
تبدأ التربيه في المجتمعات الشرقيه غالبا من سن الثالثه و حتى سن العشرين و ربما أكثر في بعض الأحوال
نجد أنه على خلاف الغرب الذين يبدأون بتربية نشأهم منذ نعومة أظافرهم بل منذ الرضاعه
نعم
قد يبدو الأمر غريبا بعض الشئ و لكن ما سأقوله الآن لعل البعض يعرفه و خاصة من كان تخصصهم أصول التربيه أو كانت دراستهم متعلقه بالأطفال
فالطفل تتكون أول علاقاته بمن و ما حوله حينما يبدأ بالسمع بينما يبدأ في التعبير عن نفسه و إرادته حينما يبدأ بالكلام
و لكل مرحله من تلك المراحل أسلوب في التعامل و يندرج هذا الإسلوب تحت قواعد التربيه و أصولها
لابد أن تعرف كل أم و كل أب و كل أخ أو أخت أن الصغير الذي بدأ في السمع هو مسؤليه ملقاه على عاتقهم لابد و أن يهتموا به و يعلموه هنا بعض الأشياء
من هذه الأشياء أن يبدأوا في جعله قادرا على تمييز الأصوات من بعضها فعليهم أن يكلموه كثيرا لا سيما بالمداعبه
فلا عيب من يتكلم الأهل مع صغيرهم الذي قد لا يفقه قولهم و هنا أقول قد حيث أن بعض الدراسات الألمانيه أثبتت حديثا قدرة الرضيع على فهم ما يقوله من حوله و لكنه لا يستطيع التعبير عن ما يشعر به تجاه ما يسمع و يعي
نعم إن الأمر غريب بعض الشئ و لكنه حقيقي و لا شك بعدما قالت دكتور مارجريت مارفو بيلاتشي بأن الطفل على قدر كبير من الذكاء الذي يتزايد أو يتناقص تبعا لمن حوله فهم ينقلون له ثقافتهم بشكل كبير كلما تحدثوا إليه و إن كان لا يعرب عن قدرته على فهمهم
هذا و قد أكد مجمع البحوث البريطاني على أن دراسة دكتور جون سميث بأن الطفل يبدأ في تكوين خلفيته الثقافيه منذ أن يبدأ في السمع و هذا يعد تأكيدا على ما جاء بقول الباحثه الألمانيه مارجريت كما أوضحت بالفقره السابقه
و إن كان الأمر كذلك
فهل يطلعني أحدكم عن كونه قد سبق له أن تحدث بعقلانيه مع طفله الرضيع
((( و الله لو أن أحدا فعلها لقالت الناس أنه قد جن جنونه و إضطرب و إختل )))
فمن ذا الذي يدرك أن حديث المرء مع رضيعه عن العولمه أو عن تاريخ مقدونيا أو عن الفنون الشعبيه أو غير ذلك يعد تربيه سليمه
و لعل أول من أدرك هذا و منذ أكثر من 1400 عام كان الرسول صلى الله عليه و على آله و سلم إذ أذن في أذن صغاره حال مولدهم و ليس لدي من العلم ما يؤكد أنه قد تحدث إلى أيا من أطفال المسلمين منذ صغره و لكني متأكد من هذا في حال إثبات مبدأ الفائده بالقطع فهو عليه أفضل الصلاة و أتم التسليم لم يغفل مطلقا عن فعل أي نافع
بل يحدوني إتجاه بالقول بأن البحث كله مجرد كذبه أو أنه غير صحيح إذا تأكدت من أنه ( ص ) لم يفعل هذا
عــــــــوده للمـــوضـــــوع
بعدما يتحدث الأهل للصغير في مسائل علميه و فنيه و تراثيه و تاريخيه .... إلخ فإنه بهذا يضيف إلى مخزون الكلمات و العبارات التي يحفظها مخ الصغير إلى أن يصبح قادرا على النطق و هنا تبدأ مرحله جديده من التربيه و بذات الوقت هي مرحله جديده في تكوين هوية هذا الصغير
عند إستطاعة الصغير للكلام نجد أنه يحتاج إلى تقويم و تهذيب يومي مستمر و إن لم يدركه في حينه و لكنه سيترك بالحتم أثرا داخليا ينفع هذا الصغير في كبره
فالطفل حينما يبدأ بالكلام فهو يختار لنفسه ألفاظا سهله على لسانه و هذه الألفاظ تتفاوت بين طفل و آخر تبعا لأصول التربيه و تفاوت مستويات الذكاء الخلقي و المكتسب
فتجد أن الطفل العربي يبدأ بقول يمه أو ماما أو أمي أو بابا أو أبوي أو بب أو يبه أو خلاف هذا
يلاحظ أنها كلها ألفاظ سهله و مكونه من حرفين أو ثلاثه فقط
و لكن بمرور الوقت و مع كثرة محادثة الطفل يبدأ في إنتقاء بعض الكلمات الأخرى ذات النفع الأكبر
و قد يقول الطفل في هذا العمر أقوال لا يعي معناها ولا يفهمها حق الفهم و لكنها كلمات كما يقال عنها أنها كلام كبير
و لكن هذا الكلام حينما يكثر فهو يدل على خلفية الصغير و منه تتكون عقلية الصغير و إتجاهها
و مع مرور الوقت فإن الطفل يبدأ في المشي و تتكون رغبته في التقليد
و هنا يجب التشديد على عدم قول أو فعل المكاره من الأقوال و الأفعال أمام الصغير لأنه بالحتميه سيقوم بتقليدها
يلاحظ أيضا أن الأطفال في عمر المشي و بالمنازل التي بها أقلام تتفنن في رسم لوحات من الشخبطه على الجدران و الأثاث و ما إلى ذلك
هنا ينصح بالتالي
أولا : لا ينبغي أبدا على الأهالي أن يمنعوا الصغير من الإمساك بالقلم و الشخبطه و لا يجب عليهم مطلقا إخراجه من أحد الأعمال التي يحاول القيام بها
طبعا لا أقول بأن نترك الصغير يلوث المنظر الجمالي للمنزل و لا أقول بأن نتركه بلا عنايه أو مراقبه
و لكن لا مانع من أن يترك الطفل لفترات طويله في الغرفه المعده خصيصا له بأن يفعل بها ما شاء بهذا القلم
و ينصح بتقديم كراس أو كشكول كامل يخصص له و يجب عدم تغييره إذا ما لوحظ إهتمامه به و يستحب أن يكون الكشكول من اللون الواحد مطبعيا حتى على الغلاف على خلاف المعروف من أن الكراسات أو الكشاكيل المدرسيه غالبا ما تكون ذات أشكال و رسومات مختلفه
فاللون الواحد يكون في نفس الصغير ما يسمى بالشفافيه و يستحسن أن يكون اللون أبيض أو أخضر
و بعد فطام الصغير أي منعه عن الرضاعه تبدأ مرحله جديده معه
سأتناولها في الحلقه القادمه بإذن الله تعالى
تحياتي
فارس الحب [/align]
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري